توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وباء الفقر العلمي

  مصر اليوم -

وباء الفقر العلمي

بقلم : آمينة خيري

أما وقد مكثت الملايين فى البيت، بات علينا النظر بعين الاعتبار إلى أنشطتنا البيتية. فإذا كان التزام البيت وقاية لنا وللآخرين، وعقدا اجتماعيا نحمله فى رقابنا، حيث الحرية الشخصية فى الخروج ينبغى ألا تؤثر سلباً فى صحة وحياة الآخرين، علينا كذلك أن نعى أن التزام البيوت لا يعنى أبداً الإمعان فى الإفتاء والإفراط فى الشير وإدمان الـ«لايك» لكل ما هب ودب. ففى الترشيد صحة نفسية لنا، ووقاية لأعصابنا ومن حولنا.

ومن حولنا تمطر سماء البيوت «بوستات» و«تدوينات» و«تغريدات» ومجموعات «واتس آب» تتفجر من رحم «واتس آب» بيننا على مدار الدقيقة. والمؤكد أنه لو تم فرض تعريفة تأسيس أو رسوم تدشين على مثل هذه المجموعات الجهنمية، لارتدعت الملايين ولامتثلت لصوت العقل قبل أن تهبد هذا الكم المذهل من الهبد.

ما هذا الكم المذهل من الإفتاء والإرشاد والتنظير والتحليل؟! بين فيروس وضحاه، انتقلنا من الهرى والهرى الآخر فى شؤون التنين والطقس إلى مجالات الطب والوقاية والتعقيم والأعراض واللقاحات، ما يُناقش منها وما يجرى العمل عليه وما لم يبحثه العلماء أصلاً. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يدخل عم حسين الميكانيكى مع الأستاذ فتح الله المحامى فى نقاشات سفسطائية حول جدوى علاج الملاريا مع ترجيح لكفة الخلطة الدوائية التى يجربها البعض فى فرنسا، مع تأكيد من الأسطى على أن دواء الملاريا قد ينجح فى تخفيف الأعراض لكن لا يعالج الأسباب، فى حين يصر «الميتر» فتح الله على أن خلطة الكلوروكين بالزيذروماكس هى الأفضل حتى الآن.

الآن، ليس وقت الإفراط فى إفتاءاتنا وميلنا الفطرى إلى الإدلاء بدلونا واستعراض معرفتنا فى كل شىء وأى شىء فى أى وقت ولأى أحد. فوضى المعلومات وعشوائية الـ«شير» وهطل الرسائل الصوتية الجارى تداولها فى حد ذاتها فيروس سينفجر فى وجوهنا جميعاً، وهو فيروس لا يقتصر على تداول غير مسؤول وغير محسوب لمعلومات قادرة على القتل، لكن أثره يمتد كذلك لإشاعة القلق والهلع والإغراق فى شؤون الفيروس دون أدنى تفكير.

قليل من التفكير والتدبير لن يضر، والمؤكد أنه سينفع. وإذا كانت علاقتنا بالفيروس ستظل تتأرجح بين خيارين لا ثالث لهما، حيث إما الهبد والرزع فى معلومات لا يعرف أغلبنا أصلها ولا يدرى بفصلها، سوى أنها أعجبته أو حتى يحتفظ لنفسه بالصفة الحصرية فى الـ«شير» دون مسؤولية، أو التفرغ التام للدعاء لرفع البلاء، حيث هناك فريقان أحدهما يراه عقاباً للكفار والآخر يعتبره ابتلاء للمؤمن، فلنتفرغ للدعاء، لحين يصل أحدهم فى مكان آخر لعلاج شاف أو مصل واق.

الوقاية المثلى للجميع فى هذه الأوقات الصعبة هى التشبث بالعلم من أهل العلم فى مجال العلوم الصحية، والاكتفاء بالمعلومات من مصادر موثوق فيها فى مجال الإعلام، مع بعض من دعاء لرفع بلاء الفيروس وبلاء الفقر العلمى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وباء الفقر العلمي وباء الفقر العلمي



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا

GMT 19:33 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل مغني الراب الأمريكي كينج فون في إطلاق نار بأتلانتا

GMT 23:01 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

شبح إلغاء السوبر الأفريقي يطارد الزمالك والترجي

GMT 13:42 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon