توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب وبايدن والمرأة السوداء

  مصر اليوم -

ترامب وبايدن والمرأة السوداء

بقلم : منار الشوربجي

محاولات ترامب للانقلاب على الإرادة الشعبية فى اختيارها للرئيس القادم تتركز تحديدا على إرادة سود أمريكا. فالرئيس الأمريكى الذى رفض الاعتراف بنتيجة الانتخابات التى فاز فيها جوزيف بايدن بفارق كبير ليس فقط فى الأصوات الشعبية وإنما أيضا فى أصوات المجمع الانتخابى، أصرّ على رفع الأمر للقضاء. ورغم أنه خسر حتى الآن ما لا يقل عن العشرين قضية، إلا أن تلك القضايا فى مجملها تركزت على ولايات شهدت حملات تعبئة واسعة لأصوات السود تحديدا أو مدن ذات أغلبية من السود.

ففوز بايدن بولاية جورجيا تحديدا مثّل نقطة تحول بالنسبة للحزب الديمقراطى. فجورجيا واحدة من ولايات الجنوب الأمريكى الذى صار منذ منتصف التسعينيات قلعة للحزب الجمهورى يحظى فيها بدعم صلب. ولئن كان بيل كلينتون قد فاز بالولاية فى انتخابات 1992 إلا أنه ليس كفوز بايدن، لأن كلينتون كان ديمقراطيا ينتمى لولاية أركنسا الجنوبية ونائبه كان آل جور الذى ينتمى لولاية جنوبية أخرى. أما جوزيف بايدن، فهو مثل ولاية ديلاوير بمجلس الشيوخ، بينما بنسلفانيا هى مسقط رأسه. لكن الفضل الرئيسى لفوز بايدن بولاية جورجيا يرجع لحملات شعبية واسعة النطاق تدور رحاها منذ عامين على الأقل هدفت لتسجيل آلاف من السود الذين لم يستخدموا حقهم فى التصويت من قبل، ثم فى انتخابات 2020 قامت تلك القوى المحلية بشن حملة ضخمة لتعبئة سود الولاية عموما للتصويت فى انتخابات الرئاسة والكونجرس، فكانت أصواتهم هى التى منحت بايدن الهامش الضئيل فى عدد الأصوات الشعبية، ففاز بأصوات الولاية بالمجمع الانتخابى، ورغم أن الهامش الضئيل قد أدى، وفق قوانين الولاية لإعادة فرز الأصوات يدويا، إلا أن إعادة الفرز لم تخرج بنتيجة مختلفة ولا القضاء حكم لصالح ترامب فى تلك الولاية.

أما الولايات الأخرى التى ركز عليها محامو ترامب فكانت بنسلفانيا ومتشجان وويسكنسن. وقد كان التركيز تحديدا على المدن، ذلك لأن المدن من ناحية تميل لصالح الديمقراطيين لا الجمهوريين. لكن المدن التى هاجمها ترامب واختارها فريقه تكشف أيضا عن مسعى ترامب لإلغاء أصوات السود تحديدا. فمدينتا فيلادلفيا وبتسبرج بولاية بنسلفانيا، فضلا عن ديترويت بولاية متشجان وميلووكى بولاية ويسكنسن، وكلها يمثل فيها السود أغلبية، شهدت الحملات الشعبية ذاتها التى جرت بولاية جورجيا من أجل تسجيل السود ثم تعبئتهم للتصويت فى انتخابات الرئاسة.

لكن اعتبار السود كتلة واحدة ليس دقيقا ولا يشرح الواقع الأمريكى. صحيح أن نسبة تقترب من 90% من السود أعطوا أصواتهم لبايدن، إلا أن نسبة أصواتهم خصوصا من الرجال التى ذهبت لترامب ارتفعت هذا العام بالمقارنة بنسبة فوزه بينهم عام 2016. وكانت رسالته الانتخابية لجذب أصواتهم تتعلق بالانتعاش الاقتصادى لا بالمسألة العرقية، وهو ما يكشف أيضا عن أن بعض السود لا يتخذون قرارهم الانتخابى على أساس المسألة العرقية وحدها.

لكن الأكثر أهمية من كل ذلك أن الحملات الشعبية الواسعة لتعبئة السود قامت بها فى أغلب الحالات المرأة السوداء، والتصويت الأكثر كثافة فى انتخابات الرئاسة كان للمرأة السوداء لا الرجل. وتلك ليست ظاهرة جديدة بالمناسبة. إلا أنها هذه المرة تعنى بالضرورة أن ترامب يعادى تحديدا المرأة السوداء، وبايدن مدين بفوزه ليس للسود عموما وإنما للمرأة السوداء على وجه التحديد!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب وبايدن والمرأة السوداء ترامب وبايدن والمرأة السوداء



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon