توقيت القاهرة المحلي 11:18:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شيلتوا الخرابة ليه بس؟

  مصر اليوم -

شيلتوا الخرابة ليه بس

بقلم : أمينة خيري

الكثير من عناوين الأخبار هذه الآونة يشير إلى «حق الدولة فى التعديات على أملاكها والأملاك الخاصة». وأدعى أن السعداء بمثل هذه الأخبار- وأنا على رأسهم- ليسوا أغلبية. فالذين قاموا بفعل التعدى أو شاركوا فيه بالإعداد والتيسير والتهيئة أو دفعوا أموالًا من أجل شراء وحدات أو ممتلكات مخالفة كثيرون جدًا. والذين ولدوا فى عصر التعديات الكبرى الذى امتد سنوات طويلة ربما تزيد على نصف قرن، ونشأوا على مبدأ أن التعدى على ممتلكات الدولة حلال حلال، وأن وقف هذا التعدى إنما هو قهر للبسطاء وظلم للغلابة وبطش بالضعفاء كثيرون جدًا جدًا.

ويكفى على سبيل المثال لا الحصر أن العديد من دور العبادة- لا سيما الزوايا- نشأ على أراض وأرصفة بنظام التعدى ولكن بجلباب الدين والتدين المبهر. ويكفى أن محاولات إزالة مثل هذه التعديات نظر إليها البعض على مدار سنوات على أنها حرب ضد الدين والمتدينين! آه والله!.

وأزيدكم من الشعر بيتًا وأقول إن البعض من «المثقفين» و«الثوريين» و«الليبراليين» يعتبرون حتى يومنا هذا أن تصحيح الأوضاع، وإزالة التعديات، والنظر بعين الاعتبار للفئات الاقتصادية الأشد احتياجًا إنما هو قهر من قبل الدولة وظلم للفقراء ودهس للمساكين.

أزعجتنى جدًا قراءة السطور التالية فى موقع «معارض» فى إشارة إلى مشروع «الأسمرات» الذى يعد خير نموذج على تحرك الدولة لتوفير حق أساسى لمواطنيها ألا وهو السكن الآدمى. «تصف فلانة حالة البيت فى مثلث ماسبيرو بأن باب الشقة ما بيتقفلش، باب الأوضة ما بيقفلش، والناس بتسأل على بعض بالطريقة دى». وتنتقد السطور وحدات «الأسمرات» الجديدة بأن «التصميم الجديد لا يسمح بنفس النمط من التواصل الاجتماعى بسبب غياب فضاء مشترك يمكن الأفراد من عائلة واحدة أو عدة عائلات بالتواصل». آه والله!، وكأن شقق الأسمرات لا باب لها يمكن فتحه ومشى بضع خطوات للطرق على باب آخر والسؤال عن الجيران!. ولا أجد أبلغ من تعليق ساخر لصديق على هذا التوجه العجيب المندد بتوفير سكن آدمى لمواطنين مصريين تم الدفع بهم لتحويل مصر إلى دولة عشوائية قلبًا وقالبًا، شكلًا وموضوعًا، ثقافة وسلوكًا بعد ما تفاقمت أعدادهم لتصل إلى بضعة ملايين يسكنون العشوائيات وتسكن فيهم: «زاى بس تشيلوا الناس من الخرابة؟!».

وأعود إلى الغرض من هذا المقال، ألا وهو الإشارة إلى أن ملف إزالة التعديات ودفع غرامات لا يرتبط فقط بحق الدولة، ولكنى أسأل وأطالب بحق المواطن الذى تم إهداره على مدار نصف قرن بتحويل فكرة التعدى إلى منظومة وأسلوب حياة، بل اعتبار الدفاع عن التعدى إما جهادًا فى سبيل الله ونصرة لدينه أو نضالًا وطنيًا وكفاحًا سياسيًا لنصرة الفقراء ودعم الغلابة. من سيدفع ثمن «الخرابة الفكرية» التى تمكنت من الملايين؟، ومن الذى سيسدد قيمة إصلاح زوايا العقل وانحرافات الفكر؟!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيلتوا الخرابة ليه بس شيلتوا الخرابة ليه بس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 09:16 2022 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

سيارات هيونداي ترفع النقاب عن نسختها الجديدة سانتافي 2023

GMT 10:23 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

Razer تعلن عن أحد أفضل الحواسب لمحبي الألعاب

GMT 09:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

ترتيب الدوري المصري 2021 بعد نهاية الجولة 23

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 07:00 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

4 أمور يُستحبّ فعلها قبل صلاة عيد الفطر المبارك

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

علاء مرسي يكشف عن ملامح دوره في مُسلسل "الضاهر"

GMT 02:31 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

خاتم زواج الماس للمناسبات الخاصة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt