توقيت القاهرة المحلي 10:16:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المتنمّر الناضج

  مصر اليوم -

المتنمّر الناضج

بقلم : أمينة خيري

أتابع الحملات المصورة للتوعية بما يمكن أن يؤدى إليه التنمر بالصغار. ورغم حداثة اللفظ، إلا أن التنمر قديم قدم التاريخ. كنا نسميه التعرض لـ«مضايقات» أو «فرض عضلات» أو استقواء أو بلطجة. ويبدو أننا كنا نتعامل مع هذه الحوادث باعتبارها شراً لابد منه، على الصغير أن يتحمله وعلى الكبير أن يغمض العين عنه.

لكن الحملات أيقظت الأفكار. فالبلطجة وقلة الأدب أو انعدامه حين تُغمَض العين عنهما فى الصغر يستمران فى الكبر. ربما يتخذان أشكالاً مختلفة، لكن التنمر يظل تنمرًا بغض النظر عن العمر.

العمر الطويل الذى نمضيه فى تربية أبنائنا على عدم السخرية من الآخرين أو التسفيه من مواقفهم لمجرد أنها لا تعجبنا أو توائم توجهاتنا، واحترام الكبير، والتعبير عن الرأى دون تجريح، وعدم التفوه بألفاظ خادشة إلى آخر القائمة التى يبدو أنها صارت دقة قديمة، هذا العمر، هل راح هباءً؟

أتأمل دوائر الأصدقاء والمعارف وكتابات بعضهم على مواقع التواصل وأتعجب من اعتماد السباب والتسفيه والتشويه المعنوى منهجًا من مناهج التعبير والتنظير فى السياسة والإدلاء بالدلو فى شؤون الحياة. فى يوم ما تجرأت وسألت: «هل حتى أكون ثوريًا صنديدًا أو مدافعًا عن الحقوق مقدامًا أو معارضًا للسياسة شجاعًا ينبغى أن أشتم بأقبح الألفاظ وأنعت المعارضين لى بأقبح النعوت؟» وانهالت الردود متهكمة تحمل آفاقًا أكثر قبحًا وأعمق سوءًا.

وعلى ما يبدو أن الـ«ستايل بوك» الثورى أو المعارض المعتمد فى السنوات القليلة الماضية يحتم هذه الجزئية التى لا يمكن أن تندرج إلا تحت بند التنمر. بالطبع هناك معارضون وثوريون وحقوقيون على درجة بالغة من التهذيب والتعقل فى سجالاتهم، وهناك كذلك من بين المؤيدين لسياسات الدولة وغير المطالبين بإسقاط النظام وإشعال الثورات من يعانون من زفارة اللسان، لكن الملاحظ أن الظاهرة أكثر شيوعًا بين الفريق الأول.

التنمر بمن يعبر عن رأيه بأنه راض إلى حد ما عن أداء النظام لا سيما فى ظل الأوضاع الإقليمية والمحلية يؤدى إلى نعته بالخانع وعاشق العبودية والجاهل بالقيم الحقوقية. والتنمر بكل سياسة من سياسات تتبعها وزارات أو هيئات حكومية تعنى أن تتسلح بسكاكين الهبد والرزع مقدمًا حتى قبل قياس أثرها أو التيقن من نجاحها أو فشلها.

هناك الآلاف من المجموعات على «واتس آب» الهدف منها التباحث فى شأن الأبناء، أو إيجاد حلول لمشكلات السكن أو نزاعات قضائية أو ما شابه. لكن الملاحظ أن نسبة معتبرة منها تتحول إلى ساحات اقتتال لفظى، وتكون الغلبة للتسفيه المستمر، والشعبية الأكبر لمن يحسبن أكثر وينعت كل خطوة بالفشل دون سند أو حتى طرح بدائل قابلة للتنفيذ.

التنمر ليس مقصورًا على الصغار، فالمتنمر الصغير يكبر ليصبح متنمرًا ناضجًا هدفه التسفيه والترويع اللفظى وغايته الهبد والرزع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتنمّر الناضج المتنمّر الناضج



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:07 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
  مصر اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الخمس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 07:53 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا سبورتاج 2026 تحصد لقب "أفضل اختيار للسلامة بلاس" لعام 2025

GMT 02:48 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

النجمة حنان مطاوع تشارك في " نصيبي وقسمتك" الجزء الثاني

GMT 21:48 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

تعرف على أكثر 8 أماكن اتساخا في المنزل

GMT 06:33 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

الإعلامي محمد الباز يرد على أكاذيب دعاء خليفة

GMT 11:32 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

شاكيرا تلغي حفلتها في فرنسا بسبب أزمة صحية

GMT 18:47 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

نيمار يخطط للعودة إلى برشلونة

GMT 12:55 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

أسعار اللحوم في مصر اليوم الخميس 6 أغسطس

GMT 21:03 2020 الأحد ,26 تموز / يوليو

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 26 يوليو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt