توقيت القاهرة المحلي 01:14:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حنين والحَوَل المجتمعى

  مصر اليوم -

حنين والحَوَل المجتمعى

بقلم : أمينة خيري

مجتمعات الأخلاق الحميدة والفضيلة العتيدة موجودة فى كل مكان وزمان. كذلك مجتمعات الفصام الأخلاقى والحول السلوكى سمة من سمات البشرية. ولا ننسى أيضاً المثل الشعبى العبقرى القائل «من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله». وبين هذه المجتمعات من مضت عليه عقود وهو على هذه الحال، فلم يعد يرى فى التناقض بين ما يرفعه من شعارات وما يقترفه من أعمال تناقضاً مزعجاً أو نفاقاً مؤلماً، بل أسلوب متطابق و«هذا ما وجدنا عليه آباءنا».

وجدنا آباءنا مهما بلغوا من رقة حال يقترضون المال ويستدينون من أجل أن إتمام زيجة البنت وشراء النيش وملأه بما لا ينفع ولا يستخدم بل يضر الجيب والميزانية لسنوات مقبلة. ووجدنا أمهاتنا يحررن «وصل أمانة» بأموال يعجزن عن سدادها لشراء موبايل حديث أو غسالة فول أوتوماتيك أو طقم الصينى الـ1200 قطعة ثم يتم حبسهن ثم نجمع الأموال من دافعى الضرائب والمقتدرين لفك كربتهن وليس تطهير وتعقيم وعيهن وفكرهن.

وهناك الفكر الذى هبط علينا بكل قوة وشراسة خلال العقود الخمسة الماضية، وتسلل إلينا ليحول الكائن الأنثوى إلى مشروع دعارة ودعوة للفسق والفجور لحين إشعار آخر. المجتمع الذى كان يعتبر سامية جمال أميرة فى مجالها وهدى سلطان ملكة فى غنائها وفاتن حمامة أسطورة فى تمثيلها بات يعتبر الرقص والغناء والتمثيل رجساً وفسقاً وفجوراً. المجتمع الذى يعتبر ميركل نموذجاً فذاً للقيادة والسياسة والتقدم ينهنه ويبرطم حين تلوح فى أفقه سيدة ناجحة فى عمل قيادى أو منصب بارز لأن «الحريم مكانهن البيت» فى العام العشرين من الألفية الثالثة. والفصام الفكرى لا آخر له والحَول العقائدى لا قيد له.

وأحدث ما نتابعه من مظاهر الفصام ما يجرى فى قضية حنين حسام ابنة الـ19 عاماً. المجتمع الذى يعرف جيداً أن التحرش بالنساء بات منظومة راسخة، وأن مقاييس الأيزو الواردة إلينا عبر الحدود فى غلاف دينى باتت بطاقة مرور الأنثى المصرية إلى عالم القبول المجتمعى أو الرفض- انتفض وكأنه فوجئ بأن حنين حسام هى أول فتاة مصرية مسلمة «ملتزمة» تقوم بتصوير مقاطع تخلط بين الممنوع والمسموح «مجتمعياً». هناك الآلاف من الفتيات يتعاملن مع مواقع التواصل الاجتماعى، القديم منها والحديث من المنطلق نفسه الذى تعاملت به حنين.

ولن ندخل فى جدلية «هل من حق الفتاة المصرية أن تجاهر عبر مواقع التواصل الاجتماعى بما تفكر فيه أم أنها فى أمان طالما احتفظت به لنفسها ولأصدقائها وصديقاتها فقط أى بعيداً عن أعين المجتمع المتلصصة؟»، ولكن لنا أن ندخل فى جدليات أخرى: حنين اعتبرت أن الغطاء الذى تضعه على رأسها الدليل الأوحد والبرهان الدامغ على أنها «فتاة محترمة»، وهو ما يؤكد لنا للمرة المليون أن المظهر المتدين هو ما يعنى الملايين وليس الجوهر. وللجدلية بقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حنين والحَوَل المجتمعى حنين والحَوَل المجتمعى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 00:46 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يهدد بضربة عسكرية ضد طهران ويطالب حماس بنزع السلاح
  مصر اليوم - ترامب يهدد بضربة عسكرية ضد طهران ويطالب حماس بنزع السلاح

GMT 15:46 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

انخفاض جماعي في أسعار المعادن والفضة تهوي لأقل من 80 دولارًا
  مصر اليوم - انخفاض جماعي في أسعار المعادن والفضة تهوي لأقل من 80 دولارًا

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 09:35 2025 الأحد ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 12:36 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

زهير مراد يستوحي تصاميم الخريف من عالم الأساطير

GMT 05:47 2022 الإثنين ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فيرستابين بطلا لجائزة المكسيك الكبرى للفورمولا 1

GMT 03:43 2021 السبت ,01 أيار / مايو

تامر حسني يطرح بوستر فيلم ”مش أنا”

GMT 03:30 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع يغادر إلى البرتغال لدعم علاقات التعاون العسكري

GMT 09:04 2020 الإثنين ,27 إبريل / نيسان

تعرف على مواعيد قطارات السكة الحديد الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt