توقيت القاهرة المحلي 05:00:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الزى المدرسى و«نور» النقاب

  مصر اليوم -

الزى المدرسى و«نور» النقاب

بقلم - أمينة خيري

حتى عقود قليلة مضت، كان هناك ما يعرف بـ«الزى المدرسى» الصارم والحاسم فى مصر. وسواء كانت مدارس خاصة أو حكومية، كان الطلاب والطالبات مجبرين على الالتزام بزى يتم تحديده من قبل المدارس أو الإدارات التعليمية أو كلتيهما. تدريجيًا، بات الزى المدرسى فى خبر كان، باستثناء المدارس الخاصة. صحيح أن جزءًا غير قليل منها تحول إلى تجارة، حيث إجبار أولياء الأمور على شراء الزى من أماكن بعينها تبيعه بأسعار مبالغ فيها، أو تغيير الزى من عام لآخر بهدف جنى المزيد من الأرباح، ولا سيما أن المصانع والمحال صاحبة الحق الحصرى فى بيع الزى عادة تكون متصلة بالمدرسة بشكل أو بآخر، إلا أن الزى المدرسى والالتزام به من قبل الجميع دون تفرقة فى صميم العملية التربوية.

العديد من دول العالم المتقدمة والنامية وما بينهما، الديمقراطية والديكتاتورية وما بينهما، الغنية والفقيرة وما بينهما، تتعامل مع الزى المدرسى التعامل نفسه الذى تتعامل به مع المناهج والامتحانات. خبراء التربية يقولون إن الزى المدرسى يلعب دورًا رئيسيًا فى تعزيز فخر من يرتديه بمدرسته وانتمائه لها، بالإضافة لتعزيز الانتماء للكيان الطلابى الكبير. والزى المدرسى من عوامل الصحة النفسية للطلاب، ومن شأنه أن يزيل الضغوط الإضافية، مثل المادية والاجتماعية التى تنتج عن التخلى عن الالتزام بزى محدد للجميع.

ظهرت «موضة» قبل سنوات تقف على طرفى نقيض. النقيض الأول مفاده أن الزى المدرسى تقييد للحريات، ويزرع فى نفوس الطلاب الروح الانهزامية التى تسلم وتستسلم للقرارات الفوقية وتحرمهم من حق الاعتراض والاحتجاج، بل الثورة إن لزم الأمر. أما النقيض الثانى فيقول معتنقوه إن الزى المدرسى تحميلٌ لأولياء الأمور بما لا طاقة لهم به. والحقيقة أن النقيضين لا حجة فيهما أو منطق. التعبير عن الرأى مطلوب، ولكن من السفه اعتبار تقييد رغبة الطالب فى عدم احترام القواعد التى تطبق على الجميع دون تفرقة كبتًا لحريته وسلبًا لحقه فى الاحتجاج. هو شكل من أشكال النزق الفكرى. والقول بأن إلزام الطلاب بزى موحد تحميل مادى إضافى للفقراء يشير إلى فهم «بالمقلوب» للفكرة من الزى، حيث الزى يساوى بين الجميع، ويغلق أبواب المنافسة بين الطلاب والحاجة إلى دولاب عامر بالملابس صباح كل يوم.

أتذكر مظهر الطلاب والطالبات وهم ذاهبون أو عائدون من مدارسهم الحكومية والخاصة قبل ثلاثة أو أربعة عقود، وينتابنى شعور بأن البلد غير البلد، والطلاب غير الطلاب، والحال غير الحال. يهمس فى أذنى أحدهم بأن «حضور الطلاب» لم يعد ضرورة قصوى فى العديد من المدارس، فأعود إلى أرض الواقع وأعى أن الزمن بالفعل غير الزمن، ويكفى أنه قبل أربعة أو ثلاثة عقود لم نسمع عمن تغطى وجهها لزوم الذهاب إلى المدرسة. عمومًا، للنقاب فى المدارس «حزب نور» يحميه ويدعمه ويعمل على نشره وترسيخه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزى المدرسى و«نور» النقاب الزى المدرسى و«نور» النقاب



GMT 10:20 2024 الجمعة ,24 أيار / مايو

«شرق 12»... تعددت الحكايات والحقيقة واحدة!

GMT 10:17 2024 الجمعة ,24 أيار / مايو

المحافظ في اللجنة

GMT 10:14 2024 الجمعة ,24 أيار / مايو

جائزة رباب حنفي

GMT 02:16 2024 الجمعة ,24 أيار / مايو

الرئيس المثالي

GMT 01:47 2024 الجمعة ,24 أيار / مايو

إيران... قَدَر رئيسي وقَدَر النظام

GMT 17:46 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

"WWE" تفصح عن أفضل 10 مصارعين لعام 2017

GMT 17:53 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

إصابة تومي يوريتش مهاجم أستراليا بكورونا

GMT 10:26 2020 الأحد ,17 أيار / مايو

8 حقائق مهمة عن الفنانة وردة الجزائرية

GMT 00:59 2020 الإثنين ,17 شباط / فبراير

ميدو يوضح الفارق بين مرتضى منصور ومحمود الخطيب

GMT 03:36 2019 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

موعد آذان الظهر اليوم في مصر اليوم السبت 9 تشرين التاني

GMT 11:27 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أمينة خليل رئيسة عصابة فى "لص بغداد"

GMT 18:22 2019 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

وفاة إعلامي خليجي شهير بعد سقوطه من شرفة منزله

GMT 20:37 2019 الثلاثاء ,30 تموز / يوليو

المحكمة ترفض دعوى إسقاط الجنسية عن نجلي مرسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon