توقيت القاهرة المحلي 21:28:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المعارضة السياسية عبر «كورونا»

  مصر اليوم -

المعارضة السياسية عبر «كورونا»

بقلم : أمينة خيري

متابعة وضع كورونا (كوفيد- 2019) على «فيسبوك» المصرى مذهلة. وهى تستحق بحثًا وتأملًا. فريق ينقل التصريحات الرسمية بأن عدد حالات الإصابة بالفيروس هى واحد، وهو الرقم المثبت كذلك لدى المكتب الإقليمى لشرق «المتوسط» فى منظمة الصحة العالمية، وفريق يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الحكومة تكذب، والمنظمة مضطرة إلى مجاراة ما تقوله الوزارة، وأنه من المستحيل ألّا تكون هناك حالات إصابة فى مصر بالفيروس. وبين الفريقين هبد ورزع، وهرى وهرى آخر كذلك الذى اعتدناه على مدار السنوات التسع الماضية.

الوضع الفيسبوكى لـ«كورونا» فى مصر يدفعنا دفعًا إلى طرح أسئلة والتأمل فى مظاهر وظواهر. مبدئيًا، نحمل موروثًا ضخمًا ثقيلًا وله أسبابه من ميل إلى عدم تصديق كل ما يصدر عن جهات رسمية. عشنا عقودًا طويلة جدًا ونحن على يقين بأنه لو قالت الحكومة ألّا زيادة فى الأسعار فإن هذا يعنى أن هناك زيادة مؤكَّدة فى الأسعار، وأن الوزير المختص لو صرح بأن «كله تمام» فإن كله حتمًا أبعد ما يكون عن التمام. من الطبيعى إذن أن يستمر كثيرون فى التشكُّك فيما يصدر عن الجهات الرسمية. ولكن فرقًا كبيرًا بين التشكُّك الناجم عن خبرات سلبية سابقة، وبين التشكُّك لمجرد أننى أصنف نفسى معارضًا وأقف على طرف نقيض من النظام السياسى، وقد صل الأمر بالبعض إلى درجة شتم وسب مَن يصدق التصريحات الرسمية، بل إن البعض يبدو من كتاباته وكأنه يتمنى من قلبه أن يثبت ظهور حالات إصابة بالفيروس فى مصر لمجرد التشفِّى فى النظام.

هذه الكلمات الغرض منها التفكير، وليس الدفاع عن الحكومة، فربما تكون هناك حالات إصابة بالفعل، لكن أصحابها والمحيطين بهم لم يشكوا أنها «كورونا». الغريب أيضًا أن هناك بيننا مَن يتعامل مع الفيروس بمعايير مزدوجة. وبعيدًا عن جنون اعتباره غضب الله على غير المسلمين، وابتلاء للمؤمن فى حال كان المصابون مسلمين، فإن هناك مَن يمجد ويعظم إجراءات تتبعها دول أخرى باعتبارها دليل احترامها لمواطنيها، لكنها فى حال تطبيقها هى نفسها فى مصر تتحول بقدرة قادر إلى تضييق على المواطنين وتدخل فى خصوصياتهم وخرق لحقوقهم المهدرة. ما علينا. المهم حاليًا هو أن الوضع الحالى لانتشار الفيروس فى العالم هو «خطر جدًا» كما أعلنت منظمة الصحة العالمية قبل ساعات. وهذا يستوجب علينا جميعًا- بعيدًا عن موقفنا السياسى- أن نرفع درجات الوعى فى شأن النظافة العامة والشخصية، وكلتاهما تعانى بشدة فى بلادنا، فمن بصق على الأرض، إلى مسح الأنوف والأفواه بالأيدى، إلى إلقاء القمامة فى كل مكان وأى مكان، بما فيها «مناور» عماراتنا السكنية، إلى اعتبار غسل الأيدى جيدًا بالماء والصابون أمرًا تافهًا، نحتاج تدريب أنفسنا ودفعها دفعًا إلى اعتناق النظافة وليس التشدُّق بها فقط.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعارضة السياسية عبر «كورونا» المعارضة السياسية عبر «كورونا»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 17:18 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يوضح موقفه من المناورات الصينية حول تايوان
  مصر اليوم - ترامب يوضح موقفه من المناورات الصينية حول تايوان

GMT 09:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:55 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الأسد الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:56 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 03:47 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

المقاولون العرب يفوز على المقاصة بهدفين نظيفين

GMT 02:11 2016 الثلاثاء ,09 آب / أغسطس

باسم مرسي يتسبب في اصابة سعد سمير

GMT 12:49 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

اجتماع امني بين مصر واسرائيل حول معبر رفح ومحور فيلادلفيا

GMT 08:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

وصفات طبيعية للعناية بالشعر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt