توقيت القاهرة المحلي 13:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عتمة «القمة» ونور الصحوة

  مصر اليوم -

عتمة «القمة» ونور الصحوة

بقلم : أمينة خيري

ألمح نورًا وسط عتمة الشهادات، وأستشعر أملاً وسط منحدرات «القمة». وبكل تأكيد هناك صحوة تبشر بواقع قادر على إيقاظ الملايين من غفوتهم وإنقاذ الأبناء من الوصمات الثقافية والحيلولة دون وقوع المزيد من شهداء الفوبيا الاجتماعية.

وتزامنًا مع إعلان نتيجة بعبع البيوت وأشكيف الأولاد والبنات، تصاعدت آراء ومواقف لمواطنين ومواطنات عاديين يستنكرون فيه هذه الهالة المريعة التى تحيط بالثانوية العامة: رعب، قلق، اكتئاب، يأس يقود إلى انتحار، قروض بنكية وإفلاسات شعبية، جيوب مدرسين و«سناتر» تضخ مليارات فى جيوب حفنة من المدرسين، وقائمة طويلة من مكونات التركيبة الشيطانية للثانوية العامة التى أطبقت على أنفاس الملايين.

تتواتر آراء ومواقف أصدقاء سواء فى جلسات اجتماعية أو عبر تدوينات فايسبوكية وتعكس كمًا كبيرًا من المصارحة والمكاشفة اللتين حان وقتهما بعدما طال انتظارهما. كثيرون من الأصدقاء والزملاء من أبناء الوسط الإعلامى نصحوا الحاصلين على الثانوية العامة بعدم الاقتراب من كليات الإعلام والبقاء بعيدًا عن فلكها حفاظًا على مستقبلهم وضمانًا لصحتهم النفسية. البعض ارتكن فى تحذيره إلى حالة الإعلام فى العالم كله، حيث الإعلام التقليدى يتقهقر ويتعثر تارة تحت وطأة اللهجة الشرسة من الإعلام الجديد لا سيما الشعبى، وتارة أخرى لعدم القدرة على الصمود المادى فى سوق لم تعد تبحث عن مقالات منشورة أو تحقيقات منجزة، بل تبحث عن خبر يقع حاليًا أو مشهد يتجسد بينما الكاميرا تبثه إلى ملايين وربما مليارات المتابعين.

متابعة ما يجرى فى قطاعات من المجتمع المصرى تجاه منظومة الثانوية العامة تقول إن مصر تتغير فعليًا. ربما تلال المشكلات وجبال الموروثات ومعضلة السلوكيات التى تجعل تفاصيل الحياة اليومية عذابات فعلية تمنعنا من القدرة على جس نبض هذا التغيير، لكنه يحدث. قصص وحكايات يجرى سردها عمن كان يحلم بكلية الطب البشرى لكن المجموع ألحقه بكلية الحقوق والاجتهاد بعدها مكنه من العمل فى مجال القانون الدولى فى منظمة أممية، ومن كانت تعتقد أن مستقبلها يتوقف على الالتحاق بكلية الفنون الجميلة لكن امتحان القدرات حال دون ذلك، فالتحقت بكلية «سد خانة»، ثم أصقلت موهبتها بورش عمل وخبرات معايشة وأصبحت من أشهر مصممى الديكورات المنزلية، وهلم جرا.

وأتوقع أن تدور المرحلة المقبلة للنضج المجتمعى فى فلك كليات «سد الخانة»، وبمعنى آخر ربما يبدأ حراكًا مجتمعيًا حقيقيًا لخلع بدلة «الشهادة الجامعية». فاليوم، وبعد ما عرف الجميع- سواء اعترفوا أم لا- بأن أسطورة «كليات القمة» وهم وخيال، وأن ما كان مضمون العمل أمس لم يعد كذلك اليوم، سيغير البعض من دفة التفكير ليتجه الأبناء والبنات إلى نوعية أخرى من التعليم والتخصص. بدء الإفاقة الجماعية استغرق عقودا، ونتمنى ألا يستغرقنا الأمر دهورًا أخرى لنصل المرحلة التالية حيث توجيه الأجيال الجديدة فعليًا إلى ما يطلبه السوق دون وصمات أو سقطات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عتمة «القمة» ونور الصحوة عتمة «القمة» ونور الصحوة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه

GMT 04:36 2020 الخميس ,20 شباط / فبراير

ابن الفنان عمرو سعد يكشف حقيقة انفصال والديه

GMT 04:46 2019 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد بإطلالة جريئة في أحدث ظهور لها

GMT 09:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

"أدنوك أبوظبي" يحتفل باليوم الوطني للإمارات

GMT 18:05 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"ويفا" يُعلن طرح مليون تذكرة إضافية لجمهور "يورو 2020"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon