توقيت القاهرة المحلي 11:14:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الثقة والحب بين الحكومة والمواطن

  مصر اليوم -

الثقة والحب بين الحكومة والمواطن

بقلم - أمينة خيري

العلاقة بين الحكومات والمواطن ليست علاقة «قلبى ارتاحله» أو «سبحان الله مش مستريحله». على الأقل لا ينبغى أن تكون العلاقة بين الحكومة والمواطن قائمة على مشاعر حب أو كراهية أو حتى ميل أو تحيز.

والعلاقة لا ينبغى أن تكون «زواج صالونات» أو حتى مسيار أو متعة، حيث لا مجال لـ«العشرة التى لا تهون إلا على ابن الحرام» أو «نستحمل علشان خاطر العيال». كما لا ينبغى أن تخضع لغضب فجائى فترمى الحكومة على المواطن يمين الطلاق أو يخلع المواطن الحكومة لينجو بنفسه.

على سبيل المثال، هل تثق الحكومة فى تصرفات المواطن حين تطور حديقة عامة وتنفق عليه ملايين الجنيهات لتكون متنفساً للبسطاء؟ وهل يثق المواطن فى الحكومة حين تعده بتوفير فرص عمل بعائد جيد لشباب الخريجين؟

الشكوك التى تنتاب الحكومة فيما يختص بسلوك المواطن فى الحديقة العامة الجديدة ستتأكد أو تنتفى بعد فتح باب الدخول للمواطنين. فإن تركها المواطن نظيفة، فإن الثقة ستوجد لا محالة. وإن تركها خرابة، فإن الحكومة ستعمد إلى أحد حلين: إما أن تستعوض ربنا فى حفنة الملايين التى تم إنفاقها وتترك الحديقة تواجه مصيرها كخرابة إضافية؛ أو ستحيط الحديقة بأسلاك شائكة.

بالطبع تبقى هناك وسيلة واحدة لا ثانى لها للإبقاء على الحديقة مفتوحة ألا وهى توعية المواطن بقيم الحفاظ على الممتلكات العامة والالتزام بالنظافة. ومع التوعية يأتى القانون الصارم الحاسم الذى لا يأخذ إجازة يوم الجمعة أو يحصل على قيلولة وقت الظهيرة أو يطبق على حسين ولا يطبق على عبيد.

أما شكوك المواطن تجاه الحكومة فتظل كذلك قيد التجربة الفعلية. نتخيل مثلاً لو حكومة ما وعدت مواطنين بمشروعات توفر مليون فرصة عمل حقيقى بعائد معقول، فإن وعد الحكومة يجب أن يكون مقيداً بفترة زمنية. ثم يأتى دور وفرة المعلومات حول فرص العمل المقصودة وحتمية الإعلان عنها. نوع المشروعات، وطبيعة فرص العمل التى ستتاح والتخصصات المطلوبة، وهل هى فرص مؤقتة أم دائمة؟ وهل تتيح لصاحبها حقوقاً كاملة من تعيين وتأمينات ورعاية طبية إلخ؟ أم أنها فرص موسمية أو أقرب ما تكون إلى قطاع العمل غير الرسمى؟

توافر هذه المعلومات يتيح للمواطن أن يحدد نوع الثقة التى تربطه بالحكومة. كما تتيح له محاسبة الحكومة فى حال أخفقت.

أما ما عدا ذلك من عوامل الثقة بين الحكومة والمواطن فتبقى يوماً عليها ويوماً عليه وما دائم إلا وجه الله. وهناك من الدول من يستخدم الإعلام لخلق صورة ذهنية لدى المواطن بأنه ليس فى الإمكان أبدع مما هو موجود. ويستخدم البعض الآخر الإعلام أيضاً لتشويه وتسفيه كل ما تقوم به الحكومة -أى حكومة- حتى يبقى المواطن فى حالة شحن وغضب دائمة. وهناك من يلجأ فى العصر الرقمى إلى منصات التواصل والاتصال لخلق حالة شعورية من الرضا والسعادة أو الحنق والغضب بين الطرفين.

مثل هذه الأدوات المتخصصة فى اختلاق حالة شعورية بعينها خاصة بين الحكومات والمواطنين قد تؤتى ثمارها لبعض الوقت وليس كل الوقت، لكنها غير مستدامة، لأنها ببساطة لا تتبع قواعد بناء الثقة بين الطرفين، والله أعلم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثقة والحب بين الحكومة والمواطن الثقة والحب بين الحكومة والمواطن



GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 03:54 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: لورانس العرب والصحراء

GMT 03:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

GMT 03:47 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

سلِّموا السلاح يَسلم الجنوب!

GMT 03:41 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

برنامج «إنجيل» متهم بالإبادة الجماعية

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:36 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله
  مصر اليوم - ميسي يتحدث عن العامل الحاسم في اعتزاله

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه

GMT 04:36 2020 الخميس ,20 شباط / فبراير

ابن الفنان عمرو سعد يكشف حقيقة انفصال والديه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon