توقيت القاهرة المحلي 01:54:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

موعد سري مع محمود درويش

  مصر اليوم -

موعد سري مع محمود درويش

بقلم - مي عزام

(1)تمر اليوم 77 سنة على ميلاد الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، ماذا يمكن أن نكتب عن درويش في ذكرى ميلادٍ لم يعترف به، لأنه لم يكن يريد أن يعترف بموته؟، ماذا يمكن أن تضيف الكلمات لمتنبي العصر.. لديوان الوجدان العربي.. لشاعر المقاومة بالوردة والصرخة والبندقية؟، كيف نكتب عن الغائب وهو لا يزال بيننا يتنفّس شعرًا وألمًا وحلمًا؟، كيف ننتهي من سيرته في كلمات ونحن لا نزال نبحث في قصائده عن أسئلة لم يأتِ بعدُ أوان إجابتها: الحنين إلى خبز أمه، الإصرار على أن يكون ما يريد، مذاق قهوته الصباحية التي كان يحرص على أن يعدّها بنفسه، كيف كان يشعر حين يسجّل بالقلم الحبر الأزرق شعرًا أحمر بلون الدماء المتجددة التي تجاري الزمن تدفقا وقوة، كيف كان قلبه المريض يحتمل كل هذا الألم وكل هذا الحب؟

(2)

درويش لم يكن يحب أن يخوض في الحديث عن حياته الخاصة، فهو راهب في محراب القدس، فلسطين أمله وفلسطين ألمه.

قال عن نفسه يومًا: أنا من مواليد برج الحوت، وهو برج متقلّب.. عشت قصص حب كثيرة، لكننى لم أعِش قصة حب كبيرة، هكذا مولود برج الحوت: شغوف، عاطفى، الحب في حياته كماء البحر، فالحوت مائى لا يعيش من دون بحر، ومن دون حب ولو في الخيال، وهذا البرج العاشق لا يحب مرّة ولا مرّتين، بل مرات، وفى كل مرة يكون مخلصًا للحب لا للحبيب، لكن هل كان درويش بالفعل عاشقًا سيئ الحظ كما وصف نفسه يومًا؟ أم كان محظوظًا لكثرة ما عرف من الحب؟.. هل عرف الحب يومًا أم أنه كان يبحث عن حب مثل حب أمه «حورية» ولم يجد؟ لا أحد يختار الوقوع في الحب ولا أحد يختار فراق الحبيب، الحياة علّمت درويش أن قدره أن يمضى وحيدًا رغم كل هذا الحب الذي أحاط به منذ شبابه المبكر وحتى وفاته.

(3)

الحديث عن الحب في حياة درويش لا ينتهى.. فما أروع ما تركه لنا من قصائد حب بدأها مع «أجمل حب» وختمها مع «كمقهى صغير هو الحب»، وهى إحدى قصائد ديوانه «كزهر اللوز أو أبعد»، لقد صدق درويش كثيرًا حين قال إنه أحب كثيرًا، ولكنه كذب دون قصد حين قال إنه لم يكن في حياته حب كبير، الحب الكبير في حياة درويش كان حبّه لدرويش وإخلاصه لشعره، فاستمعوا إليه وهو يتحدّث عن مواعيده السرية:

«أوصدت البابَ ووضعتُ المفتاحَ في جيبى. أغلقتُ النوافذ وأسدلت الستائر. مسحتُ الغبار عن المرآة والمنضدة ونظارتى، وشذّبت زهور المزهرية، واخترتُ ليليات شوبان، ونزعت سلك الهاتف لئلّا تحرجنى صديقتى بسؤال عما أفعله الليلة. فكيف أقول لها إنى على موعد سرّى مع نفسى؟ هجستُ بأن الليل، كالعالم، لم يعد مكانًا آمنًا… وانتظرت بلا قلق موعدى. صببتُ نبيذًا أحمر في كأسين. وفكّرتُ بلا تركيز في ما سأقول لزائرتى- نفسى. وحدستُ بطريقتها الخاصة في تعريتى ونزع أقنعتى، وبسؤالها الساخر: منذ متى لم نلتقِ؟ سأقول لها: منذ امتلأتِ بى وامتلأتُ بك، ولجأتِ إلى صورتى عنك، ولجأتُ إلى صورتك عنى. ستسألنى: لماذا إذن لم تنسَ أن تنسانى؟ سأقول لها: لئلا تسرقنى المصادفات من الممكنات في طريقى إلى مجهولك. ستقول لى: لا أفهمك. سأقول: ولا أنا. لم يعد العالم مكانًا آمنًا، أحتاج إليك خلاصا... لماذا تأخرتِ عن الموعد؟ ستسألنى: أي موعد؟ سأقول لها: هذا الموعد- هل نسيتِ؟ لكننى لا أسمع جوابًا، وأتطلع إلى كأسها فلا أجدها. شربت كأسى وثملت وقلت: أنا وحدى في ثيابى. أعدتُ تشغيل الهاتف واتصلت بصديقتى متوسلًا: تعالى إلىَّ. فقالت: لا أستطيع الخروج من البيت، لأننى على موعد سرّىّ مع… نفسى!»

مقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موعد سري مع محمود درويش موعد سري مع محمود درويش



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:51 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
  مصر اليوم - تقرير يكشف أنغروك يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 23:59 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

هرمون الإستروجين والبروجسترون يؤثران على اللوزة الدماغية

GMT 10:54 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 22:58 2020 الخميس ,16 تموز / يوليو

إطلالة جذابة لـ هند صبري عبر إنستجرام

GMT 00:37 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ديكورات خارجية لمتعة الصيف حول المسابح

GMT 22:24 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

باريس سان جيرمان يهزم غامبا أوساكا بسداسية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt