توقيت القاهرة المحلي 11:30:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كورونا والحياة الافتراضية

  مصر اليوم -

كورونا والحياة الافتراضية

بقلم : أمينة خيري

ما لا يمكن عمله هو الاستسلام لهذا الخطر الغامض المسمى «كورونا المستجد» أو «كوفيد- 19». المواجهة بالوقاية واتباع التعليمات والنصائح والإجراءات الصادرة عن الجهات الرسمية والصحية المعترف بها والموثوق فيها، وليس «شيوخ منصر» الإنترنت بأنواعهم. لا نتوقف عند رسالة صوتية مجهولة المصدر أو بضعة أسطر مطموسة الهوية أو مقطع فيديو يعكس عطباً نفسياً، بل نتبع العقل والمنطق والمسؤولية.

وجانب من المسؤولية في مثل هذه الأمور أن نتجنب خطر الإصابة بالهلع أو القلق البالغ، اللذين يضربان الملايين حول العالم جراء الإغراق في الوباء المعلوماتى الذي تزخر به مواقع التواصل الاجتماعى. وعلى الرغم من الأزمة الكبرى التي يعيشها العالم جراء «كورونا» إلا أن نقاطاً عدة جديرة بالتفكر علنا نبنى عليها بعد انقشاع الغمة.

من كان يتوقع أن ينتشر الوعى بالنظافة بين المواطنين في خلال أيام عدة؟! طبقات وفئات عدة تراها في الشارع ترتدى قفازات وتحرص على تنظيف أياديها بما توافر لديها من مطهرات. نسبة كبيرة من بائعى المأكولات يرتدون قفازات، ومن لا يرتديها يجد نفسه مطالباً بارتدائها من قبل الناس أنفسهم. علامة طيبة جداً على قابليتنا لتصحيح المسار السلوكى. صحيح أنه لم يحدث إلا باستشعار الخطر الداهم، لكنه يظل قابلا للحدوث. ويمكن الاستفادة بهذا الكشف المبين في توعية سائق السيارة الذي لا يجد خطورة في السير العكسى أو لف الـ«يوتيرن» عكس الاتجاه فيما بعد عبر توعيته بأن ما يفعل من هراء هو شروع في قتل.

ومن كان يتوقع أن يتم إنجاز الكثير من الأعمال من البيت عبر الاتصال بشبكة الإنترنت، والالتزام بمواعيد العمل الرسمية وأنت ترتدى البيجاما ومثبت أمام شاشة الكمبيوتر؟ مع العلم أن ذلك يحدث الآن دون تكبد عناء كوبرى أكتوبر أو الدائرى أو المحور، ناهيك عن كلفة الوقود والفصال مع «السايس» حول التسعيرة التي يقررها سيادته نظير تركك السيارة في الشارع!

وبمناسبة «السايس» وغيرها من المهن التي يسمونها «هامشية» لكنها في حقيقة الأمر بالغة الحيوية، إن لم يكن بفعل ما تقدمه للناس من خدمات فلأنها تفتح بيوت ملايين بعيداً عن الأوراق الرسمية من عقود وتأمين صحى وضرائب... إلخ. مبدئياً، علينا أن نسارع في التفكير في هذه الفئات التي تقدر أعدادها بالملايين (عمال وعاملات باليومية، سائقو توك توك، سياس، باعة جائلون، دليفرى... إلخ)، ما مصير هؤلاء في حال التزمت الغالبية بيوتها الفترة القادمة، سواء اختيارياً أو إجبارياً؟ يجب تقنين أوضاع هؤلاء بشكل أو بآخر في المستقبل القريب. من جهة أخرى، ربما يجدر بمن مازال متشعلقاً بتلابيب إنجاب العيال دون هوادة، باعتبار كل رأس بشرى رأسمالا إضافيا، أن يعيد النظر في «الخلفة الجنونية»! جنون «كورونا» الذي يجتاح العالم فيه الكثير من الدروس. جانب معتبر من الحياة أصبح افتراضياً، والجانب الآخر في حاجة إلى مراجعة بعد انقشاع الأزمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا والحياة الافتراضية كورونا والحياة الافتراضية



GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 11:03 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

البابا شنودة... من حكايا المحبة (٢)

GMT 10:57 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

حرية الصحافة!

GMT 10:54 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

أشغال شقة (الكوميديا) الطازجة!

GMT 10:51 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

أظرف ما فى الموضوع

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه

GMT 04:36 2020 الخميس ,20 شباط / فبراير

ابن الفنان عمرو سعد يكشف حقيقة انفصال والديه

GMT 04:46 2019 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد بإطلالة جريئة في أحدث ظهور لها

GMT 09:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

"أدنوك أبوظبي" يحتفل باليوم الوطني للإمارات

GMT 18:05 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"ويفا" يُعلن طرح مليون تذكرة إضافية لجمهور "يورو 2020"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon