توقيت القاهرة المحلي 02:31:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -
الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال
أخبار عاجلة

وجع المصريين

  مصر اليوم -

وجع المصريين

بقلم : مي عزام

(1)

كثيرة هي الأخبار التي نتابعها، قليل منها يستحق التأمل والدراسة لأنه مرتبط بمسار المجتمع وغاياته، في الأسبوع الماضى كان هناك خبران من هذه النوعية أحدهما عن أم تعذب ابنتها بالنار لتأديبها ومنعها من نقل أخبارها إلى أهل والدها، والآخر عن زوجة مغنٍّ شعبى ألقت بطفليها في بئر سلم العمارة التي تسكنها لأن الزوج لا ينفق عليهم ولا يريد الاعتراف بطفله الأخير. هذه الأحداث المؤلمة تتكرر كثيرا مؤخرا وتمثل وجعًا للمصريين.

(2)

ماذا نفعل بعدها؟

لا شىء، المجتمع المصرى يغسل يديه من هذه الحوادث بتعامله معها على أنها حوادث فردية وليست ظاهرة، وأن أولئك النسوة لا تستحق أي منهن لقب «أم»، فقلوبهن نزعت منها الرحمة.

لا أحد يفكر في دراسة حالتهن، لمعرفة الدوافع والضغوط التي أدت بهن إلى هذا السلوك الفظ المضاد للفطرة السليمة، معظم الحالات التي تصل إلى محاضر الشرطة تكون لأسر تعيش ظروفًا اقتصادية صعبة وغير مهيأة نفسيًا لاستقبال أطفال، لكن بحكم العادة وقلة الوعى تعتقد الزوجات أن إنجابهن لطفل يحقق لهن الاستقرار مع الزوج، وهو أمر أصبح محل شك كبير بمتابعة نسب الطلاق المتنامية، وينتهى الحال بالزوج، الذي يعجز عن الوفاء بمسؤوليات أسرته، بالهرب من منزل الزوجية تاركًا وراءه زوجة لا حول لها ولا قوة، لا تعمل وليس لديها حرفة تغنيها عن العوز، وتصبح الزوجة مسؤولة عن إعالة نفسها وأولادها ودفع الفواتير الشهرية، وعادة ما تكون أسرة الزوجة أيضا فقيرة، فلا يستطيع والداها مساعدتها أو استضافتها هي وأولادها. الضغوط قد تخرج الناس عن طبيعتهم، الفشل والإحباط يؤديان إلى خلل في السلوك، شحنات الغضب المكبوت غالبا ما يتم التنفيس عنها مع الضعفاء، وغالبًا ما يكونون أطفالاً، وخاصة الإناث منهم.

(3)

الطفل ليس مسؤولية والديه فقط، لكن جزء من هذه المسؤولية يتحملها المجتمع ومؤسسات الدولة. المجتمع المصرى فقد جزءا كبيرا من قيم التكافل الأسرى التي كانت تميزه، واكب ذلك تخلى الدولة عن دورها في تقديم الخدمات الأساسية بسعر مدعم، لم يعد أحد يريد أن يتحمل مسؤولية غيره، ونتيجة عدم الشعور بالأمان والاستقرار الاقتصادى، حدث تراكم كمى من الضغوط أدى إلى تغير نوعى وكيفى في الشخصية المصرية: رجالا ونساء.

(4)

مصر الدولة أدمنت التهاون مع الظواهر الاجتماعية، تتعامل معها بالقطعة وبأسلوب طفاية الحريق، دون التفكير في دراستها ووضع استراتيجية طويلة المدى للتعاطى معها ووضع حلول لها. الأمر فيما يخص الأسرة المصرية جد خطير، التباين بين المصريين يزداد وضوحا عاما بعد عام. المشتركات تقل والاختلافات تزيد، بدءا من التعليم الابتدائى المنقسم لحكومى وأزهرى وخاص ودولى. الاختلاف بين شخصية وسلوك الطفل المصرى البسيط وقرينه القادر- يكون بسبب الاختلاف بين المناهج التعليمية وأسلوب التدريس، بالإضافة إلى الظروف الأسرية. الطفل الفقير غالبا ما يتعرض للمهانة والقسوة والحرمان، في حين أن الأسر مستورة الحال والميسورة والثرية تحاول بكل طاقتها خدمة أطفالها وتوفير احتياجاتهم الأساسية والترفيهية، وربما ذلك يؤدى لعدم اعتماد هؤلاء الأطفال على أنفسهم مستقبلا.

(5)

أغلب الأسر المصرية فقدت معايير التربية الرشيدة، والإعلام للأسف ليس له دور في إبراز مفاهيم الأسرة السوية وكيفية رعاية الأطفال. معظم برامج الأسرة موجهة للمرأة المتعلمة العاملة والأسر الميسورة، لا توجد برامج تخاطب المرأة المصرية البسيطة التي لا تقرأ ولا تكتب، تلك التي تعيش على هامش الحياة، ولا ننتبه لها إلا حين نقرأ عنها في صفحة الحوادث ونندهش من سلوكها الفظ.

التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، نتعلم في طفولتنا النظافة، السلوك المهذب، العطاء وحب الخير، نتعلمها كما نتعلم التحرش، البذاءة، العنف، عدم احترام الآخر وحتى الإرهاب.

ما يحدث في مجتمعنا من ظواهر لا نرضى عنه مسؤوليتنا جميعا وفى المقدمة الحكومة، ولن ينصلح حال مصر إلا إذا انصلح حال المصرى، وصلاحه يبدأ من الأسرة وخاصة سلوك الأم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجع المصريين وجع المصريين



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 14:44 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
  مصر اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا يوان منغ من جديد في الصين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt