توقيت القاهرة المحلي 13:03:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاحتجاجات الفرنسية والانتخابات الأمريكية!

  مصر اليوم -

الاحتجاجات الفرنسية والانتخابات الأمريكية

بقلم - منار الشوربجي

تذكرت الانتخابات الأمريكية وأنا أتابع ما يجرى فى فرنسا. فهناك، فى تقديرى، متغير مشترك، فى الحالتين وغيرهما حول العالم.

القوى الداعمة لليسار فى العالم منقسمة على نفسها بين «نخبة» وقاعدة جماهيرية، وهو الانقسام المسؤول عن صعود اليمين الشعبوى، عبر استحواذه على تلك القاعدة الجماهيرية التى كانت الداعم الطبيعى لليسار.

فالنخب الأكثر تعليما ودخلا والتى تعيش بالمدن لها قضاياها الاجتماعية والسياسية، والتى تختلف عن قضايا الطبقات العاملة فى المدن والريف. فصارت الأخيرة تعتبر تلك النخب هى ذاتها سببا فى معاناتها عبر إصرارها على قضاياها هى، التى قد تتعارض مع مصالحهم المباشرة.

فالمظاهرات التى عمّت فرنسا كان سببها المباشر الإعلان عن زيادة أسعار الوقود.

وهو القرار التى أتى ضمن حزمة إصلاحات انتهجها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بعد توليه السلطة.

وفى زيادة أسعار الوقود تحديدا قالت السلطات الفرنسية إن الهدف هو حماية البيئة، عبر الحد من استهلاك الوقود، وعلى نحو تسهم من خلاله فرنسا فى الالتزام بالحد من ظاهرة الاحتباس الحرارى وتغير المناخ، بعد أن صار قضية عالمية.

ومنذ بدء المظاهرات، ومرورا بأحداث العنف التى صاحبتها ثم مفاوضات الحكومة مع المتظاهرين وصولا لتراجع ماكرون عن القرار، كان ذلك الانقسام واضحًا. «فالنخب» المتعلمة والأفضل حالا من الناحية الاقتصادية تدعم قضايا البيئة، وتقف بقوة وراء القرارات التى تسهم فى الحد من الاحتباس الحرارى.

لكن الأقل تعليمًا ودخلا والذين يعيشون فى الريف الفرنسى، وليس أمامهم سوى استخدام سياراتهم لمسافات طويلة ذهابا وعودة وجدوا القرار معبرا عن «غطرسة» و«تجاهل» لمعاناتهم وهمومهم.

ولأن ماكرون كان قد ألغى ضريبة الثروات بعد فترة وجيزة من توليه السلطة، صار الرجل بالنسبة لهم داعما للأثرياء على حسابهم. ولضعف النقابات والاتحادات العمالية، نسبيا عن ذى قبل، خرجت المظاهرات للشوارع.

وذلك الانقسام نفسه كان واضحًا فى الولايات المتحدة. فالحزب الديمقراطى، حزب اليسار، يعانى الأزمة نفسها. فالطبقة العاملة الأمريكية كانت فى القلب من القوى المؤيدة تقليديا للحزب الديمقراطى. لكن تلك الطبقة ذاتها صارت ترى النخبة المالية والاقتصادية والسياسية للحزب مناهضة لمصالحها وغير معبرة عن قضاياها. فكان التحول فى السلوك التصويتى لتلك الطبقة مسؤولا عن نتائج انتخابات الرئاسة التى أتت بترامب للحكم.

فالبيض الأقل تعليمًا ودخلًا من تلك الطبقة أعطوا أصواتهم للحزب الجمهورى.

أما المنتمون لنفس ذلك القطاع الاقتصادى من السود والأمريكيين من أصول لاتينية، فقد أحجموا عن التصويت، لأنهم أيضا وجدوا «نخبة» الحزب الديمقراطى، وعلى رأسها هيلارى كلينتون، لا تمثلهم، ولا تعبر عن همومهم. وانتخابات الكونجرس، الشهر الماضى، أثبتت أن ذلك القطاع من البيض وغير البيض، لا يزال فى المنطقة الحرجة ذهابًا وإيابًا بين الحزبين.

باختصار: ما لم يخرج اليسار العالمى بأفكار مبدعة تجمع فى منظومة واحدة قضايا «النخبة» والقاعدة الجماهيرية، فستظل لليمين الشعبوى الهيمنة حول العالم.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاحتجاجات الفرنسية والانتخابات الأمريكية الاحتجاجات الفرنسية والانتخابات الأمريكية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

نانسي عجرم بإطلالات خلابة وساحرة تعكس أسلوبها الرقيق 

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:54 2021 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

ديكور فخم في منزل شذى حسون في برج العرب

GMT 13:39 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب كيرمان في شرق إيران

GMT 13:44 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

«الزراعة» تواصل خطتها لخفض استهلاك المبيدات الكيماوية

GMT 01:58 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

شالكه يسقط أمام كولن بالوقت القاتل في الدوري الألماني

GMT 06:57 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

التمدد أكثر فعالية من المشي لخفض ضغط الدم المرتفع

GMT 20:35 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل معجنات الثوم

GMT 07:25 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

توقعات العام 2021 لبرج الجدي وفق بطاقات التارو

GMT 17:55 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ريال مدريد يتوعّد إلتشي بمواصلة سلسلة الانتصارات في "الليغا"

GMT 10:16 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الرئة وأبرز أسباب الإصابة بالمرض

GMT 02:14 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ضياء السيد يؤكد أن هناك رواسب قديمة بين فضل وكهربا

GMT 13:05 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

ليكرز يرد بقوة على هيت ويتقدم 3-1 بنهائي السلة الأميركي

GMT 12:20 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قرار بدفن موتى كورونا على الطريقة التقليدية في الأردن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon