توقيت القاهرة المحلي 05:57:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كورونا والحياة الافتراضية

  مصر اليوم -

كورونا والحياة الافتراضية

بقلم : أمينة خيري

ما لا يمكن عمله هو الاستسلام لهذا الخطر الغامض المسمى «كورونا المستجد» أو «كوفيد- 19». المواجهة بالوقاية واتباع التعليمات والنصائح والإجراءات الصادرة عن الجهات الرسمية والصحية المعترف بها والموثوق فيها، وليس «شيوخ منصر» الإنترنت بأنواعهم. لا نتوقف عند رسالة صوتية مجهولة المصدر أو بضعة أسطر مطموسة الهوية أو مقطع فيديو يعكس عطباً نفسياً، بل نتبع العقل والمنطق والمسؤولية.

وجانب من المسؤولية في مثل هذه الأمور أن نتجنب خطر الإصابة بالهلع أو القلق البالغ، اللذين يضربان الملايين حول العالم جراء الإغراق في الوباء المعلوماتى الذي تزخر به مواقع التواصل الاجتماعى. وعلى الرغم من الأزمة الكبرى التي يعيشها العالم جراء «كورونا» إلا أن نقاطاً عدة جديرة بالتفكر علنا نبنى عليها بعد انقشاع الغمة.

من كان يتوقع أن ينتشر الوعى بالنظافة بين المواطنين في خلال أيام عدة؟! طبقات وفئات عدة تراها في الشارع ترتدى قفازات وتحرص على تنظيف أياديها بما توافر لديها من مطهرات. نسبة كبيرة من بائعى المأكولات يرتدون قفازات، ومن لا يرتديها يجد نفسه مطالباً بارتدائها من قبل الناس أنفسهم. علامة طيبة جداً على قابليتنا لتصحيح المسار السلوكى. صحيح أنه لم يحدث إلا باستشعار الخطر الداهم، لكنه يظل قابلا للحدوث. ويمكن الاستفادة بهذا الكشف المبين في توعية سائق السيارة الذي لا يجد خطورة في السير العكسى أو لف الـ«يوتيرن» عكس الاتجاه فيما بعد عبر توعيته بأن ما يفعل من هراء هو شروع في قتل.

ومن كان يتوقع أن يتم إنجاز الكثير من الأعمال من البيت عبر الاتصال بشبكة الإنترنت، والالتزام بمواعيد العمل الرسمية وأنت ترتدى البيجاما ومثبت أمام شاشة الكمبيوتر؟ مع العلم أن ذلك يحدث الآن دون تكبد عناء كوبرى أكتوبر أو الدائرى أو المحور، ناهيك عن كلفة الوقود والفصال مع «السايس» حول التسعيرة التي يقررها سيادته نظير تركك السيارة في الشارع!

وبمناسبة «السايس» وغيرها من المهن التي يسمونها «هامشية» لكنها في حقيقة الأمر بالغة الحيوية، إن لم يكن بفعل ما تقدمه للناس من خدمات فلأنها تفتح بيوت ملايين بعيداً عن الأوراق الرسمية من عقود وتأمين صحى وضرائب... إلخ. مبدئياً، علينا أن نسارع في التفكير في هذه الفئات التي تقدر أعدادها بالملايين (عمال وعاملات باليومية، سائقو توك توك، سياس، باعة جائلون، دليفرى... إلخ)، ما مصير هؤلاء في حال التزمت الغالبية بيوتها الفترة القادمة، سواء اختيارياً أو إجبارياً؟ يجب تقنين أوضاع هؤلاء بشكل أو بآخر في المستقبل القريب. من جهة أخرى، ربما يجدر بمن مازال متشعلقاً بتلابيب إنجاب العيال دون هوادة، باعتبار كل رأس بشرى رأسمالا إضافيا، أن يعيد النظر في «الخلفة الجنونية»! جنون «كورونا» الذي يجتاح العالم فيه الكثير من الدروس. جانب معتبر من الحياة أصبح افتراضياً، والجانب الآخر في حاجة إلى مراجعة بعد انقشاع الأزمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا والحياة الافتراضية كورونا والحياة الافتراضية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 02:17 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

التعبير عن الاحتياجات بذكاء تواصلي مع شريكك دون انتقاد

GMT 03:54 2018 الإثنين ,25 حزيران / يونيو

إرادة ألا تكون على الهامش

GMT 13:41 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

مقتل المرء بين فكّيه

GMT 18:50 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

سرقة نجمة لبنانية مشهورة من قبل مساعدها وتلجأ إلى القضاء

GMT 08:40 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل عملي لغسل الستائر في المنزل بسهولة وفعالية

GMT 17:32 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يحدد خريطة توزيع 52 ألف تذكرة لمواجهة العين الإماراتي

GMT 17:40 2022 الخميس ,03 آذار/ مارس

الطلاق التعسفي

GMT 09:24 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

تأجيل موعد مباراة إنبي والإسماعيلي ساعتين

GMT 13:17 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خبير مصري يكشف عن مقترح إثيوبي بشان سد النهضة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt