توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمية التعبير عن الرأى

  مصر اليوم -

أمية التعبير عن الرأى

بقلم : آمينة خيري

في مقال أمس الأول، تحدثت عن نوعين من الأمية، وركزت على الأمية الأبجدية. واليوم أتحدث عن أمية بعض المتعلمين، ألا وهى انعدام قواعد الحوار وشح قيم الاختلاف، اللذين يعاصرهما ويتابعهما أغلبنا ويعانى منهما البعض. يرى البعض أن الغرض من التعبير عن الرأى هو أن يعتنقه الآخر. جميعنا يعبر عن رأيه في مسائل مختلفة مثل جمال الشتاء أو روعة الصيف، وسبل حل مشكلة المرور، أو تقييم أداء الحكومات، أو طريقة مذاكرة الأبناء، وطريقة التدين وأسلوبه وسبل الدفاع عن المعتقد.

خذ عندك مثلًا مَن يرى أن الدولة لا تخفى الإصابات المهولة بـ«كورونا»، وأنها تعلن عن حالات الاشتباه، ونتائج التحاليل دون مؤامرة لإلهاء الشعب أو تخطيط للكذب عليه. مصير هذا المواطن هو الشجب والتنديد والتشويه والوصم بنعوت تتراوح بين التأييد الأعمى للنظام والغباء والجهل. في السياق نفسه، فإن مَن يتشكك في عدم وجود إصابات بالفيروس ويشرح وجهة نظره في ضوء حركة السفر المستمرة واستحالة وقف الفيروس على الحدود الجغرافية، فإن مصيره هو أيضًا يكون الشجب والتنديد والتشويه والوصم بنعوت تتراوح بين المعارضة الهشة والخيانة الوطنية غير المغتفرة.

ويتصور البعض أن وسائل التواصل الاجتماعى هي ما أدت إلى العنجهية الشعبية والغطرسة التعبيرية، لكن أغلب الظن أن منصات التواصل كانت مجرد أداة لتكشف هذه السمة، أو فلنقل الظاهرة، الرديئة. رداءة الظاهرة لا تتوقف عند حدود حتمية نعت الآخر بالجهل، وربما سبه وشتمه وتشويهه والسخرية منه، لكنها تمتد لتصيبنا بالتوتر والغضب والحنق والشعور بالإهانة، ومن ثَمَّ ضرورة رد الصاع صاعين في دائرة مفرغة لا تنتهى. وهناك بالطبع اختلاف الرأى في مسائل تتعلق بالدين والمعتقد، وهو ما ينجم عنه تكفير ورمى باتهامات الزندقة والانحلال، وربما القتل الحلال على سبيل الجهاد في سبيل الله. وقد يكون من المفيد أن نسأل أنفسنا سؤالًا بسيطًا يبدو ساذجًا: لماذا نعبر عن آرائنا؟ بالطبع هناك إجابات لا يختلف عليها اثنان مثل: لأنها طبيعة بشرية، أو لأن الرأى قد يحمل فائدة أو حلًا أو بديلًا، أو لاعتزاز الشخص بفكره ورغبته في مشاركة آخرين فيه. =لكن هناك إجابات لا نصارح بها أنفسنا، مثل: أن بيننا طواويس مَزْهُوّة بذاتها، وتعتقد أنها وحدها تملك الحقيقة، أو لأن لدينا رغبة دفينة في سماع عبارات الإشادة بفكرنا العبقرى وفلسفتنا الفريدة وأفكارنا التي لا مثيل لها، أو لأن لدينا ميولًا قبلية تهدف إلى تكوين جبهة يتشابه أعضاؤها وتتطابق توجهاتهم، أو لأننا مهزوزون فاقدو الثقة في أنفسنا، فنود التعبير عن آرائنا أملًا في أن يختلف معنا أحدهم، فنبادر إلى رشقه بالحجارة أملًا في القضاء عليه لأننا نخشى اختلاف الآراء ونرتعب من تعدد التوجهات. إنها أمية بعض المتعلمين.. وللحديث بقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمية التعبير عن الرأى أمية التعبير عن الرأى



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 09:00 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 03:35 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الكركم المهمة لعلاج الالتهابات وقرحة المعدة

GMT 02:36 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

فعاليات مميزة لهيئة الرياضة في موسم جدة

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

نجل أبو تريكة يسجل هدفا رائعا

GMT 12:42 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات جبس حديثه تضفي الفخامة على منزلك

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة Boutique Christina الجديدة لموسم شتاء 2018

GMT 11:46 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

الذرة المشوية تسلية وصحة حلوة اعرف فوائدها على صحتك

GMT 09:42 2020 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك 4 مخاطر للنوم بعد تناول الطعام مباشرة عليك معرفتها

GMT 21:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

بدرية طلبة على سرير المرض قبل مشاركتها في موسم الرياض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon