توقيت القاهرة المحلي 09:39:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أطفال الثورة الصناعية الرابعة

  مصر اليوم -

أطفال الثورة الصناعية الرابعة

بقلم : أمينة خيري

ساعات قليلة تفصلنا عن عام جديد. والبدايات لا تستوى دون التمعن في النهايات التي تقول لنا الكثير عما أنجزناه أو تجاهلناه. ورشة عمل بالغة الأهمية ودّعت بها عامًا ساخنًا بأحداثه، واعدًا بانكشافاته. وضمن الانكشافات أننا نعى أن ثورةً تدور رحاها اسمها الثورة الصناعية الرابعة، لكننا عنها غائبون ولآثارها متجاهلون. «العالم الرقمى وثقافة الطفل الرقمى».. عنوان جمع خبراء الذكاء الصناعى والتربية وقضايا الطفولة في العالم العربى بدعوة من المجلس العربى للطفولة والتنمية، هذا المجلس الذي يخلد اسم المتنور الراحل الأمير طلال بن عبدالعزيز

العالم القابع خارج مجموعتنا الشمسية العربية فاجأنا في عام 2016 بمصطلح «الثورة الصناعية الرابعة»، الذي يعنى بحسب العالِم كلاوس شواب «استخدام تطبيقات لتكنولوجيات ناشئة في مجال الذكاء الصناعى والروبوت وإنترنت الأشياء والمركبات ذاتية القيادة والطباعة ثلاثية الأبعاد وغيرها، وما يصاحبها من ثورة فكرية للتعامل معها». وعلى الرغم من الهبوب العاصف لرياح «الربيع العربى»، ووقوع العديد من الدول العربية في قبضة تغيرات وصفها البعض بـ«الدامية»، واعتبرها آخرون دوامة أمعنت في إغراق المنطقة الغارقة أصلًا في دوائر الفقر والاحتقانات ومخاصمة العلم وعشق الخرافة، إلا أن مؤسسات عدة استمرت في عملها التنويرى في أكثر الأوقات صعوبة وقتامة على مدار السنوات الثمانى الماضية.

والمجلس العربى للطفولة والتنمية ضمن هذه المؤسسات التي ظلت تحمل راية التنوير والتثقيف والبحث والتحليل لكل ما يهم ويدعم الطفل العربى أينما كان. وتأتى هذه الورشة الإقليمية التي انعقدت في القاهرة لتذكرنا بأن عملًا دؤوبًا يدور في كواليس المجلس رغم الصعوبات. وهذا العمل ليس عملًا خيريًا يقدم المال للمحتاجين، أو موسميًا يظهر حينًا ويختفى أحيانًا، لكنه عمل يتميز بالاستدامة ووضع الأسس والقواعد التنموية التي تضمن استفادة قصوى.

وآلة التنبيه التي أطلقها المجلس عبر تسليط الضوء على الثورة الصناعية الرابعة التي نعيشها بالفعل وعلاقة الطفل العربى بها لم تأتِ على سبيل كَيل الاتهامات للثورة الرقمية وآثارها على حياتنا اليومية واعتبارها شرًا مطلقًا.. كما لم يكن الهدف منها إطلاق نظريات جوفاء يفصل بينها وبين الواقع هوة سحيقة. لكن الهدف هو البحث والتدقيق لمعرفة ما إذا كان الطفل العربى جاهزًا أو مؤهلًا أو قادرًا على خوض الحياة في ظل الثورة الصناعية الرابعة.

صحيح أن عملية البحث هذه ستواجه مشكلات عدة خاصة بالاختلافات الكبيرة بين الدول العربية، سواء في مستويات الدخل أو حجم المدارك أو حال التعلم، أو وقوع الملايين من الأطفال العرب في ضحايا اللجوء والنزوح، إلا أن وضع لبنات تمهيدية لفهم ما نحن مقبلون عليه وقياس ما لدينا، يمكننا حتمًا من وضع تصور معقول للمستقبل. هذا التصور سيساعدنا لإعادة سن متطلبات التنشئة في ظل الثورة الرقمية، وهى القواعد التي تصورنا أننا نملك رفاهية تجاهلها طويلًا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال الثورة الصناعية الرابعة أطفال الثورة الصناعية الرابعة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 00:46 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يهدد بضربة عسكرية ضد طهران ويطالب حماس بنزع السلاح
  مصر اليوم - ترامب يهدد بضربة عسكرية ضد طهران ويطالب حماس بنزع السلاح

GMT 09:39 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ابتكار طريقة لعلاج أنواع نادرة من السرطان
  مصر اليوم - ابتكار طريقة لعلاج أنواع نادرة من السرطان

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 09:35 2025 الأحد ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 12:36 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

زهير مراد يستوحي تصاميم الخريف من عالم الأساطير

GMT 05:47 2022 الإثنين ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فيرستابين بطلا لجائزة المكسيك الكبرى للفورمولا 1

GMT 03:43 2021 السبت ,01 أيار / مايو

تامر حسني يطرح بوستر فيلم ”مش أنا”

GMT 03:30 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع يغادر إلى البرتغال لدعم علاقات التعاون العسكري

GMT 09:04 2020 الإثنين ,27 إبريل / نيسان

تعرف على مواعيد قطارات السكة الحديد الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt