توقيت القاهرة المحلي 23:55:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تجديد الخطاب السياسى.. نعم نستطيع

  مصر اليوم -

تجديد الخطاب السياسى نعم نستطيع

بقلم : مي عزام


(1)

انشغل الرأى العام المصرى أيامًا بالحوار الذي تم بين شيخ الأزهر ورئيس جامعة القاهرة في مؤتمر تجديد الخطاب الدينى، وانقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض لكل طرف من أطراف المناقشة، ودون الخوض في هذا الموضوع، فأنا هنا بصدد الحديث عن مفهوم التجديد والإصلاح، الذي أعتقد أنه يشغل بال الشارع المصرى، فهو يتردد كثيرا في الإعلام دون رؤية واضحة للمستهدف منه، وهو ما يجعلنى أقترح فكرة تنظيم مؤتمر «تجديد الخطاب السياسى»، وهو أمر طال انتظاره، يجمع بين رؤساء الأحزاب السياسية والشخصيات العامة المهمومة بالشأن العام ونشطاء سياسيين من غير المنضمين للأحزاب وكتاب وإعلاميين وباحثين سياسيين وعدد من مؤسسات المجتمع المدنى المعنية، ومن ترى الدولة وجوده ضروريا من أجهزة معاونة ليشاركوا في تأسيس رؤية التجديد.

(2)

مصر في مرحلة بناء، والبناء لا يقتصر على تشييد المدن والجسور والطرق، ولكن يتسع لبناء مفاهيم واضحة للحكم والإدارة والممارسة السياسية، خاصة أننا مقبلون على انتخابات مجلسى النواب والشيوخ، ولم يتم حتى الآن إقرار النظام الانتخابى، وهل سيكون بالقوائم المطلقة أم بالقوائم النسبية، وفى عجالة فإن القوائم المطلقة تعتمد على فوز القائمة التي تحصل على 51% من الأصوات بكاملها، وتتجاهل كافة القوى الأخرى التي حصلت على 49% من الأصوات، معنى ذلك أن تشكيل البرلمان لو تم بالقائمة المطلقة وتجاهل نظام القائمة النسبية فسيكون من حزب أو قوى سياسية ذات توجه واحد، وسيخلو من معارضين لهذا التوجه، وبذلك ننسف فلسفة وجود مجلس نيابى من الأساس، وهذا لن يؤدى إلى أي إصلاح سياسى أو يسمح بنقلة في تفعيل الممارسة الديمقراطية.

(3)

القيادة السياسية تسعى لبناء صورة ذهنية جديدة للبلاد: مصر القوية المستقرة القادرة على إقامة مشاريع عملاقة، صاحبة المكانة والريادة في محيطها العربى والإفريقى والإقليمى، المنفتحة على العالم شرقا وغربا، والتى تحترم القانون الدولى وتسعى إلى التحديث والتنمية، وكلها توجهات إيجابية لا يختلف عليها أحد، لكن الصورة الذهنية لابد لها من تبنى قيم ومبادئ أخلاقية يتم الترويج لها داخليا وتصديرها للخارج لتكون جزءًا من قوة مصر الناعمة. مصر بحاجة لتبنى قيم ومبادئ تصبح أهدافًا في المرحلة المقبلة، الاصطفاف يتم حول أهداف وقيم وقضايا عادلة، على رأس هذه القيم تأتى: محاربة الفساد، حرية التعبير، العدل وتكافؤ الفرص، والإصلاح السياسى الحقيقى الذي يتيح انتخابات نيابية نزيهة تقف فيها الدولة المصرية بكل مؤسساتها عند مسافة واحدة من جميع الأحزاب والأشخاص، سواء من الداعمين للنظام أو المعارضين له، لأن الجميع في النهاية مصريون يعيشون تحت سماء وطن واحد، وتُطبق عليهم قوانين واحدة، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات.

(4)

حين تولى الرئيس السيسى الحكم في 2014، كان شاغله الشاغل الحفاظ على استقرار مصر وأمنها في ظل ظروف إقليمية ودولية صعبة، وتم تحقيق ذلك بفضل الله وكفاءة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، لكن الأمن يختلف عن الأمان، والأخير لن يتحقق إلا حين يشعر المصريون جميعا بأنهم مواطنون، وأنهم شركاء في صنع حلم مصر الجديدة.

هنا يصبح تجديد الخطاب السياسى ضرورة لا يمكن تأجيلها، والإصلاح السياسى واجبًا لا يمكن التغاضى عنه، شرط أن يجتمع الجميع حول مائدة مستديرة واحدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجديد الخطاب السياسى نعم نستطيع تجديد الخطاب السياسى نعم نستطيع



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon