توقيت القاهرة المحلي 23:49:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

ذاكرة الشعوب وميراث الغضب

  مصر اليوم -

ذاكرة الشعوب وميراث الغضب

بقلم : مي عزام

(1)

الحواس الخمس معروفة: السمع والبصر والشم والتذوق واللمس وكلها محدود بأفق، يتشارك معنا فيها كائنات لا سبيل لحصرها، بل قد يتميز بعضها عنا فى بعضها، لكن هناك هبة خص الله بها بنى آدم دون غيره من الكائنات وهى: الخيال... الذى يتعدى حدود الزمان والمكان.. يستدعى كل حواسك دون أى عوائق أو حدود، والخيال مرتبط بالذاكرة، وهى التى تحمل شفرة كينونتك وهويتك وبدونها تصبح صفحة بيضاء بلا ملامح، لا ماضٍ ولا مستقبل، وهو ما يحدث مع مرضى الزهايمر.

(2)

المجتمعات الإنسانية فى مراحل تطورها، اخترعت أدوات لتحسين الحياة، وأسلحة تدافع بها عن نفسها، هذه الأدوات كانت اختراعات مذهلة فى حينها، ميزت من امتلكها، وحققت له تفوقا على الآخرين، وأصبح صاحب حضارة مستحقا للسيادة. الآف السنين مرت على الإنسانية، تطورت فيها الحضارة الإنسانية بفضل العلم والخيال والإبداع ولكن ذاكرته ما زالت تحمل شفرة المجتمعات البدائية الأولى. الدول العظمى ما زالت تعيش بخيال وذاكرة الأسلاف، مستخدمة قوتها الغاشمة والاختراعات العلمية الحديثة لإخضاع المجتمعات الأقل قوة وتحضرا، تتعامل معها باستعلاء، تهينها وتستبيح ثرواتها وتنتهك حقوقها، وتتناسى أن التفوق الحضارى ليس ميراثا أو احتكارا لكن استحقاقا يذهب لمن يمتلك أدواته وقيمه وهذا يتغير بين حين وآخر على مدار التاريخ.

(3)

الذاكرة حاضرة عند المنتصر والمهزوم، الصراعات الجديدة تجر ذيول الخيبة، الماضى يجلس معنا على طاولة الطعام والمفاوضات، على سبيل المثال لا الحصر: الصين، كوريا الجنوبية واليابان، من أهم اقتصاديات دول الشرق الأقصى ولها علاقات متشابكة ومعقدة، فمازالت الصين وكوريا تحملان مشاعر سلبية تجاه اليابان، بسبب غزو الجيش اليابانى للبلدين والوحشية التى رافقت الاحتلال، وثقت السينما الصينية والكورية هذا، فى العديد من الأفلام الحديثة أتذكر منها:

The Flowers of War(2011)

The Battleship Island (2017)

السينما الصينية والكورية حرصت على أن تبقى ذاكرة الألم حية حتى لا تنسى الأجيال الجديدة جرائم الجنود اليابانيين فى حق بلادهم والمذلة التى صاحبت ذلك. العلاقة التى تبدو استراتيجية ومتينة بين اليابان والولايات المتحدة، تخفى تحتها شرارة القومية اليابانية الجريحة، الغبار النووى واستسلام الإمبراطور ما زالا عالقين فى ذاكرة شعب الساموراى، العلاقة المتوترة بين الصين وأمريكا ليست نتاج التنافس الاقتصادى فقط، الصين لم تشف من حرب الأفيون، التوتر التركى- اليونانى، ليس وليد الصراع على غاز شرق المتوسط، لكنه يعود لعصر محمد الفاتح وسقوط القسطنطينية ومعاهدة لوزان وانتهاء الإمبراطورية العثمانية، العلاقات الروسية الغربية تتعثر فوق أحجار سور برلين وسقوط الاتحاد السوفيتى، الصراعات والخلافات الآنية تحمل فى أحشائها بذور عفن الماضى وآثامه، رغم أن كل الدول التى ذكرتها، تجاوزت هزائمها وانتصب قامتها بعد الانكسار، وتنافس بقوة على المسرح الإقليمى والدولى.

(4)

هل هذا معناه أنه لا أمل فى تعافى الشعوب من آثار الحروب والصراعات القديمة؟ وهل مكتوب على الشعوب أن تظل سجينة ذكرياتها الحزينة وخيالها العابر للأزمنة؟، بالطبع لا، وهذا يختلف من شعب لآخر، هناك شعوب تستسلم للهزيمة الحضارية وتحاول التأقلم معها وتتماهى مع المنتصر وتتنازل عن هويتها لتحتمى بهويته، وهناك شعوب ترفض الهزيمة وتبعث من الرماد كطائر العنقاء، وهؤلاء يبحثون عن صيغة جديدة تشفى ندوب الماضى وجراحه.

(5)

أعتقد أن العلاج الشافى، هو التوصل إلى اتفاقيات تحترم الحقوق المغتصبة لتحقيق سلام حقيقى، وهذا لن يتحقق إلا بعد أن يقدم المعتدى اعتذارا مشفوعا بأفعال تؤكد عزمه على عدم تكرار أفعاله، كما فعلت ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية حين اعتذرت لضحايا النازية وقدمت تعويضات ضخمة وغيرت مناهج التعليم. وهذا يطبق مع الكيان الصهيونى، لو أراد سلاما وتطبيعا مع العرب، عليه أن يقدم اعتذارا عما بدر منه فى حق الشعوب العربية وفى مقدمتها الشعب الفلسطينى، وتأسيس دولة فلسطين على حدود ما قبل 67 والاعتراف بحق العودة غير ذلك هراء. أقول لمن يريد أن يمحو الذاكرة العربية، ويغتصب حلم البعث والتحرر، لو نجحتم لن تحصلوا إلا على مرضى زهايمر لا نفع منهم ولا رجاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذاكرة الشعوب وميراث الغضب ذاكرة الشعوب وميراث الغضب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 23:49 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

حصيلة لقاء بوتين ومودي في دلهي وما أسفر عنه من تفاهمات
  مصر اليوم - حصيلة لقاء بوتين ومودي في دلهي وما أسفر عنه من تفاهمات

GMT 18:51 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
  مصر اليوم - تقرير يكشف أنغروك يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt