توقيت القاهرة المحلي 23:40:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صالح «كورونا» العام

  مصر اليوم -

صالح «كورونا» العام

بقلم : أمينة خيري

الخير الذى تدفق على أيادى «كورونا» غير مسبوق. والجانب الإنسانى الذى ظننا أنه تبخر فى هواء الحياة العملية، وعصفت به رياح الرأسمالية والمطاحنات الاقتصادية هو البطل الحقيقى فى وباء «كوفيد- 2019». والكشف المضىء والعمل الجليل والإنجاز العظيم الذى يقدمه لنا هذا الفيروس اللعين هو أن المواطن العادى فى كل بقعة من بقاع الكوكب مازال يحتفظ بجوهر البشرية ألا وهو التعاطف والحب غير المشروط وتمنى الخير غير المرتبط بالعرق والجنس واللون والمعتقد.

بالطبع هناك استنثاءات. لكن حتى الاستثناءات كاشفة ومبهرة. المؤكد أن هناك من يدعو الله أن ينجيه وأمة اليهود، أو ينقذه وأمة المسيحيين، أو يأخذ بيده وأمة المسلمين، أو يكتب له السلامة وأمة بوذا، أو ينجو بنفسه وأمة الهندوس، أو يفلت من الوباء وأمة السيخ وهلم جرا. وهناك من يحاول أن يحافظ على ما لقنوه من كراهية وما زرعوا فيه من فوقية وما زرعوا فيه من أفكار شعبوية دينية أقنعته بأنه وحده الموعود بالجنة والمحجوز له صكوك المغفرة، فيدعو علناً «أتمنى النجاة للبشرية خصوصاً أمة السيخ أو جماعة الكونفوشيوسيون»، لكن يبقى ما فى القلب فى القلب.

والقلب هو ما يعنينا فى هذه الأزمة الأممية. فبدءاً بالسياسات المختلفة التى اتبعتها الدول لمواجهة الوباء، وما يكتنفها من عوامل أخلاقية أو يراها البعض تفتقد الأخلاقية، خذ عندك مثلاً مفهوم مناعة القطيع فى بريطانيا، مروراً بدور الطواقم الطبية المتفانية رغم شح الإمكانات المتاحة لها بما فيها بديهيات الكمامات، وانتهاء بطواقم المتبرعين بالوقت والمجهود والمخاطرة من المواطنين العاديين، لا سيما الشباب من الجنسين لمساعدة غير القادرين على التسوق مثلاً، تكشف الشعوب (باستثناء أولئك الذين يختصون أنفسهم بالدعاء) عن وجهها الإنسانى المتوحد تماماً تحت راية الخطر الواحد.

الخطر الواحد الذى وحد المليارات ممن احتفظوا بقلوبهم البشرية غير المفرقة بين مسلم ومسيحى وبوذى كشف عن وقوف الشعوب على جبهة مغايرة لتلك التى تقف عليها السياسة والساسة والمصالح الاقتصادية وتناحرات الهيمنة والسيطرة سواء بدافع القوى العظمى أو جماعات البارانويا الدينية. الأمر هنا لا يتعلق بما تتخذه حكومات الكوكب من إجراءات، لكنه يتعلق بإماطة الأتربة والصدأ والشوائب التى علقت بالبشر بفضل هذا الفيروس.

الكاتب الأمريكى الشهير توماس فريدمان فى مقاله فى نيو يورك تايمز يوم 24 الجارى يسأل صديقه الأستاذ فى جامعة هاردفارد والفيلسوف السياسى مايكل ساندال عن مفهوم الصالح العام الذى بزغ فى زمن كورونا، فقال: الصالح العام يعنى كيف نعيش معاً فى مجتمع ما. هو يتعلق بالمثل الأخلاقية التى نسعى إليها، والفوائد والأعباء التى نتشاركها، والتضحيات التى نقدمها لبعضنا البعض، والدروس التى نتعلمها حول كيفية العيش بطريقة كريمة. كل ما سبق بعيد تماماً عما نراه فى عالم السياسة. وعموماً، يبقى مفهوم الصالح العام كغيره من المثل الأخلاقية قابلاً للنقاش والاختلاف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صالح «كورونا» العام صالح «كورونا» العام



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon