توقيت القاهرة المحلي 01:14:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سجدة رمضان وصدمة المترفعين

  مصر اليوم -

سجدة رمضان وصدمة المترفعين

بقلم : أمينة خيري

وقع المثقفون والمتنورون والمترفعون فى حيص بيص. استيقظوا من نومهم ذات صباح ليفتحوا صفحاتهم الفيسبوكية لتتصاعد صيحات الغضب ما هذا الكائن؟ محمد رمضان «نمبر وان تكاتك مصر» «الأسطورة» حديث الساعة.

صالت وجالت صور «الفنان» أثير مواقع التواصل الاجتماعى ليلقى جزاءه الذى يستحقه من المثقفين والمتنورين والمترفعين. منا من غرق فى الترحم على زمن الفن الجميل، وقت كانت الآهة تبدأ اليوم وتنتهى بعد غد. ومنا من تساءل عن سبب ظهور رمضان رغم ثراء مصر بمواهبها. ومنا من طالب بتدخل النقابات الفنية لوقف هذه المهزلة. بل منا من كتب مخاطبًا السيد رئيس الجمهورية للتدخل وإصدار قرارات لعودة الاحترام واستعادة الأخلاق وتعديل السلوكيات!!

ويبدو أن جميعنا أخذته الجلالة، فلم يكلف خاطره بفتح النافذة والنظر إلى الشارع. بل ربما أغرقنا فى الجلوس أمام شاشاتنا ونسينا أن وقائع وتفاصيل وأحداث وحوادث وظواهر ومظاهر لا حصر لها تدور رحاها منذ سنوات، ونحن عنها غافلون أو متجاهلون أو منشغلون.

انشغالاتنا حالت دون النظر إلى المكون الديموغرافى المصرى الذى انقلب رأسًا على عقب. وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن نسبة خصوبة نسائنا زادت لتصل إلى 3.2 طفل بعد ما أبلت جهود تنظيم النسل بلاء حسنًا نسبياً فى ثمانيانيت وتسعينيات القرن الماضى. ومعدلات الهجرة من الريف إلى المدينة ترتفع بينما نتحدث. هؤلاء المهاجرون أو النازحون من الريف ذات الأرض الزراعية المتقلصة تحت وطأة البناء هم «العيال التى تأتى برزقها». وكما أخبرنا الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، وصل المعدل إلى 32.5 فى المائة.

هذه الملايين تجد فى «الفنان» محمد رمضان ما يشبع حواسها ويشفى غليلها ويدغدغ أحلامها ويرفع سقف طموحها. من جهة أخرى، ليس جديدًا أن يعتنق سكان قمة الهرم الفن الذى يصنفه المثقفون بـ«الهابط» أو «المسف» لبعض الوقت على سبيل الصرعة.

صرعة «الفنان» محمد رمضان ستستغرق بعض الوقت، ثم تذهب لحالها، لتأتى صرعة أخرى وهلم جرا.

هذه الكلمات ليست نقدًا أو اعتراضًا على رمضان، لكنها محاولة للنظر إلى المشهد بعين مختلفة. مرة أخرى، لا المنع أو الحجب أو السجن أو العجرفة تطرح حلولاً. لكن الحل يكمن فى التعليم غير الدينى، والتثقيف المدنى، وفرص العمل الحقيقية، وتطبيق القانون عن حق، والتربية الأخلاقية على العيب وليس الحرام فقط (لاحظ أن رمضان يسجد بملابسه المثيرة للجدل محققًا كل ما يدغدغ مشاعر الطبقات المشار إليها سابقًا حيث غناء وفلوس كثيرة وغرابة وقيم الشارع فى البلطجة والقوة مكللاً بسجدة الشكر).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سجدة رمضان وصدمة المترفعين سجدة رمضان وصدمة المترفعين



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 00:46 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يهدد بضربة عسكرية ضد طهران ويطالب حماس بنزع السلاح
  مصر اليوم - ترامب يهدد بضربة عسكرية ضد طهران ويطالب حماس بنزع السلاح

GMT 15:46 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

انخفاض جماعي في أسعار المعادن والفضة تهوي لأقل من 80 دولارًا
  مصر اليوم - انخفاض جماعي في أسعار المعادن والفضة تهوي لأقل من 80 دولارًا

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 09:35 2025 الأحد ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 12:36 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

زهير مراد يستوحي تصاميم الخريف من عالم الأساطير

GMT 05:47 2022 الإثنين ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فيرستابين بطلا لجائزة المكسيك الكبرى للفورمولا 1

GMT 03:43 2021 السبت ,01 أيار / مايو

تامر حسني يطرح بوستر فيلم ”مش أنا”

GMT 03:30 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع يغادر إلى البرتغال لدعم علاقات التعاون العسكري

GMT 09:04 2020 الإثنين ,27 إبريل / نيسان

تعرف على مواعيد قطارات السكة الحديد الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt