توقيت القاهرة المحلي 10:08:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

برامج الستات

  مصر اليوم -

برامج الستات

بقلم : أمينة خيري

بعيداً عن مفاهيم الحركات النسوية التي تميل إلى العنف الفكرى أو اعتناق مبدأ معاداة الرجال باعتباره الطريق إلى المساواة أو التعامل السطحى مع المسألة باعتبارها حرب بقاء على قيد الحياة، فإنا النساء أو الرجال، أقول وبكل ثقة وقناعة، أن «السلالة» الجديدة من البرامج التليفزيونية المصرية التي تنفجر في وجوهنا عبر الشاشات، والتى يطلق عليها ظلماً وعدواناً «برامج ستات» تلحق ضرراً بالمرأة يفوق حجم ما ألحقته التيارات الدينية المتطرفة والجانب المظلم من العادات والتقاليد والفكر الرجعى للبعض مجتمعين.

تواتر نوعية البرامج التليفزيونية المصرية التي تخلط الهبل بالشيطنة، وتتاجر بصور نمطية للنساء باعتبارهن ملوك النفسنة وأباطرة النميمة وجبابرة اللت والعجن لا يؤدى إلا إلى مزيد من التحقير والإهانة والدونية للمرأة المصرية. تحقيق نسب مشاهدة عالية والقفز إلى قائمة «الترند» وجذب الإعلانات أمور حيوية لأى برنامج تليفزيونى شئنا أو أبينا. لكن أن يكون الثمن هو تسويق وصلات الردح العلنى على سبيل الدعابة، وإعادة تجذير مفاهيم قياس قيمة المرأة بمواصفاتها الجسدية تلميحاً وتصريحاً، وابتداع أو الدق على أوتار مشكلات غارقة في التفاهة والنفخ فيها، وتخصيص حلقات كاملة لها لدغدغة مشاعر طبقات بعينها في المجتمع فهذا يضرب قيمة ومكانة المرأة المصرية في مقتل.

قتل كل ما حققته المرأة المصرية من قدرة فائقة على العمل– بدءاً بعاملات المنازل مروراً بنساء الطبقة المتوسطة اللاتى يقمن بعشرات المهام بين أعمالهن وأسرهن بدقة متناهية وانتهاء بنساء تبوأن مكانات رسمية ودولية رفيعة- عبر برامج «ستات» سمجة ومزرية أمر بالغ الخطورة. وما يثير القلق هو كيف وصل القائمون على أمر هذه البرامج بدءا بالفكرة مروراً بالإعداد وانتهاء بالمحتوى إلى هذه الدرجة من انعدام المسؤولية؟! الصخر الذي تنحت فيه المرأة المصرية دون تهليل أو ضجيج على مدار سنين طويلة يتضاءل أمام حلقة واحدة من مثل تلك السماجات الآخذة في الانتشار. ومادامت تنتشر دون أن يتضرر أحد، فعلينا ألا نمتعض أو نعترض أو حتى نتعجب حين يغرق الشارع المصرى أكثر فأكثر في امتهان المرأة. ولم لا؟ فهى المنفسنة، التي لا هم لها إلا «قعدة الستات» ذات المحتوى صفر، التي لا يشغل بالها سوى صغائر الأمور وتوافه الشؤون. وما تفعله هذه البرامج متطابق وما فعلته أفلام «اللمبى» بمخارج ألفاظ الأجيال الجديدة، وما فعله «محمد رمضان» من الترويج لنموذج الذكر البلطجى الممجد لقيم العنف والدماء والضرب والسنج والمطاوى لجيل بأكمله من البسطاء.

أدوات الهدم ليست فقط أفكارا دينية قادمة عبر الحدود أعادت نسبة معتبرة من نساء مصر لعصور الظلام والسواد وزرعت فيهن شعوراً دائماً بالذنب لأنهن إناث. وهى كذلك لا تقف عند حدود «البورنو» الصريح والـ«ستربتيز» المباشر. نوعية هذه البرامج هي الوجه الآخر لهذا المسخ والسخف. وبالمناسبة الحل لا يكمن في الحجب والمنع، ولكن في تحكيم العقل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

برامج الستات برامج الستات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 09:16 2022 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

سيارات هيونداي ترفع النقاب عن نسختها الجديدة سانتافي 2023

GMT 10:23 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

Razer تعلن عن أحد أفضل الحواسب لمحبي الألعاب

GMT 09:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

ترتيب الدوري المصري 2021 بعد نهاية الجولة 23

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 07:00 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

4 أمور يُستحبّ فعلها قبل صلاة عيد الفطر المبارك

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

علاء مرسي يكشف عن ملامح دوره في مُسلسل "الضاهر"

GMT 02:31 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

خاتم زواج الماس للمناسبات الخاصة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt