توقيت القاهرة المحلي 08:18:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمّية ألف باء المخجلة

  مصر اليوم -

أمّية ألف باء المخجلة

بقلم : امينة خيري

نوعان من الأمية يعصفان بنا عصفًا. الأولى كلاسيكية تقليدية حان وقت مجابهتها بكل حسم، والثانية حداثية ثقافية يمكن علاجها بقليل من الوعى وكثير من التعليم النقدى.الأولى هى الأمية الأبجدية مستوجبة الخجل. فأن تواجه مصر مشكلة فى الأمية الأبجدية فى 2020، فهذا يعنى أننا قصّرنا تقصيرًا شديدًا فى حق أنفسنا وأبنائنا وبلدنا. وأن يكون أكثر من ربع سكان المحروسة غير قادرين على القراءة أو الكتابة، فهذه مصيبة، لكن المصيبة تتحول إلى عار إن تجاهلنا المسألة وأغمضنا الطرف عن الكارثة.

الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء كان قد أعلن أن عدد الأميين فى مصر ارتفع إلى 18٫4 مليون فرد فى عام 2017، بعدما كان 17 مليون فرد فى عام 2006! وبعيدًا عن «تفنيطة» من هم الأميون، ونسبة النساء إلى الرجال، وغيرها، فإن الوضع يحتاج تدخلًا سريعًا غير تقليدى. ولا أريد أن أزيد طين الأمية بلّة بالإشارة إلى أن هناك بين الحاصلين على الشهادة الإعدادية من يتعثرون فى القراءة والكتابة، وهو موروث ضخم سيستغرق سنوات للحل. لكن صديقًا عزيزًا هو «الباشمهندس محمود» المهندس الذى تقاعد، لكن ذهنه وفكره واطلاعه ورغبته المستمرة فى طرح الحلول بديلًا للبكاء على اللبن المسكوب فقط، يسأل: لماذا لا يتم تكليف المتقاعدين الراغبين والقادرين على محو أمية ستة أشخاص لكل منهم؟ ولماذا لا يتم تكليف الخريجين والخريجات الجدد بمهمة مشابهة كما كان معمولًا به قبل سنوات فيما كان يعرف بـ«الخدمة الاجتماعية»؟ هذه القنبلة الآخذة فى الانفجار من حولنا، والمتمثلة فى تفشى الأمية ستأتى على الجميع، وليس على الأميين فقط. قد يكون الأمىّ حرفيًا كسيبًا أو عاملة نظافة تكسب فى اليوم 300 أو 400 جنيه، وقد يكون الأمّى طفلًا يقود توك توك أو شابًا يفترش الرصيف ببضاعة رديئة ويهيأ له أنه أصبح رجل أعمال ومجدع، لكنه يبقى أميًا، يعجز عن قراءة اللافتات فى الشوارع، أو الاطلاع على نشرة الدواء، أو قراءة اسم المتصل به على هاتفه الـ«آى فون». لكن الأدهى من ذلك، أن الأمّى لا يولى اهتمامًا فى الأغلب لقيمة التعليم ومكانته. وأخشى أن العدد إلى زيادة كبيرة. أسكن فى مدينة الشروق حيث نسبة كبيرة من كانسى الشوارع أطفال فى سن المدرسة أو مصاحبون للأمهات والآباء الذين يكنسون حينًا ويتسولون حينًا. وليس خافيًا على أحد أن نسبة غالبة من سائقى التوك توك غير القانونى من ألفه إلى يائه أطفال لا علاقة لهم بالمدارس. بل إن عمال البناء والحدائق بينهم أطفال كثر. مقترح «الباشمهندس محمود» جدير بالدراسة السريعة والتفعيل الأسرع، لا سيما أنه لن يكلف الدولة الكثير. أما عن الأمية الثانية فهى قصة أخرى، فالمصابون بها متعلمون وحاصلون على شهادات عليا، لكنهم يحتاجون محو أمية انعدام قواعد الحوار وشح قيم الاختلاف.. وهذا حديث آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمّية ألف باء المخجلة أمّية ألف باء المخجلة



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل

GMT 05:07 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تكشف عن كمية القهوة لحياة صحية مديدة

GMT 11:21 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

وزيرة الصحة المصرية تؤكد حرص مصر على دعم لبنان ومساندته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon