توقيت القاهرة المحلي 18:39:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حملات انتخابية تزرع الخوف!

  مصر اليوم -

حملات انتخابية تزرع الخوف

بقلم : منار الشوربجي

استثناءات ذات دلالة فى حملة الرئاسة الأمريكية. فهى المرة الأولى التى يستخدم فيها رئيس حالى البيت الأبيض فى حملته لإعادة الانتخاب، والمرة الأولى أيضا التى ينتقد فيها رئيسٌ سابقٌ الرئيسَ الحالى علنًا وبالاسم. واستراتيجية الحزبين الكبيرين تقوم على زرع الخوف فى نفوس الناخبين. فليس مألوفًا أن تكون حملة الحزبين معًا تقوم على الخوف.

فرسالة الحزب الديمقراطى كانت واضحة فى مؤتمره العام الذى انعقد الأسبوع الماضى. والمؤتمر العام حدث انتخابى يعلن الحزب فيه رسميا اسم مرشحه، ويتم فيه التصويت على البرنامج العام. وفى المؤتمر العام، عادة ما يلقى أيضا رموز الحزب وقياداته، الذين يتم اختيارهم بعناية، كلمات تعبر عن قيم الحزب وتدعو لانتخاب مرشحه. وقد سعى الحزب الديمقراطى- حزب الأقليات- للتركيز تحديدًا على تلك القضية، بغض النظر عن نجاحه فى ذلك. فـ«بايدن» اختار نائبة له امرأة سوداء ومن أصول آسيوية. وتضمنت قائمة المتحدثين تعددية، حتى إنها شملت عددًا من الجمهوريين الذين أعلنوا رفضهم إعادة انتخاب ترامب ونيتهم التصويت لبايدن. ومن وظائف المؤتمر العام أيضا صياغة الرسالة الانتخابية التى يبعثها للناخبين.. فالحزب يسعى عادة لحشد قاعدته الانتخابية، ثم الحصول على أكبر قطاع ممكن من ناخبى الحزب الآخر. ورسالة الحزب الديمقراطى، التى قدمها خطاب باراك أوباما بشكل أوضح من غيره، تقوم فى جوهرها على دفع الناخبين للتصويت عبر شرح الخطر الذى يتهدد بلادهم. فهو قال إن التهديد الذى يواجه أمريكا، حال إعادة انتخاب ترامب، يطول الديمقراطية الأمريكية ذاتها ومعها يتهدد «معنى أمريكا»، التى طالما فخرت بقوة مؤسساتها السياسية التى تقوضها إدارة ترامب، وتقاليد حياتها العامة والسياسية التى يتجاهلها ترامب وإدارته. وفى حدود علمى المتواضع، فإنه لم يقدم رئيس سابق بنفسه، على الأقل خلال الثلاثين عاما الماضية، رسالة كتلك التى قدمها أوباما، فى مؤتمر حزبه. فهو ذكر ترامب بالاسم، ووجه له انتقادات لاذعة واعتبره خطرًا يهدد أمريكا.

ورغم أن المؤتمر العام للحزب الجمهورى قد بدأ أمس الأول، فقد كان الواضح قبله أن استراتيجية حملة ترامب- لا بالضرورة الحزب الجمهورى كله- لن تختلف كثيرا عن حملته الرئاسية لعام 2016. فهى تركز على تأجيج حماس قاعدته الانتخابية وحدها وحشدها للتصويت دون باقى الناخبين. فترامب يسعى للفوز بأصوات المجمع الانتخابى، لا بالضرورة أصوات الناخبين. وهو بذلك يقود حملة تقوم على زرع الخوف لدى ذلك القطاع تحديدا، ويقدم نفسه باعتباره وحده المنقذ لهم من كل ما يعتبرونه خطرا عليهم وعلى بلادهم. وقاعدته الانتخابية من البيض يعتبرون أنفسهم مهددين من جانب غير البيض الذين يشكلون أيضا تهديدا وجوديا لأمريكا ذاتها. وهؤلاء يؤمنون أيضا بأن ترامب يمثل فرصتهم الأخيرة «لإعادة غير البيض لمكانهم»، أى لما كانوا عليه من إخضاع وقهر بموجب القانون، لا فقط بموجب الأعراف والعنصرية الهيكلية، كما هو الحال اليوم. وقد كانت آخر رسائل ترامب فى هذا الإطار هى الدفاع عن أحد التنظيمات الذى تعتبره هيئة التحقيقات الفيدرالية منظمة أمريكية «إرهابية». والمنظمة تؤمن بوجود مؤامرة عالمية من عبدة الشيطان من كبار السياسيين الأمريكيين والدوليين تقوم بالاتجار الجنسى فى الأطفال، وتؤمن بوجود مؤامرة تسعى من «الدولة العميقة» للتخلص من ترامب. وتلك هى المرة الأولى أيضا، فى حدود علمى، التى يدعم فيها رئيس من على منصة البيت الأبيض لا من أحد مؤتمراته الانتخابية من يؤمنون بنظرية المؤامرة، ويتحدث عن نفسه كمنقذ للبشرية، لا فقط الولايات المتحدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حملات انتخابية تزرع الخوف حملات انتخابية تزرع الخوف



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 13:37 2023 الجمعة ,03 آذار/ مارس

افتتاح مطعم وجبات خفيفة أثري في إيطاليا

GMT 08:36 2021 الخميس ,14 تشرين الأول / أكتوبر

خبير ديكور يوضح الفرق بين الحجر الطبيعي والحجر الصناعي

GMT 16:31 2021 الأربعاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"AZZI & OSTA" تطلق تشكيلتها الجديدة

GMT 23:47 2021 الأربعاء ,18 آب / أغسطس

"Dior Baby" تكشف عن مجموعتها لموسم خريف شتاء 2021-2022

GMT 23:17 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

​المصري يبحث التعاقد مع حارس مرمى في كانون الثاني

GMT 03:00 2020 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

فتاة توجه نصيحة للمصريين بعد إصابة 12 فردًا من أسرتها بكورونا

GMT 21:54 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات لاستخراج بدل فاقد لبطاقة التموين فى مصر إلكترونيا

GMT 22:12 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

الأسهم الباكستانية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 22:31 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الثلاثاء 28 يوليو

GMT 09:35 2020 السبت ,25 تموز / يوليو

غاريث بيل يضع شرطًا للرحيل عن ريال مدريد

GMT 10:49 2020 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

تعرف على عمر هالة فاخر في عيد ميلادها

GMT 06:42 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

طريقة إعداد الدجاج على الطريقة التركية

GMT 11:54 2020 الأحد ,17 أيار / مايو

بريشة : علي خليل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon