توقيت القاهرة المحلي 13:17:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المصريون والذكاء الاصطناعي

  مصر اليوم -

المصريون والذكاء الاصطناعي

بقلم : مي عزام

 أتابع بشغف أفلام الخيال العلمى الهوليوودية، والتى يغلب عليها وجود الروبوت والذكاء الاصطناعى، وكنت أعتبرها خيال فنانين استطاعوا أن يجسدوه عبر التقدم التقنى المذهل فى المؤثرات الخاصة واستخدام الكمبيوتر فى صنع مشاهد تبدو واقعية للغاية، ولكن منذ سنوات قليلة تبين لى أننى أشاهد المستقبل قبل أوانه وكأننى أنظر من خلال البلورة المسحورة. العالم مشغول بالحديث عن الذكاء الاصطناعى وما سيحدثه من تطور مذهل ودخولنا عصر الأتمتة. الدول المتقدمة تعقد المؤتمرات والندوات لمناقشة هذه الثورة العلمية التى ستغير وجه العالم، والذى انقسم حولها العلماء، فمنهم من يعتبر الذكاء الاصطناعى أهم اختراع للإنسان منذ وجوده على كوكب الأرض، وأن تطبيقه سيوفر الوقت والجهد وسيجد حلولا للمشاكل الإنسانية ليجد الناس وقتا للاستمتاع بالحياة، والبعض الآخر يراه الخطر الأكبر الذى سيهدد الإنسانية، ولقد حذر منه العالم الفيزيائى ستيفن هوكنج الذى يجد أن التنمية البشرية للذكاء الاصطناعى سيؤدى إلى تفوق الآلة على البشر فى النهاية.

(2)

الذكاء الاصطناعى سيحل محل البشر فى الكثير من المجالات بعد سنوات قليلة، دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعتي أوكسفورد البريطانية وييل الأمريكية كشفت أن هناك احتمالًا بنسبة 50% بأن يتفوق الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري في جميع المجالات خلال 50 عاما، ومن المتوقع أن يكون قادرًا على تولي كافة الوظائف البشرية خلال قرن من الآن. ووفقًا للدراسة فإن الآلات ستتفوق على البشر فى: ترجمة اللغات بحلول عام 2024، وقيادة عربات النقل بحلول عام 2027، والعمل فى المتاجر في 2031، وفي إجراء الجراحات بحلول عام 2053، الدراسة أشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي يحسن قدراته ويطور أدائه، الإنسان يحتاج لسنين للتعلم واتقان مهنة، فى حين أن الآلة لا تحتاج سوى سويعات للتعلم وإتقان عملها دون أخطاء.

(3)

كيف سيواجه الإنسان الذكاء الاصطناعى الذى اخترعه ؟، الفرنسى لوران ألكسندر طبيب متخصص في جراحة الأعصاب، يكتب فى الصحف والدوريات، نشر كتابا بعنوان: «حرب الذكاءات، الذكاء الاصطناعي في مواجهة الذكاء البشري»، من بين فصوله ، تحدث عن التعليم المستقبلى ودوره، يرى الكاتب أن التعليم اليوم يهيئ الطلاب لمهن وأعمال كانت موجودة في القرن الماضى ولا يهيئهم لعالم الغد. وهذه المدارس لن تكون قادرة على إعدادهم لسوق عمل تنافسية في مواجهة الذكاء الصناعي، الذي سيكون سائدًا حين يدخلون سوق العمل مع حلول منتصف القرن الحالى. أنه يطرح أفكارا لا تخطر ببالنا ولا نناقشها فى مصر فمازلنا فى مرحلة الأمية التعليمية.

(4)

يقول لوران ألكسندر فى كتابه إن غالبية الدراسات الحالية تعد الطالب لمهن ترتبط بالبرمجة والمحاسبة وما شابه ذلك، لكن هذه المهن ستختفي في وقت قريب بفضل الآلات الذكية، وهو ما يتطلب من المؤسسة التعليمية إعداد الطلاب لمهن لا تستحوذ الآلات عليها ولا تتفوق فيها، ويعتقد الكاتب أن على المدرسة أن تعلم الطلاب كيف يستخدمون عقولهم البيولوجية لمنافسة الذكاء الاصطناعي وأداء دور مكمل له.

ويطرح الطبيب الفرنسي اقتراحات تبدو مفيدة ومنها تعليم الأطفال تعدد الاختصاصات، وتعليم الكبار الانفتاح على التطورات التكنولوجية، لمساعدتهم على مواكبتها، والتركيز على المهن، التي لا يمكن للآلة أن تحل فيها محل العقل البشري والتى تحتاج إلى مشاعر وحس إنساني مثل العلاج النفسى، الفنون، دراسة التاريخ والآداب.. إلخ، وأهم شىء يركز عليه الكاتب أن تحث المدرسة التلاميذ على القراءة الموسوعية، فالمعارف العامة ستكون مفيدة جدا لمنافسة الذكاء الاصطناعى المبرمج على تخصص محدد.

(5)

هوليوود صاحب السبق والفضل فى تحويل فكرة الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته إلى واقع عبر أفلام مرتفعة التكلفة قامت بإنتاجها، وارتكزت فيها على أبحاث العلماء ومشروعات المستقبل.

فيلم اليزيوم (النعيم أو الجنة) إنتاج 2013 يتعرض لمستقبل الإنسانية، وكيف سيتم تقسيم البشر إلى فئتين: أسياد يعيشون فى النعيم فى الفضاء، وعبيد يعيشون أوضاعا مزرية على كوكب الأرض حيث يفتك بهم الفقر والمرض، ودورهم ينحصر فى العمل فى مصانع الأسياد، يديرهم ويراقبهم ويعاقبهم، ماكينات ليس لها قلب ولا تعرف استثناءات، بعد مشاهدتى الفيلم شعرت بغصة، وسألت نفسى: فى أى فئة سيكون المصريين؟

(6)

لم نعتد التفكير فى المستقبل أو حتى تخيله، فنحن غارقون فى الماضى والحاضر على أكثر تقدير، وسأحاول أن أكون واقعية وأعرض مقترحا لن يكلف الدولة شيئا، وهو أن تحرص الدولة أن يكون فى خريطة البرامج فى كل القنوات المصرية، ومعظمها الآن تابع للدولة، علمية وثقافية.. لعلنا نفوز بأضعف الإيمان، أن لم نشارك فى صنع المستقبل، فعلى الأقل نكون على دراية به حتى لا يفاجئنا الأمر، مثلما حدث فى حملة نابليون على مصر، حين حاربنا بالسيوف واستخدم الفرنسيون البنادق والمدافع.

نقلا عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصريون والذكاء الاصطناعي المصريون والذكاء الاصطناعي



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt