توقيت القاهرة المحلي 23:53:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأستاذة ريهام وفتح المجال

  مصر اليوم -

الأستاذة ريهام وفتح المجال

بقلم : أمينة خيري

نظلم ريهام سعيد كثيرًا حين نضعها فى قفص الاتهام. ونسطح الأزمة تمامًا حين نختزلها فى إهانتها للممتلئات. ونتهاون فى حقوقنا جدًا لو اعتبرنا أن المذكورة جرحت مشاعرنا الرقيقة، وأضرت قيمنا وسلوكياتنا الراقية بما تفوهت به فى الحلقة التى صارت الأكثر مشاهدة والأعلى ترندًا.

ترند الإعلام الحالى هو كل ما من شأنه أن يصدم أو يخدش أو ينهش. والأكثر مشاهدة هو الذى يحوى سبابًا أو خرافة أو خرفًا أو تشددًا أو كل ما من شأنه أن يدغدغ مشاعر العامة التى لا تجد ما يثقفها أو يرفه عنها أو ينورها. ريهام سعيد ليست وليدة اليوم، لكنها- وغيرها- تٌرِكوا ليرتعوا فى أدمغتنا ويعيثون فسادًا فى وعينا منذ سنوات طويلة. بدت المسألة فى بداياتها كأنها نكتة. مذيعة شقراء تدغدغ مشاعر العوام بالحديث عن الجن الساكن فى أجساد الفتيات، والأعمال المجهزة للضرر بالعائلات. وأذكر قبل سنوات كثيرة حين كنت أعود إلى البيت لأجد الشابة التى كنت أستعين بها للمساعدة فى أعمال البيت، وهى حاصلة على دبلوم معهد «أزهرى» وهى تنهنه وتصدر أصواتًا غريبة. أسألها ما بها، فترد بكل أريحية: «كنت أشاهد حلقة الأستاذة ريهام واستضافت بنت راكبها جن ولقيت عندى كل الأعراض. أنا راكبنى جن».

تُرِكت «الأستاذة» تفرط فى غرس جذور الهبل وتثبيت قواعد الجهل سنوات طويلة. لماذا؟ لأن الجهل فى بلدنا كثير، ولا يقابله تثقيف أو تنوير. ولأن المتابعين من القاعدة الشعبية بالملايين، وهذا يعنى أن المعلنين مستعدون لدفع الملايين أيضًا.

وبعيدًا عن السرد المعتاد لضربات «الأستاذة» المتتالية، وتحقيقها النجومية المرجوة والترند المبتغى عبر حلقة كارثية هنا وكلام فضائحى هناك ينجم عنهما إيقاف هو فى حقيقة الأمر يحقق المزيد من النجومية، ثم عودة وإغراق فى مزيد من الإسفاف، فإن الدول التى سبقتنا فى مسيرتها الإعلامية التنويرية لا توقف مثل هذه البرامج أو ترسل رقيبها بمقص لتضبيط المادة الإعلامية بحسب ما ورد فى كتاب سنة أولى كلية إعلام.

هذه الدول تتبع مسارين رئيسيين: الأول التحرك بناء على شكاوى مقدمة من قبل المتلقى حيث يجرى التحقيق وتحليل المحتوى، لا بحسب درجة تدين المحقق أو أهوائه الشخصية أو معتقداته التى نشأ عليها، ولكن بحسب قواعد مكتوبة ومنصوص عليها فى مواثيق ملزمة للجميع. والثانى أن هذه الدول لا تطبق على نفس الإعلام أو تنصب نفسها مسؤولاً أوحد أو مهيمنًا واحدًا لا ثانى له على المنصات الإعلامية. ولذلك تجد لديها منتجًا إعلاميًا شديد التنوع ثقافيًا وسياسيًا واجتماعيًا، وهو ما يعرض المتلقى لتجارب مختلفة. يشاهد دجلاً ونصبًا هنا، وتنويرًا وتثقيفًا هناك، ويختار ما يناسبه. بالطبع المتلقى يحتاج ثقافة إعلامية وقدرة على التفكير والاختيار، لكن المؤكد أن فتح المجال خطوة على الطريق الصحيح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأستاذة ريهام وفتح المجال الأستاذة ريهام وفتح المجال



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 02:17 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

التعبير عن الاحتياجات بذكاء تواصلي مع شريكك دون انتقاد

GMT 03:54 2018 الإثنين ,25 حزيران / يونيو

إرادة ألا تكون على الهامش

GMT 13:41 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

مقتل المرء بين فكّيه

GMT 18:50 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

سرقة نجمة لبنانية مشهورة من قبل مساعدها وتلجأ إلى القضاء

GMT 08:40 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل عملي لغسل الستائر في المنزل بسهولة وفعالية

GMT 17:32 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يحدد خريطة توزيع 52 ألف تذكرة لمواجهة العين الإماراتي

GMT 17:40 2022 الخميس ,03 آذار/ مارس

الطلاق التعسفي

GMT 09:24 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

تأجيل موعد مباراة إنبي والإسماعيلي ساعتين

GMT 13:17 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خبير مصري يكشف عن مقترح إثيوبي بشان سد النهضة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt