توقيت القاهرة المحلي 10:41:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

4 مارس!

  مصر اليوم -

4 مارس

بقلم : منار الشوربجي

اقتحام الكونجرس فى 6 يناير الماضى حكاية لم تنتهِ بعد. فالذين قاموا بعملية الاقتحام يثقون بأن ترامب سيعود للبيت الأبيض ويستعدون لذلك الحدث. فهم سيذهبون لواشنطن العاصمة استعدادًا لحدث جديد هو تنصيب ترامب يوم 4 مارس القادم. والتجمعات الجماهيرية التى سيحضرونها لن تحتفل فقط بتنصيب الرجل وانما تسعى لمساعدته على دخول البيت الأبيض!

وتلك المجموعات تنتمى لمنظمات عدة أغلبيتها الساحقة تؤمن بنظرية المؤامرة، وإن كان كل منها يتبنى مؤامرة تختلف عن المؤامرات التى يؤمن بها الآخرون. والإيمان بوجود مؤامرة ما له تاريخ طويل بالولايات المتحدة منذ القضاء على العبودية. وهو إيمان لم يختفِ أبدًا منذ ذلك الوقت من على الساحة السياسية والدينية بين البيض. ففى القرن التاسع عشر تبنت بعض منظمات البيض فكرة مؤداها أن هناك حكومة سرية تحكم البلاد وتسعى لتدمير العرق الأبيض. وقد ظهرت مجموعات أخرى لاحقًا حين تزايدت هجرة الأيرلنديين حيث صارت تؤمن بأن المهاجرين الأيرلنديين طابور خامس يعمل لصالح بابا الفاتيكان بهدف تدمير الديمقراطية الأمريكية وسرقة الوظائف من الأمريكيين لصالح الأيرلنديين الكاثوليك. أكثر من ذلك، آمن هؤلاء بأن الراهبات والرهبان الكاثوليك يخنقون أطفال الأمريكيين البروتستانت.

ورغم أن بعض تلك المؤامرات تلاشت من العقل الجمعى لتلك المنظمات المتطرفة مثل مؤامرة الفاتيكان، فإن بعضها الآخر لايزال موجودًا حتى اليوم، وبعضها الآخر أخذ أشكالًا أخرى متعددة. ولعل أكثر تلك النظريات استمرارية حتى اليوم هى تلك التى تؤمن بأن هناك مؤامرة تهدف للإبادة الجماعية للعرق الأبيض فى أمريكا. وإلى جانب تلك الفكرة توجد اليوم منظمات تؤمن بفكرة مؤداها أن الحركة النسوية تقود مؤامرة لاستعباد الرجل الأبيض تحديدًا، بينما توجد أخرى تؤمن بأن هناك نخبة أمريكية ودولية سرية تتآمر من أجل إنشاء حكومة عالمية ستطيح بالحكومة الأمريكية وتتولى هى الحكم فتستعبد الأمريكيين، البيض طبعًا، وتحرمهم من حرياتهم وحقوقهم. ومع ظهور وباء كورونا برزت منظمات تحذر الأمريكيين من التطعيم بدعوى أنه جزء من مؤامرة حكومية على البيض تسعى لتغيير جيناتهم عبر حقنهم بمادة سامة تجعل من السهل السيطرة عليهم عقليًا!

أما المنظمات التى تؤمن بعودة ترامب للحكم فى 4 مارس فهى نوعان، أولهما هى تلك التى يمتد تاريخها لأكثر من قرن، وتؤمن بأن كافة الرؤساء الأمريكيين الذين أتوا للحكم بعد عام 1871 ليسوا حكامًا شرعيين للبلاد لأنه فى ذلك العام تم سرًا تمرير قانون حوّل الولايات المتحدة من دولة لشركة اقتصادية تابعة لمدينة لندن. ولأن «الرؤساء الشرعيين» ما قبل 1871 كان يتم تنصيبهم فى 4 مارس، لا العشرين من يناير، فإن ترامب، الذى فاز عندهم باكتساح، سيتم تنصيبه فعليًا فى ذلك التاريخ.

أما النوع الثانى من تلك المنظمات التى تستعد لتنصيب ترامب فهى منظمات دينية تنتمى لأحد تيارات الأصولية المسيحية. وهى تؤمن، منذ أن رشح ترامب نفسه فى 2016، بأن الله اختاره لحكم أمريكا لإعادتها لقيم المسيحية البيضاء. وتلك المجموعات تتنبأ هى الأخرى بأن ترامب سيتم تنصيبه فى 4 مارس المقبل.

الطريف فى كل ذلك أن فندق ترامب وسط العاصمة واشنطن رفع أسعار الغرف استعدادًا لاستقبال كل أولئك الذين سيذهبون للعاصمة!

لكن الطرافة تقف عند هذا الحد. فالخطورة أن تلك التنظيمات ستصبح أشد خطرًا إن لم يحدث ما تريد فى 4 مارس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

4 مارس 4 مارس



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon