توقيت القاهرة المحلي 03:25:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صالح «كورونا» العام

  مصر اليوم -

صالح «كورونا» العام

بقلم : أمينة خيري

الخير الذى تدفق على أيادى «كورونا» غير مسبوق. والجانب الإنسانى الذى ظننا أنه تبخر فى هواء الحياة العملية، وعصفت به رياح الرأسمالية والمطاحنات الاقتصادية هو البطل الحقيقى فى وباء «كوفيد- 2019». والكشف المضىء والعمل الجليل والإنجاز العظيم الذى يقدمه لنا هذا الفيروس اللعين هو أن المواطن العادى فى كل بقعة من بقاع الكوكب مازال يحتفظ بجوهر البشرية ألا وهو التعاطف والحب غير المشروط وتمنى الخير غير المرتبط بالعرق والجنس واللون والمعتقد.

بالطبع هناك استنثاءات. لكن حتى الاستثناءات كاشفة ومبهرة. المؤكد أن هناك من يدعو الله أن ينجيه وأمة اليهود، أو ينقذه وأمة المسيحيين، أو يأخذ بيده وأمة المسلمين، أو يكتب له السلامة وأمة بوذا، أو ينجو بنفسه وأمة الهندوس، أو يفلت من الوباء وأمة السيخ وهلم جرا. وهناك من يحاول أن يحافظ على ما لقنوه من كراهية وما زرعوا فيه من فوقية وما زرعوا فيه من أفكار شعبوية دينية أقنعته بأنه وحده الموعود بالجنة والمحجوز له صكوك المغفرة، فيدعو علناً «أتمنى النجاة للبشرية خصوصاً أمة السيخ أو جماعة الكونفوشيوسيون»، لكن يبقى ما فى القلب فى القلب.

والقلب هو ما يعنينا فى هذه الأزمة الأممية. فبدءاً بالسياسات المختلفة التى اتبعتها الدول لمواجهة الوباء، وما يكتنفها من عوامل أخلاقية أو يراها البعض تفتقد الأخلاقية، خذ عندك مثلاً مفهوم مناعة القطيع فى بريطانيا، مروراً بدور الطواقم الطبية المتفانية رغم شح الإمكانات المتاحة لها بما فيها بديهيات الكمامات، وانتهاء بطواقم المتبرعين بالوقت والمجهود والمخاطرة من المواطنين العاديين، لا سيما الشباب من الجنسين لمساعدة غير القادرين على التسوق مثلاً، تكشف الشعوب (باستثناء أولئك الذين يختصون أنفسهم بالدعاء) عن وجهها الإنسانى المتوحد تماماً تحت راية الخطر الواحد.

الخطر الواحد الذى وحد المليارات ممن احتفظوا بقلوبهم البشرية غير المفرقة بين مسلم ومسيحى وبوذى كشف عن وقوف الشعوب على جبهة مغايرة لتلك التى تقف عليها السياسة والساسة والمصالح الاقتصادية وتناحرات الهيمنة والسيطرة سواء بدافع القوى العظمى أو جماعات البارانويا الدينية. الأمر هنا لا يتعلق بما تتخذه حكومات الكوكب من إجراءات، لكنه يتعلق بإماطة الأتربة والصدأ والشوائب التى علقت بالبشر بفضل هذا الفيروس.

الكاتب الأمريكى الشهير توماس فريدمان فى مقاله فى نيو يورك تايمز يوم 24 الجارى يسأل صديقه الأستاذ فى جامعة هاردفارد والفيلسوف السياسى مايكل ساندال عن مفهوم الصالح العام الذى بزغ فى زمن كورونا، فقال: الصالح العام يعنى كيف نعيش معاً فى مجتمع ما. هو يتعلق بالمثل الأخلاقية التى نسعى إليها، والفوائد والأعباء التى نتشاركها، والتضحيات التى نقدمها لبعضنا البعض، والدروس التى نتعلمها حول كيفية العيش بطريقة كريمة. كل ما سبق بعيد تماماً عما نراه فى عالم السياسة. وعموماً، يبقى مفهوم الصالح العام كغيره من المثل الأخلاقية قابلاً للنقاش والاختلاف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صالح «كورونا» العام صالح «كورونا» العام



GMT 11:03 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

البابا شنودة... من حكايا المحبة (٢)

GMT 10:57 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

حرية الصحافة!

GMT 10:54 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

أشغال شقة (الكوميديا) الطازجة!

GMT 10:51 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

أظرف ما فى الموضوع

GMT 10:47 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

سجال فتح وحماس

النجمات يستعرضن أناقتهن في شهر رمضان بالعبايات الراقية

القاهرة- مصر اليوم

GMT 06:38 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

أفضل ألوان الطلاء لغرف النوم وفقاً لبرجك
  مصر اليوم - أفضل ألوان الطلاء لغرف النوم وفقاً لبرجك

GMT 06:49 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

"هواوي" تُطلق نظام "HMS" للسيارات في معرض "LEAP 2024"
  مصر اليوم - هواوي تُطلق نظام HMS للسيارات في معرض LEAP 2024

GMT 02:13 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

طريقة عمل سلطة الجرجير

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,23 آذار/ مارس

نظام غذائي للوقاية من أمراض القلب

GMT 05:24 2021 الخميس ,11 شباط / فبراير

مجموعة من أجمل تصاميم بدلات كوتور ربيع 2021

GMT 03:35 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

ميدو ينهي الجدل حول أزمة محمد الشناوي والاتحاد المصري

GMT 08:40 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ماغي فرح 2021 أقل سوءًا وهذه الأبراج اكثرحظًا

GMT 19:01 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

أرسنال يُقرر قضاء ليلة إضافية في النرويج بسبب الضباب

GMT 02:41 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رد ساخر من علاء مبارك على صورة محمد رمضان والمطرب الإسرائيلي

GMT 11:10 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

خبيرة أسواق تعلن "سحب قاتمة تخيم على سوق النفط من جديد"

GMT 08:28 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 5 -10- 2020 والقنوات الناقلة

GMT 23:45 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

البورصة التونسية تٌغلق على ارتفاع

GMT 00:42 2020 الأربعاء ,13 أيار / مايو

دول عربية تعلن الحظر الشامل خلال عيد الفطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon