توقيت القاهرة المحلي 13:42:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فكروا تصحوا

  مصر اليوم -

فكروا تصحوا

بقلم : أمينة خيري

خذ نفسًا عميقًا، وعد من واحد لعشرة قبل أن تجيش وسائلك الدفاعية، وتستحضر أساليبك الهجومية، وتستشهد بأقوال تم حشوها فى دماغك بينما أنت مستسلم ومصدق أنك بإلغاء خانة التفكير ومحو قيمة النقد والتفنيد أصبحت مؤمنًا درجة أولى وتحولت إلى متدين سوبر لوكس.

بصراحة شديدة، هل تستشعر الحرج وتستحضر كلمات الاستغفار إن طالعتك رموز دينية غير تلك التى ملأت بها الفضاء العام؟ بمعنى آخر، بعد ما غطيت زجاج سيارتك الخلفى بملصقات السيوف وإشهارك الإسلام، وملأت جدران مكتبك وسطحه كل ما يمكن أن يعلن أنك متدين جدًا وقريب إلى الله جدًا جدًا ولا تدين إلا بدين واحد جدًا جدًا جدًا، ولم تر ضررًا من العامل الذى أنهى طلاء أعمدة الكوبرى باللون الأبيض ثم كتب عليه باللون الأسود والبنط العريض «صلى على النبى»، ودافعت دفاعًا شرسًا عن جارك الذى يصطحب معه قلم «ماركر» ليكتب على جدار المصعد «الله أكبر» «سبحان الله» و«هل صليت على النبى اليوم؟»، لعد كل ما سبق، هل يضايقك ملامح مشهد مشابه ولكن لدين آخر؟ هل تغضبك هذه الملامح؟ هل تشعر أنك مهدد حين يطالعك أحدهم بوشم مدقوق يخالف ما تؤمن به؟ أو بتلاوة لكلمات لم ترد فى كتابك؟ أو اسم يطلقه على أبنائه خارج منظومة «البراء» و«معاذ» و«صهيب» و«وقاص»؟

هل تشعر أن الحياة كانت ستكون أفضل كثيرًا لو أن محيطك كان أحادى المكونات لا مجال فيه للاختلاف أو التنوع أو التعدد؟ والتعدد بالمناسبة هنا لا يعنى تعدد الزوجات الذى تحبه وتهفو إليه، لكنه تعدد الانتماءات والمعتقدات والتوجهات والأشكال؟ هل ترى أن من يحييك بـ«صباح الخير» و«مسائه» هو تارك لجزء من دينه ومبتعد عن ملته؟ هل أفهمك أحدهم أنك حين ترد عليه بلهجة غاضبة منذرة مهددة «وعليك السلام ورحمة الله» تهذبه وتعيده إلى طريق الصواب؟

هل يعكنن عليك وربما يغضبك ولو أتيحت لك فرصة الاعتراض تعترض وتتظاهر وتهتف غاضبًا «لا لا» إن تحول اسم مدرسة ابنك من «المكارم الإسلامية» إلى «المكارم المسيحية» مثلاً؟ ولو كانت الإجابة بـ«نعم»، هل صارحت نفسك بالأسباب الحقيقية التى تغضبك وتوترك؟ هل حشا أحدهم دماغك بهذا الهراء؟ هل ضغط أحدهم زرًا ألغى معه قدرتك على التفكير والتفنيد؟ ولماذا استسلمت؟ هل لأن أحدهم هذا أقنعك أنك بهذا تضمن طريقًا إلى الجنة؟ أو تنصر دينًا؟ أو تنتصر للحق؟ ألم يطرأ إلى بالك أن أحدهم هذا لديه قدرات عقلية كقدراتك وملكات فكرية كملكاتك؟ ألم يقل لك أحدهم إن دينك لا كهنوت فيه؟ ولا وسيط فيه بينك وبين خالقك؟ إذن لماذا قدست أحدهم واعتبرته قديسًا لا يٌمس وكهنوتًا لا يساءل أو يعارض أو يٌنتقد؟

لماذا ارتضيت لنفسك هذا الوضع البائس؟ العقل المسلوب قد يريح صاحبه لأنه يعلق أخطاءه وسقطاته وتفاصيل حياته ونتائج قراراته على غيره؟ لكنه يضعه فى مكانة أدنى بكثير من تلك التى أرادها له خالقه. فكروا تصحوا.

المصدر :

المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فكروا تصحوا فكروا تصحوا



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 03:09 2021 الجمعة ,26 آذار/ مارس

طريقة عمل السلمون بالزبدة

GMT 23:17 2020 الأحد ,20 أيلول / سبتمبر

البورصة العراقية تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 01:33 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تعلن عن 100 ألف منحة دراسية تعادل الشهادات الجامعية

GMT 10:57 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

3 طرق سريعة لتسليك مواسير مطبخك

GMT 10:22 2020 الأربعاء ,11 آذار/ مارس

قرار عاجل من محافظة القاهرة بسبب كورونا

GMT 02:06 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

أب يغتصب طفلته لمدة 4 أعوام في البرازيل

GMT 00:28 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

تخلص من اسمرار البشرة بمكونات طبيعية

GMT 22:30 2019 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

مؤشر الأسهم البريطانية يغلق على ارتفاع الاثنين

GMT 14:23 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

مصر تتسلح لـ"أمم أفريقيا" بـ23 لاعبًا بينهم 7 محترفين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon