توقيت القاهرة المحلي 09:39:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

الخيزران.. زراعة الخيال وصناعة الأمل

  مصر اليوم -

الخيزران زراعة الخيال وصناعة الأمل

بقلم : مي عزام

(1)

بعد جائحة كورونا، بدأت الناس تعيد مشاهدة الأفلام، التى تناولت الأوبئة، وعرضت سيناريوهات قريبة جدا مما نحن فيه، وكان فيلم Contagion المنتج عام 2011 أحدها، البعض اعتبره محاكاة تفصيلية للواقع الآنى.

رغم أن هذا الفيلم لا يعد من أفلام الخيال العلمي، فإنه جعل الناس يعيدون النظر فى هذا النوع من الأفلام لأنه يمكن أن يتحقق، مستقبلا، ما كان البشر يعتبره ضربا من ضروب الخيال منذ قرون، فيمكن أن يتحقق ما هو أكثر منه والقادم أعظم. الخيال يسبق الواقع ويؤسس له، كل الاكتشافات والاختراعات العلمية كانت خيالا وحلما عصيا، الفرق بين العبقرى والمجنون، وكلاهما صاحب خيال جامح، هو قدرة الأول على تنفيذ خياله وحلمه.

(2)

كل الحضارات القديمة نسجت أساطير يختلط فيها الواقع بالخيال، فسر من خلالها أسلافنا كيف خلق العالم والظواهر الطبيعية من شروق وغروب، مد وجزر، أمطار وفيضانات، أعاصير وزلازل وبراكين، خصوبة ونماء وجدب، مرض وموت.. إلخ، وجعلوا لكل ظاهرة ربا يتلاءم شكله وصفاته مع وظيفته، هذه الأساطير جزء من التراث الإنسانى وقريبة من عالم «مارفل» وشخوصه الخارقة، ألا يذكرنا «سوبرمان» ب«هرقل»، «ألف ليلة وليلة» بعوالمها السحرية، التى يمتزج فيها الإنس والجن والسحرة والمنبوذون، وتتسع قصصها لشتى أنواع البشر، بما فيهم من خصال خير وشر، ألا تتفوق على «سيد الخواتم» و«هارى بوتر» و«حرب النجوم»، ألم تسبق «كليلة ودمنة» فكرة المعلم «سبلينتر» فى كومكس سلاحف النينجا، متى انطفأت جذوة الخيال من منطقتنا، ولماذا أصبحت هوليوود أيقونة الخيال فى عصرنا، جامعة الأساطير وصاحبة النبوءة؟

لأن أمريكا، الدولة الأقوى والأعظم علميا حتى الآن، أرض الأحلام حيث ينمو الخيال بلا قيود، وشركات هوليوود تملك إمكانيات مادية ضخمة تمكنها من الاستعانة بأحدث التقنيات العلمية، حتى تحول الشطحات الخيالية إلى شريط سينمائى يبهر العالم ويتابعه بشغف ويتعاطف مع أبطاله، وكأنهم بشر من لحم ودم.

صناعة الخيال صناعة ضخمة ومربحة للغاية، وممتعة، وتأثيرها قوى جدا على الوعى الجمعى لشعوب الأرض فى عصر العولمة، وهى جزء من القوى الناعمة للدول التى تنتجها بحرفية وإتقان، ويمكن عن طريقها تغيير الصورة الذهنية لهذه الدول، كما فعلت اليابان مع «الأنيمي» الصور المتحركة. أفلام نهاية العالم وفناء الحضارة التى نعرفها يمكن أن نعتبرها جرس إنذار ونبوءات من أصحاب البصيرة.

(3)

نبات الخيزران «البامبو» نموه يحاكى الخيال، فهو يظل مختفيا تحت الأرض لمدة قد تمتد لـ5 سنوات، تنمو أثناءها الجذور وتتشابك حتى تصبح فى قوة الخرسانة المسلحة حتى تستطيع أن تثبت النبات، الذى يصل طوله إلى 37 مترا، سنوات الخفاء يتبعها نمو سريع ومذهل، حيث يخترق الخيزران التربة بقوة، ويصل نموه فى اليوم الواحد إلى حوالى المتر. النبات ينتج كميات وفيرة من الأكسجين، ويستهلك كميات كبيرة من ثانى أكسيد الكربون، فهو منظف للبيئة من التلوث، وله استخدامات حياتية شتى، تماما مثل الخيال.

(4)

مصر، ومنذ زمن طال أمده، تربة لا تصلح لزراعة الخيال، ومن ثم صناعته. مفهوم الخيال عندنا غامض ومريب، يعتبره البعض الباب رقم 40 المحرم فتحه، مثل صندوق باندورا، حين تسأل مصريا عن حلمه وخياله عن المستقبل ستكون الإجابة واقعية جدا مع بعض التحسينات. الكل يتحدث عن حلول من خارج الصندوق لمشاكلنا المزمنة، ولا أعرف كيف نتوقع مثل هذه الحلول، ونحن لا نشجع أفراد المجتمع على الخيال ونسمح بالاختلاف ونجيز كسر الأنماط والتعريفات المعوقة. نسجن الخيال ونضع عليه ألف رقيب: عادات ومفاهيم وقوانين لا تصلح لعصرنا، ولا تتوافق مع الفهم الرشيد للحياة. ندور منذ عقود فى دوائر مغلقة، نسير طويلا ونعود إلى نقطة البداية، حرصت الأنظمة المختلفة على استمرار حالة «الجمود» التى نعيشها على اعتبار أنها مرادف ل«الاستقرار»، لكن هناك فرق كبير بينهما، الجمود ركود ينتهى بالتحلل والموات، أما الاستقرار فهو محفز لتطور الحياة. ويبقى سؤال: لماذا لا نجعل جائحة كورونا فرصة للتفكير فى زراعة الخيال وصناعة الأمل.

ektebly@hot mail.com

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخيزران زراعة الخيال وصناعة الأمل الخيزران زراعة الخيال وصناعة الأمل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:51 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
  مصر اليوم - تقرير يكشف أنغروك يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 23:59 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

هرمون الإستروجين والبروجسترون يؤثران على اللوزة الدماغية

GMT 10:54 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 22:58 2020 الخميس ,16 تموز / يوليو

إطلالة جذابة لـ هند صبري عبر إنستجرام

GMT 00:37 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ديكورات خارجية لمتعة الصيف حول المسابح

GMT 22:24 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

باريس سان جيرمان يهزم غامبا أوساكا بسداسية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt