توقيت القاهرة المحلي 21:42:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يا عقلاء مصر.. انقذوا مستشفى المجانين!

  مصر اليوم -

يا عقلاء مصر انقذوا مستشفى المجانين

بقلم - عاصم حنفي

زمان زمان.. وفى عهد الباشوات والإقطاع والملك والاحتلال.. قامت المؤسسات الأهلية ببناء قصر العينى وجامعة القاهرة ومستشفى الأمراض العقلية وحدائق الحيوان والأندلس والأسماك والأورمان وغيرها.. كما قامت الجمعيات الخيرية ببناء العشرات من المدارس المحترمة وخصصت لها القصور الأثرية فى أجمل المواقع فى مصر المحروسة.

الآن.. وفى عصرنا الراهن والسعيد.. يفكر البهوات من الأغنياء الجدد فى تكرار ما فعله الأجداد بأسلوب عكسى تماما.. هم لا يكلفون خواطرهم ببناء حدائق أو مدارس أو مستشفيات عامة.. هم يكتفون بوضع اليد على ما هو قائم بالفعل.. والحجج كثيرة وقد حاولوا قبل سنوات الاستيلاء على حديقة الحيوانات بحجة تبدو معقولة.. وهى أن الحيوانات تختنق بفعل الغازات وتعانى حصار المبانى حولها.. ومن الأوفق والأفضل لها الانتقال إلى ساحات مفتوحة خارج المدينة.. والحجة كانت مقبولة لدى البعض.. لو أن البهوات قرروا إخلاء الحديقة من سكانها مع استمرارها كحديقة ومتنفس لأهل القاهرة.. لكن البهوات سارعوا فى الإعلان عن نيتهم بتحويل مساحة الحديقة البالغة خمسين فدانا.. تحويلها إلى ناطحات سحاب تباع بالشيء الفلانى.. وهو ما تصدى له المجتمع.. الذى رفض الفكرة ثم سارع وزير الثقافة وقتها.. فاروق حسنى.. بالإعلان عن أن الحديقة من القلاع الأثرية وقد بنيت فى 1865 وبالتالى لا يجوز المساس بها.

والآن يتكرر نفس السلوك العدائى تجاه مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية.. وهناك من يختلق المشاكل للمرضى هناك.. ويصور لنا أن نزلاء المستشفى يعانون الإهمال الناتج عن التكدس والازدحام.. وأن العاملين بالمستشفى وتحت ضغط التكدس يتعاملون بإهمال تام مع النزلاء.. وأن الأصول تقتضى نقل المستشفى من موقعه الحالى.. لتستولى عليه هيئة الاستثمار التى تحتاج إلى مساحات إضافية تضاف إلى مبناها الأنيق المجاور لمستشفى الأمراض العقلية.

مستشفى الأمراض العقلية ليس  مجرد مبان وعنابر.. وهناك الحدائق والمتنزهات والميادين والطرق الكثيرة.. وهو يقع كله على مساحة 83 فدانا.. وهو ثروة وهبرة كبيرة.. ويتصور السادة أنها ملكية عامة، ولن يدافع عنها المجتمع المشغول بالبحث عن لقمة العيش.. ومن حسن الحظ أن هناك من تدخل للدفاع عن المستشفى.. وهو الوزير الفنان فاروق حسنى.. وقد تدخل عام 2010 حين حاول البهوات الاستيلاء على المستشفى ونقل النزلاء إلى مدينة بدر فى قلب الصحراء.. لكن تدخل وزارة الثقافة حسم المسألة تماما.. على اعتبار أن المبنى الذى أقيم عام 1883 هو مبنى أثرى يخضع لإشراف هيئة الآثار.. وبالتالى لا يجوز هدمه أو الاستيلاء عليه.
ما حدث عام 2010 تكرر عام 2015 ويتكرر الآن.. ويحاولون اقتطاع مساحة ضخمة من حدائق المستشفى لتحويلها إلى جراج خصوصى لهيئة الاستثمار.. بحجة أن الحدائق غير مستغلة وقد سبق أن اقتطعت الدولة منها مساحات ضخمة أقامت عليها هيئة المعارض التى نعرفها الآن.
العلاج مجانى بمستشفى الأمراض العقلية.. والكشف بجنيه واحد شامل الأدوية.. وهو ما يفسر تعرضه لإهمال بالغ من الدولة التى تخلصت من فكرة مجانية العلاج.. ويضم المستشفى 46 قسما للعلاج النفسى.. وأقساما لا أعرف عددها لعلاج الإدمان وهناك أقسام خاصة بالأطفال.. أقسام للمراهقين.

وفى العالم وفى المتوسط هناك 50 سريرا لكل مائة ألف مواطن.. وعندنا فى مصر المحروسة أقل من عشرة أَسِّرة لكل مائة ألف مواطن.

وبدلا من نقل المستشفى وتشريد المرضى.. لماذا لا يخضع مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية.. أو السرايا الصفرا.. نسبة إلى لونه  الأصفر فى بداية إنشائه.. لماذا لا نخضع لحماية الدولة أو المنظمات والجمعيات الأهلية.. أسوة بما كان يحدث زمان زمان؟

نقلا عن مجله روزاليوسف القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا عقلاء مصر انقذوا مستشفى المجانين يا عقلاء مصر انقذوا مستشفى المجانين



GMT 02:54 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

بلينكن يعظ!!

GMT 02:52 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

احتجاجات أمريكا ودلالاتها

GMT 02:50 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أن تُصلح الفساد بالأفكار

GMT 02:49 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هوامش في قمة البحرين: مجلس أم «مقنص»

GMT 02:46 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

الانهيار المخيف

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:44 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في "كان"
  مصر اليوم - نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في كان

GMT 14:14 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant
  مصر اليوم - أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 11:27 2024 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مورينيو يعلن عودتة للتدريب في الصيف المقبل

GMT 17:24 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

6 نصائح لتنظيف الفرن بالطريقة الصحيحة

GMT 03:46 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

عفاف شعيب تكشف أسرارًا جديدة عن عائلة عبد البديع العربي

GMT 14:39 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشفي أكثر الأشياء التي تثير عصبية زوجك وغضبه

GMT 01:20 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

علاج حب الشباب بالليمون

GMT 13:05 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

طريقة تحضير المهلبية

GMT 05:52 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

"التضامن" تواصل صرف معاشات مارس لليوم الثانى

GMT 02:06 2020 الأربعاء ,26 شباط / فبراير

مصطفى شعبان يغيب عن رمضان ويحضر «ترانيم إبليس»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon