توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نكبة ترامب

  مصر اليوم -

نكبة ترامب

بقلم : رندة تقي الدين

 هل يسعى دونالد ترامب مع صديقه بنيامين نتانياهو إلى حل القضية الفلسطينية بتصفية الشعب الفلسطيني؟ نقله السفارة الأميركية إلى القدس بحضور ابنته وصهره يمثل خطوة هجومية على الشعب الفلسطيني الذي يحيا ويعيش نكبة أدت إلى مجزرة ٦١ فلسطينياً غزاوياً وسقوط أكثر من ٢٢٠٠ جريح على يد نتانياهو.

واقع الحال أن فكرة الدولة الفلسطينية لم تكن يوماً قابلة للعيش منذ مقتل رئيس الحكومة الإسرائيلي الاسبق اسحق رابين. وحكومة نتانياهو ووزير دفاعه افيغدور ليبرمان يسيران باتجاه محاولة إنهاء قضية الدولة الفلسطينية بقتل الشعب الفلسطيني. فتجد من يدعمها في ذلك وهو رئيس القوة الكبرى في العالم يستفيد من غياب عربي عما تقوم به من جرائم وانتهاكات للشعب الفلسطيني. وهذا التصرف الاجرامي من شأنه ان يشجع النظام الايراني الذي يعزم ترامب على معاقبته الى الاستفادة من هذه الفرصة لتعزيز دعمه لحماس بوجه الاجرام الاسرائيلي.

ونتانياهو توأم للنظام الاسدي في سورية الذي حماه ويحميه منذ زمن بعيد. فهو يقوم بتصفية الشعب الفلسطيني مثلما يصفي الاسد شعبه والمعارضة. سياسة ترامب العالمية تبدو كأنها البحث عن حرب عالمية مع الجميع حيث انخرط في حرب اقتصادية مع الصين وأيضاً مع أوروبا وها هو يسلم نتانياهو مفتاح حل القضية الفلسطينية بتصفية أبناء الشعب الفلسطيني.

وماذا بعد؟ عندما اجتاحت إسرائيل لبنان في ٢٠٠٦ جعلت من «حزب الله» وأمينه العام حسن نصر الله زعيماً في العالم العربي لأنه انتصر عليها. فكانت أن وضعت لبنان تحت نفوذ حزب فرض نفسه بسلاحه على البلد بحجة المقاومة. ها هي إسرائيل اليوم تعطي فرصة جديدة لحزب الله ولإيران ليظهرا على أنهما المدافعان الوحيدان عن الشعب الفلسطيني المتروك. استفادة إيران مما يحدث في الأراضي الفلسطينية ستكون الرد على ضغط ترامب لإعادة العقوبات عليها. فمنذ فترة طويلة وإيران تساعد وتدعم «حماس» والآن مع ما تقوم به القوات الإسرائيلية ضد الشعب الغزاوي هناك مبرر آخر للمزيد من الدعم الإيراني لحماس. وهذه كارثة للمنطقة.

فترامب فتح جبهات عدة كأنه يريد إشعال العالم. وعلى رغم ذلك يدّعي أن لديه حلاً للقضية الفلسطينية. فأي حل هذا سوى تصفيتها؟ لا يمكن رئيساً أميركياً يقول للعالم أن القدس عاصمة إسرائيل، أن يطلق مفاوضات لأي حل. فهو استبقها بالقول للعالم إن القدس هي عاصمة إسرائيل. والعالم العربي ساكت عن ذلك علماً أن القدس للديانات الثلاث المسلمة والمسيحية واليهودية.

فنتانياهو في عهد ترامب يشعر بأن لا شيء ممنوعاً عنه لا المجازر ولا الانتهاكات ولا التطهير العرقي الذي عانى منه الشعب اليهودي في الحرب العالمية الثانية. لقد دخل العالم العربي مرحلة بالغة الخطورة بسبب سياسة أميركية متهورة ورئيس خطير بتوجهاته وقراراته. أوباما أساء كثيراً للوضع السوري، إذ إنه رفض التدخل في ٢٠١٣ في سورية لضرب قواعد الأسد العسكرية ونتيجة ذلك دخلت القوات الروسية في ٢٠١٥ وتوسعت إيران. وأساء التقدير في التوصل إلى مثل هذا الاتفاق النووي مع إيران الناقص والسيئ الذي أراده بقوة كما ترك العراق للنفوذ الإيراني. أما اسلوب ترامب التهجمي فيفاقم الازمات وخطورة الاوضاع في منطقة مشتعلة بحروب عدة في سورية الى اليمن والآن فلسطين مع قرار ترامب نقل سفارته إلى القدس.

وانفجار الوضع الفلسطيني ليس مفاجأة . فالاحتلال والظروف المزرية والفقر والبطالة التي تسود في كل الأراضي الفلسطينية هي قنبلة موقوتة من شعب لم يعد يتحملها. وقضية نقل السفارة الأميركية الى القدس تزيد الطين بلّة وتدفع الشباب الفلسطيني إلى الثورة حتى ولو أنهم يدفعون دمهم ثمناً. أصبحوا يفضلون الموت على العيش في مثل هذه الظروف. فسياسة ترامب نكبة لهذا الشعب.

نقلا عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نكبة ترامب نكبة ترامب



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt