توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العالم في خطر

  مصر اليوم -

العالم في خطر

بقلم - رندة تقي الدين

مصير العالم في أيدي خمسة قادة يزرعون القلق والذعر حول المستقبل.

في الطليعة، الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإدارته شوؤن العالم عبر تغريداته الصدامية والمفاجئة. والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يريد تركيع العالم بأسلوب الهيمنة بالقوة كما في سورية والقمع وفرض الأمر الواقع من القرم الى أوكرانيا الى سورية. ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يحكم منذ عقود بالقمع والاستبداد والاحتلال للفلسطينيين وإصدار قوانين تجعل من الطوائف الأخرى داخل إسرائيل مواطنين من الصف الثاني. ورجب طيب أردوغان الذي يأخذ شعباً وبلداً كبيراً مثل تركيا الى المجهول بجنون العظمة والهيمنة. والمرشد الإيراني خامينئي الذي يرشد نظامه الى القمع داخلياً والهيمنة بالصواريخ والسلاح والتخريب خارجياً في كل من العراق واليمن وسورية ولبنان ودول الخليج، ويفقر شعبه بعقوبات دولية عليه بسبب سياسة توسعية وإرهابية، ويدخله في حروب على حساب مصالح شعبه إن كانت لحماية بشار الأسد أو في العراق أو مع الحوثيين.

فواقع الحال أن العالم ليس بخير مع هؤلاء القادة، خصوصاً أن القارة الأوروبية ضعيفة لا صوت لها في ظل هذا الواقع. فبريطانيا تتخبط بقرارها الخروج من الاتحاد الأوروبي والمفاوضات المرتبطة به. وألمانيا تعاني من ضعف المستشارة الألمانية أنغيلا مركل التي عليها أن تدير بلداً أساسياً ومحركاً للاتحاد الأوروبي، كونه الاقتصاد الأول في أوروبا، بحكومة تحالف جعلتها أضعف بكثير مما كانت سابقاً، نظراً الى تراجع شعبية الحزبين الأساسيين في التحالف الحاكم. وفرنسا المحرك الشريك لألمانيا في الاتحاد الأوروبي يضعف تأثيرها نتيجة ضعف ألمانيا. وهذا على رغم أن إيمانويل ماكرون يحظى بغالبية ساحقة مؤيدة له في الجمعية الوطنية وأنه إصلاحي جاد. فأوروبا ضعيفة في وجه قادة في العالم لا أمل منهم لتحسين أحوال شعوب العالم، بل بالعكس هم سبب مؤكد لتراجعها وأحياناً انهيارها. فترامب يقرر بتغريدة معاقبة أوروبا وفتح حرب تجارية عليها وعلى كندا. ثم يتراجع ويستقبل بكلمات لطيفة ومحبة رئيس اللجنة الأوروبية جان كلود يونكر، ويوقع معه هدنة في الحرب التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لكنه يستمر في حربه التجارية مع الصين.

وترامب، شريك نتانياهو وصديقه، يقول علناً في قمة هلسنكي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أنه يسلم مستقبل الأزمة السورية الى إسرائيل. وهو الرئيس الأميركي الأول الذي ينفذ وعد حملته بنقل سفارته الى القدس. كما أنه يعد لتقديم حل يدّعي أنه سلمي للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، من صنع صهره جاريد كوشنير لمصلحة إسرائيل. أما في هلسنكي، فهو قدم كل التنازلات حول سورية لبوتين. أما الأخير، فنجح عبر حربه التي قتلت مئات الألوف في سورية، في الحصول على أن ينحني العالم بأسره أمام رغباته وسياساته، حتى أنه يدعي أنه يخطط لعودة اللاجئين السوريين الى بلدهم بعد أن شردهم وقاتلهم وهجّرهم بطائراته وقنابله. والعالم بأسره يهرول الى روسيا للمساعدة، أما بالنسبة الى سورية أو إيران، فهو مرتاح الى هيمنة تتيح له فرض ما يريده من دون استثناء. وهو يدعي أنه يريد حل المشكلة السورية. فحله هو المنتصر الذي حمى نظام بشار الأسد عبر شراكة القتل والتعذيب والتشريد.

وها هو يدعي أنه يبحث عن حل ويوافق على اقتراح فرنسي بتقريب مساري آستانا وجنيف للحل في سورية. إلا أنه في النهاية سيفرض ما يريده لأن ليس لفرنسا والاتحاد الأوروبي وزن على هذا المسار طالما السيد ترامب سلّم بوتين وإسرائيل الورقة السورية. أما اللاعب الخامس الخطير فهو أردوغان الذي يحكم ٨٠ مليون تركي بالقمع وبفرض ما يريده بالقمع عبر انتخابات رئاسية مزوّرة كما انتخابات روسيا، حيث لم يتجرأ أحد على منافسة فعلية لبوتين. فأردوغان يقود بسياسته بلده الى الانهيار الاقتصادي بعدما كانت تركيا عامرة ومنتعشة. فالأزمة تتفاقم وإذا استمرت الليرة التركية في الهبوط سيؤدي ذلك الى عدم قدرة الشركات التركية على تسديد قروضها بالدولارات، والبنوك الأوروبية التي تدين تركيا لم تعد عازمة على إقراضها، والحل أمامه يكون في تقليص الإنفاق، ما يعني ركوداً اقتصادياً مثلما رأينا في اليونان. فالعالم بخطر فعلاً بإدارة قادة من هذا النوع.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم في خطر العالم في خطر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt