توقيت القاهرة المحلي 09:46:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسلسل رمضان

  مصر اليوم -

مسلسل رمضان

بقلم - أمينة خيري

النقاد الفنيون وصناع الدراما والقائمون على أمور القنوات التلفزيونية لديهم بكل تأكيد من التفسيرات والتحليلات التي تفسر ارتباط رمضان في مصر منذ عقود طويلة بالمسلسلات. وبعيدًا عن البزنس والاقتصاد ومواسم الإنتاج وغيرها، أقول إن رمضان زمان كان به مسلسل رمضانى ينتظره سكان المحروسة بفارغ الصبر.

وأقول أيضًا إن ارتباط رمضان بالمسلسلات ربما يكمن في فكرة «اللمة». أفراد الأسرة، سواء الأب والأم والأبناء، أو الأسرة الممتدة المدعوة عند عمو فلان اليوم وطنط علانة غدًا، يتجمعون في غرفة واحدة يشاهدون شاشة واحدة لا ثانى لها. يتابعون عملًا دراميًّا واحدًا، وربما عملين على أقصى تقدير، في وقت واحد.

تُعاد حلقة الليلة في اليوم التالى قبل الإفطار لمَن فاته موعدها لأى سبب. وأحيانًا، لا يتمكن الشخص من اللحاق بالإعادة، فيهرع إلى طلب ملخص من أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء حتى يتمكن من الاستمرار في المتابعة دون خلل كبير.

فكرة الشاشة الواحدة والمسلسل الواحد والوقت الموحد والجلسة المجمعة تبدو حاليًا وكأنها من العصور الوسطى. اليوم تجد أفراد الأسرة في مربع جغرافى واحد، لكن كلًّا منهم منهمك في شاشته، وكلًا منهم يتابع عملًا ما يختلف عن الآخر.

سؤال «حصل إيه في المسلسل أمس؟» يبدو عجيبًا اليوم. أي مسلسل؟، ولماذا يسأل أحدهم سؤالًا كهذا، بينما شاشته بين يديه، يلجأ فيها إلى ما فات وما تقدم، ولا داعى إلى السؤال. ربما كان لهذه المحدودية آثار إيجابية على المجتمع.

أرى «مسلسل رمضان» زمان وكأنه نظام تعليم. نظام تعليم واحد أشبه بخيط يُبْقِى جزيئات المجتمع متلاحمة لديها أرضية مشتركة وقيم متشابهة تحتكم إليها. لكن حين تتعدد الأنظمة وتتفرع إلى مصرى أو «ناشيونال» وبريطانى وفرنسى وأمريكى وألمانى، يكون لكل من الخريجين مرجعيته وأرضيته المختلفة عن أرضية الآخرين.

هذه مجرد خواطر، وليست بكاءً على لبن «مسلسل رمضان» الواحد المسكوب، والمتفرع إلى عشرات الأعمال، ولا تخرج عن كونها استدعاء لرمضان زمان، عادة كل مَن يتقدم به العمر.

ومادمت قد ذكرت «مسلسل رمضان» والتحام الأسرة وتلاصقها في غرفة واحدة ومناقشات الناس في اليوم التالى حول ما جرى في حلقة الأمس، لا بد أن أسترجع كذلك مصر قبل سموم الأفاعى.

تحريم الدراما، وتكريه الناس في مشاهدة التلفزيون، والتمعن في إطلاق النعوت القبيحة المستمدة من كتب التاريخ على الفنانين والفنانات، والإمعان في نشر قيم التشدد والتطرف في رمضان من بوابة الهداية والتقوى، والدق على أوتار تأنيب الضمير للمرور إلى قلوب والناس وعقولهم، هذه الأجواء التي تُرِكت ترتع في المجتمع، سواء في غفلة من الدولة أو بمباركتها لترفع عنها جزءًا من «هم» الشعب مازلنا ندفع فاتورتها الآن.

كانت مصر بأكملها تتابع «مسلسل رمضان» دون أن يُتَّهم ناسها بالفسق، ودون أن يتم اعتبار الفنانين ناشرين للرذائل والسوءات. ليس هذا فقط، بل كانت أكثر التزامًا، بالمقياس الأخلاقى لا المظهرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسلسل رمضان مسلسل رمضان



GMT 07:51 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

«عيد القيامة» و«عيد العمال»... وشهادةُ حقّ

GMT 07:48 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

فقامت الدنيا ولاتزال

GMT 07:45 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

حاملو مفتاح «التريند»

GMT 07:42 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

متى يفيق بايدن؟!

GMT 07:39 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

ممنوعات فكرية

GMT 19:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

غادة عبد الرازق تنافس فى رمضان 2025 بمسلسل جديد
  مصر اليوم - غادة عبد الرازق تنافس فى رمضان 2025 بمسلسل جديد

GMT 20:19 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق بطولة المدارس الأولي للكرة النسائية في مصر

GMT 10:43 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

هاشتاغ ستاد القاهرة للرجال فقط يتصدر تويتر

GMT 00:51 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

موسكو تستضيف مهرجان مسرحي للصم بحضور فنانين من 9 دول

GMT 11:08 2019 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

رئيس الزمالك يهاجم الأهلي بعد التعاقد مع محمود كهربا

GMT 20:37 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مديحة يسري وخلافها مع محمد فوزي بسبب قبلة

GMT 01:25 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

بنات أحمد زاهر تثيران الجدل على السوشيال ميديا

GMT 05:56 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ثقافة القاهرة تتناول "موسوعة المشاهير.. الزعيم أحمد عرابي"

GMT 22:39 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

بعد تعرضه لكسر هذه حالة شعبان عبدالرحيم الصحية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon