توقيت القاهرة المحلي 23:53:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمية الإعلام العنكبوتي

  مصر اليوم -

أمية الإعلام العنكبوتي

بقلم : أمينة خيري

لا يقلقنى كثيرًا أن يخرج الفنان المقاول المعارض علينا بسلسلة من المقاطع المصورة تحمل ما تحمل من اتهامات وقصص وحكايات. ولا يخيفنى أن يكون الشاب النابه الناشط السياسى المتميز فى مجاله العنكبوتى قد اعتنق البوذية ووصل مرحلة النرفانا، أو اختار أن يكون نشاطًا ومعارضًا عبر البحار بفيديوهات مثيرة أو كلمات ورسائل فريدة. كذلك لم يزعجنى فستان رانيا يوسف الشهير وأسطورة البطانة وجدلية وجودها من عدمه. حتى تغريدات علاء، نجل الرئيس الأسبق مبارك، لا تدهشنى أو تعكنن على حياتى. وأيضًا ملحمة السيدة ريهام سعيد ومسيرتها الإعلامية والفنية وكل محطة أثارت فيها البلبلة أو أفضت حلقاتها إلى أزعرينة لم أخش على مصير الإعلام أو أقلق على كينونة الصحافة.

وفى ذروة نشاط الكتائب الإلكترونية وفى قمة أيام الميليشيات العنكبوتية بكل فصائلها وانتماءاتها وتوجهاتها، ورغم تراوح أهدافها وتناقضها، لم أشعر برغبة انتقامية من هؤلاء أو تنتابنى مخاوف وطنية من أجل أولئك.

طبيعة العصر الذى نعيشه تؤكد أن جانبًا كبيرًا مما نشهده ونعايشه من فرقعات وأزمات ومآزق ونكبات هى منتجات مشتقة by products من عصر الإنترنت وتقنية المعلومات وإتاحة الشبكة العنكبوتية بأدواتها ومنصاتها وقدراتها للجميع تحت مظلة أو شعار «دمقرطة المعلومات» وإتاحة المعرفة للجميع وإعطاء صوت لكل من لا صوت له. هذه المنتجات المشتقة لن تتوقف عند بابنا لتطرقه وتنتظر إذن الدخول، أو ترسل قبل مجيئها رسالة مسجلة بعلم الوصول تعلمنا فيه بقرب قدومها لنستعد لها. كما أنها لن تسألنا عما إذا كنا مرحبين بها، أو مستاءين منها، أو متريبين فيها.

بكل بساطة، هذه المنتجات المشتقة من عصر المعلوماتية وتقنية المعلومات ودمقرطتها تتسرب وتتوغل وتنتشر دون أن انتظار أو دق أبواب أو حتى هندمة وتقليم أظافر. وعلى سيرة تقليم الأظافر، فإن ما نعيشه ويغرق فيه البعض من فيديوهات وتدوينات وتغريدات ومواقع وصور وغيرها غير قابل للتقليم الأحادى، بمعنى أن قرار دولة ما أو حتى مجموعة دول بالسيطرة أو الهمينة أو «تنظيم» هذه المنتجات مسألة مشكوك جدًا فى قدراتها واستمراريتها واستدامتها.

وباستثناء تجارب مثل الصين وروسيا، حيث محاولات حثيثة لخلق فضاء عنكبوتى خاص بهما يسهل التحكم فيه والسيطرة عليه ومراقبة حركته، فإن إجراءات الحجب والمنع عادة لا تؤتى ثمارًا. فخرق الحجب سهل، بل أذهب للقول بأن كل محجوب مرغوب. فالحجب يخلق هالة من الإثارة تعطى المحجوب رونقًا ربما يفوق مستوى ما يحويه من معلومات أو صور.

ويخيل للبعض أننا فى مصر مستهدفون عنكبوتيًا دون غيرنا والمؤامرات على مواقع التواصل الاجتماعى تحاك ضدنا وحدنا. صحيح أن الجرعة زائدة حبتين، وبالطبع هناك جهات وأفراد توجه جهودها صوبنا، إلا أن قليلاً من الوعى مع بعض الثقافة بالإضافة لمحو الأمية الإعلامية كفيلة بتحقيق قدر من التوازن المنشود.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمية الإعلام العنكبوتي أمية الإعلام العنكبوتي



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 02:17 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

التعبير عن الاحتياجات بذكاء تواصلي مع شريكك دون انتقاد

GMT 03:54 2018 الإثنين ,25 حزيران / يونيو

إرادة ألا تكون على الهامش

GMT 13:41 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

مقتل المرء بين فكّيه

GMT 18:50 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

سرقة نجمة لبنانية مشهورة من قبل مساعدها وتلجأ إلى القضاء

GMT 08:40 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل عملي لغسل الستائر في المنزل بسهولة وفعالية

GMT 17:32 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يحدد خريطة توزيع 52 ألف تذكرة لمواجهة العين الإماراتي

GMT 17:40 2022 الخميس ,03 آذار/ مارس

الطلاق التعسفي

GMT 09:24 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

تأجيل موعد مباراة إنبي والإسماعيلي ساعتين

GMT 13:17 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خبير مصري يكشف عن مقترح إثيوبي بشان سد النهضة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt