توقيت القاهرة المحلي 00:56:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أي إعلام نريد؟

  مصر اليوم -

أي إعلام نريد

بقلم : أمينة خيري

كل المطلوب تحديد الهدف. هل المراد إخبار وإعلام وتوعية مع بعض التوجيه؟ أم المرجو توجيه وتحفيز مع بعض الإخبار وقليل من التوعية؟ أم لا هذا ولا ذاك، فقط ملء فراغات والتظاهر بأن لدينا ما يناسبنا فى ضوء المرحلة على أن تخضع الساحة لـ«نيو لوك» تارة ونستعيد الـ«أولد لوك» تارة أخرى.

وفى كل يوم يتضح أن المشهد الإعلامى فى مشارق الأرض ومغاربها آخذ فى التحول والتغير. وهو ليس تحولاً إرادياً حيث القائمين على الأمر يطورون ويحدثون، ولا هو تغير مخطط ليفيد الشعوب ويرفع من شأنها.

فقد استيقظ العالم ذات صباح ليجد أن الشبكة العنكبوتية بأذرعها التى لا تعد أو تحصى، من منصات تفاعلية وقدرات خزعبلية على نقل الخبر بينما يحدث وبث الكارثة بينما تقع وتحويل معلقات الصحف إلى بضع كلمات تفى بالغرض ومقاطع مصورة خير من ألف كلمة. وتزامنت هذه التحولات الكبرى بانقلابات عظمى جرت ومازالت تجرى على ظهر الكوكب. تواؤمات سياسية تجمع الأضداد، وصراعات دموية تحصد الأرواح، ومنافسات اقتصادية وأخرى تجارية تعيد رسم خارطة العالم الأول وصياغة توازنات القوى والظل.

التغيرات الكبرى الحادثة، سواء على صعيد التقنيات وتقزم الأدوار التقليدية للصحف والمجلات وأيضًا محطات التليفزيون والإذاعة، ودخول ملايين المتلقين على خط الإنتاج الإعلامى والخبرى باعتبارهم مواطنين صحفيين قلبت موازين الإعلام، ومكنت الجميع من الساحة الإعلامية التى ظلت مهنة يحتكرها الصحفى حتى الأمس القريب. ومع هذا التمكين الذى سحب البساط من تحت الإعلام التقليدى لصالح المواطن الصحفى، تشهد غالبية دول العالم عمليات تغيير من شأنها أن تعيد رسم معالم الكوكب.

صحيح أن حجم التغيير مفزع، وآثار ما بعد التغيير تلقى بظلال وخيمة بالفعل على مناطق عدة فى العالم، ومنطقتنا «المحظوظة» على رأس القائمة، وصحيح أيضًا أن جانبًا من هذه الآثار غير قابل للإيقاف أو المواجهة لأنه بكل بساطة أقوى من مجرد رغبات دول، إلا أن فى الإمكان تزويد البلدان بقدر من المناعة. وتتمثل هذه المناعة فى إعلام قوى فعال، لا يهين ذكاء المتلقى، أو يسلم مقاليده لأفكار الماضى السحيق، أو يقع فى مصيدة الوطنية فى نسختها القديمة غير المواكبة لمواصفات القرن الـ21. هذا الإعلام قادر على النظر إلى الداخل وتقييم وعى المتلقين، واحترام أدمغتهم واختياراتهم، مع الاستماع لما يقولون وليس ما يقال إنهم يقولونه. وهو أيضًا قادر على تقييم الخارج بنظرة موضوعية لا تغرق تمامًا فى التغريب، ولا تصدق كل محتال مختال.

فى دول بعيدة، نجح الإعلام أن يكون محتالاً حيث يقنع المتلقى بأن ما يقدمه له ليس إلا «كبسولة» تجمع المهنية والمصداقية مع قوة الأداء والتنزه عن الأغراض. هذا الإعلام يختال بسمعته الطيبة، لكنه فى الوقت نفسه يحقق أجندته بشياكة. فأى إعلام نريد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أي إعلام نريد أي إعلام نريد



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 21:29 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

البرهان يؤكد أن لا هدنة في السودان بوجود الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد أن لا هدنة في السودان بوجود الدعم السريع

GMT 00:56 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

الصومال يتهم اسرائيل بالسعي لاقامة قواعد عسكرية في الاقليم
  مصر اليوم - الصومال يتهم اسرائيل بالسعي لاقامة قواعد عسكرية في الاقليم

GMT 21:41 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يجري اتصالا مثمرا مع بوتين قبيل لقائه زيلينسكي
  مصر اليوم - ترامب يجري اتصالا مثمرا مع بوتين قبيل لقائه زيلينسكي

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 09:16 2022 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

سيارات هيونداي ترفع النقاب عن نسختها الجديدة سانتافي 2023

GMT 10:23 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

Razer تعلن عن أحد أفضل الحواسب لمحبي الألعاب

GMT 09:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

ترتيب الدوري المصري 2021 بعد نهاية الجولة 23

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 07:00 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

4 أمور يُستحبّ فعلها قبل صلاة عيد الفطر المبارك

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

علاء مرسي يكشف عن ملامح دوره في مُسلسل "الضاهر"

GMT 02:31 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

خاتم زواج الماس للمناسبات الخاصة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt