توقيت القاهرة المحلي 07:05:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صلوا فى البيت

  مصر اليوم -

صلوا فى البيت

بقلم : أمينة خيري

الحمد لله، تم اتخاذ القرار الذى كان يجب أن يتم اتخاذه منذ بداية أزمة «كورونا». أخيراً وبعد طول مناهدة وعنف ومساجلة وكثير من السفسطة، تم اتخاذ قرار تعليق الصلوات فى داخل دور العبادة، فـ«كورونا» لا يفرق بين قاعة علم أو قاعة دين أو قاعة رياضة أو غيرها.

أكاد أشعر بقلوب تتسارع دقاتها جراء القرار. وأفهم تماماً سبب تسارعها، وإذا عُرف السبب، بطُل العجب. فقد أثبتت مجريات الأمور فى السنوات القليلة الماضية أن الهسْهس مازال ينفجر فى وجوهنا. مرة ننتخب من «وسيط الله على الأرض»، ومرة نمسك بتلابيب التدين المظهرى إمساكاً متعنتاً، ومرة نصرّ على الدعاء وتمنى الشفاء لمن يطابقوننا فى خانة الديانة، وغيرها كثير من أشكال الوسواس ومظاهر الهسْهس.

لكن هسْهس اعتبار من يطالب بعدم السماح للصلاة فى دور العبادة بأشكالها فى ظل وباء «كورونا» المتفشى بسرعة البرق إما جاهلًا أو عدوًا الدين أو متربصًا بالمتدينين فهو هسّهس من النوع الثقيل. لماذا؟ لأنه يجد ظهيراً شعبياً وكان يدعمه سكوت رسمى يجرنا نحو الهاوية.

هاوية تجمع العشرات - ولن أقول- فى دور عبادة مغلقة، فى الوقت الذى تم فيه تعطيل الدراسة، وتقليل أعداد الموظفين، وتوقيف الأنشطة الرياضية، وتحديد عمل ساعات المقاهى والمطاعم. أى منطق هذا الذى تستمر فيه الصلوات فى دور العبادة فى ظل فيروس كهذا؟

المنطق الوحيد – الذى هو فعلياً لا منطق – هو أن «كورونا لا يصيب مؤمن»، على غرار «النار لا تحرق مؤمن». والكارثة أن هذا الإصرار جاء من قواعد شعبية ربما ضربها تدين السبعينيات العابر للحدود المعتمد فى جانب كبير منه على تفسيرات ذات جذور ثقافية وسياسية لا تمت لنا بصلة، ودعمها مشهد إقامة الصلوات وبثها من داخل دور عبادة مغلقة. فهل يقف الكورونا على الباب خائفاً من أن يمس المصلين؟ وهل يسمع كورونا اسمه يتردد فى دعاء الإمام عليه فيرتدع ويتقهقر؟ وهل يرق قلب كورونا لدى معرفته بأن الإمام والمصلين بكوا تأثراً من شراسته وقسوته؟

فبينما الغالبية المطلقة كانت تثنى على إجراءات الدولة، وتصفق إعجاباً وتقديراً لما يتم اتخاذه من خطوات سريعة لكن مدروسة، وإجراءات حاسمة لكن واضعة مصلحة عموم المصريين فى المقدمة، أتى من يفسد كل ما سبق بإصرار عجيب غريب مريب على الصلاة فى مكان مغلق ملىء بالمصلين. لكن نحمد الله تعالى ونجله ونعزه على اتخاذ القرار السليم الحكيم الرزين، حنى وإن تأخر قليلاً، وإن كان التأخير فى هذه الأحوال يحمل الكثير من الخطورة.

ولو لم يكن القرار قد صدر أمس، لكان كل ما تم اتخاذه من إجراءات ممتازة على مدار الأسابيع القليلة الماضية قد ولّى وأدبر. إلغاء الصلوات فى دور العبادة بداية جيدة لرفع شعار «انتهى عصر أيدى الدولة المرتعشة»، صلوا فى البيت، وتقبل الله منا جميعاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صلوا فى البيت صلوا فى البيت



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:07 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
  مصر اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الخمس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 07:53 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا سبورتاج 2026 تحصد لقب "أفضل اختيار للسلامة بلاس" لعام 2025

GMT 02:48 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

النجمة حنان مطاوع تشارك في " نصيبي وقسمتك" الجزء الثاني

GMT 21:48 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

تعرف على أكثر 8 أماكن اتساخا في المنزل

GMT 06:33 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

الإعلامي محمد الباز يرد على أكاذيب دعاء خليفة

GMT 11:32 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

شاكيرا تلغي حفلتها في فرنسا بسبب أزمة صحية

GMT 18:47 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

نيمار يخطط للعودة إلى برشلونة

GMT 12:55 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

أسعار اللحوم في مصر اليوم الخميس 6 أغسطس

GMT 21:03 2020 الأحد ,26 تموز / يوليو

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 26 يوليو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt