توقيت القاهرة المحلي 02:51:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدور المصري في ليبيا

  مصر اليوم -

الدور المصري في ليبيا

بقلم : مي عزام

(1)

الصراع فى ليبيا بدأ منذ مقتل القذافى وتدخل الناتو، والفرق بين سوريا وليبيا كبير، رغم أن كلتيهما كانت مسرحا للصراع الأهلى، فى سوريا ظل هناك عمود فقرى للدولة ممثلا فى نظام بشار الأسد، أما ليبيا فلقد انفرط عقدها، فلم تكن من الأصل دولة مؤسسات، كان القذافى يديرها وفق نظريته الخاصة بالحكم. تم نهب مخازن السلاح وأصبحت هناك مئات الميليشيات المسلحة، تمتلك ما يقرب من 30 مليون قطعة سلاح مختلفة النوع، السلطة توزعت بين حكومة الوفاق فى الغرب والجيش الوطنى بقيادة حفتر فى الشرق، لكن لا أحد منهما حسم المعارك لصالحه، وبينهما عدد من الميليشيات القوية مهيمنة على عدد من المدن الليبية المهمة، بالإضافة إلى تدخلات خارجية. حل الصراع الليبى ليس مطروحا على مائدة المفاوضات بل مجرد إدارته، فى ظل تحول ليبيا إلى سوق مفتوحة لتجارة السلاح والنفط والبشر والمخدرات، الصراع تحول إلى مصالح اقتصادية تحرص كل الأطراف على الإبقاء عليها، كل القوى الفاعلة على الأرض مستفيدة من استمرار حالة التشظى والسيولة.

(2)

هل يمكن لمصر أن تتعامل مع الملف الليبى كما تتعامل الدول الأخرى المتواجدة على الساحة الليبية؟ مثلها مثل فرنسا، إيطاليا، السعودية، الإمارات، قطر، روسيا، وتركيا، الإجابة: لا حاسمة. ليبيا تمثل لمصر قضية أمن قومى وليست ساحة نفوذ وجمع غنائم أو تحقيق مصالح. حدودنا مع ليبيا تمتد بطول 1049 كم، اهتمام مصر بالملف الليبى يجب ألا يقل عن انخراط تركيا فى الشأن السورى بغرض تأمين حدودها وأمنها القومى، وموقف السعودية من الحرب فى اليمن.

(٣)

كان يجب على مصر أن تتدخل مبكرا وبكل ثقلها فى ليبيا، الدكتور محمود جبريل، رئيس وزراء ليبيا الأسبق، صرح مرارا بأنه حضر إلى مصر بعد انتفاضة 2011، وقابل وزير الدفاع وقتها المشير طنطاوى، وألح على ضرورة وجود مصر فى المشهد الليبى مبكراً، وذكر له أن غياب مصر والجزائر كدولتين كل منهما تمثل قطباً فى شمال إفريقيا سيؤدى إلى أن دولاً صغيرة هى التى ستشكل المشهد الليبى مستقبلاً، مما قد يؤثر على الأمن القومى المصرى، وكان رد المشير أنه لا يريد أن يتدخل، وحدث ما تنبأ به جبريل.

(٤)

يجب ألّا نسمح بأن تفوت على مصر بعد ذلك فرصة لتأكيد دورها الريادى فى محيطها، وبدلًا من أن تصبح الوسيط الأول واللاعب الرئيسى فى الصراع الليبى، تصبح مجرد طرف ضمن أطراف كثيرة تتصارع على الساحة الليبية، وأخاف من اليوم الذى تصبح فيه مصر وكل الدول العربية مُستبعَدة حين يتم التفاوض على مستقبل ليبيا، مثلما حدث فى سوريا.

(٥)

ما فات قد مات، لكن علينا أن نتعلم مما فاتنا، وأن يتم التخطيط لاستراتيجية مصر الخارجية لتمكينها من أداء دورها الريادى، انكماش مصر داخل حدودها خسارة كبيرة، مصر عليها أن تتعامل مع التحديات فى ليبيا والسودان وملف سد النهضة طبقا لهذا المفهوم، مع الأخذ فى الاعتبار مراجعة التحالفات المصرية- العربية- الإقليمية- الدولية، فى ظل المتغيرات المتلاحقة، وأن نستعد بخطة رئيسية وخطط بديلة، الحروب القادمة ستكون على فتح الأسواق والوصول إلى منابع الماء والموانئ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدور المصري في ليبيا الدور المصري في ليبيا



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:11 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

مدافع الأهلي ياسر إبراهيم يحتفل ببطولاته مع الفريق المصري

GMT 23:17 2020 الإثنين ,07 أيلول / سبتمبر

مؤشرا البحرين العام والإسلامي يقفلان على ارتفاع

GMT 01:16 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

مجد القاسم يطرح أحدث أغنياته الجديدة "أنا نادم" ‏

GMT 06:08 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

شريف إكرامي يرد على مدحت العدل

GMT 01:32 2020 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

فايلر طلب من مسؤلي الأهلي تأجيل قمة الدوري المصري

GMT 00:35 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

شيرين رضا أناقة ما بعد الخمسين بأسلوب بنات العشرين

GMT 20:29 2019 الجمعة ,05 تموز / يوليو

ننشر الأسعار الجديدة لتذاكر النقل العام

GMT 23:41 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مؤشر سوق مسقط يغلق منخفضًا الثلاثاء

GMT 09:52 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

إلينا سانكو تفوز بلقب "ملكة جمال روسيا" لعام 2019
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon