توقيت القاهرة المحلي 18:05:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحن وعام الجائحة

  مصر اليوم -

نحن وعام الجائحة

بقلم : مي عزام

(1)

من الآن وحتى نهاية الشهر، ستبدأ فقرات نهاية العام المعتادة والأرشيفية حول أهم الأحداث العالمية فى العام المنتهى ولايته علينا، وكذلك الشخصيات صاحبة التأثير والإنجازات فيه. ولعل أفضل عنوان لعام 2020 هو عام الجائحة، فيروس كورونا كان الكائن الأصغر شأنًا والأكثر تأثيرًا على العالم خلال عامنا هذا، بحضوره الطاغى انتهك بضراوة معنى اليقين وضرب بقوة فكرة الإرادة الفردية فى حرية التنقل ووضع الخطط المستقبلية قريبة المدى، واجهنا بفشلنا فى حماية حياتنا، وأظهر لنا أن النظام العالمى ليس مستعدًّا لمعارك الحياة، لكنه مستعد ومتأهب لحروب الموت والدمار والفناء، الدول العظمى لديها خطط مسبقة فى حال حدوث حرب نووية أو تقليدية أو اختراق لأمنها القومى، لكن ليس لديها استراتيجية لمواجهة الأوبئة التى تعرض حياة الناس للخطر وتمنعهم من مواصلة حياتهم الطبيعية. هذا الفيروس غير المنظور ألقى بظلاله على أهم انتخابات فى العالم: الانتخابات الرئاسية الأمريكية، رد فعل الرئيس ترامب وإدارته لم يكن على مستوى توقع الداخل الأمريكى والخارج العالمى، وبدت الولايات المتحدة الأمريكية وهى الدولة الأقوى اقتصاديًّا وعسكريًّا عاجزة عن تأمين وتوفير الخدمات الصحية لمواطنيها فى بداية الجائحة ولم تكن قادرة على اتخاذ إجراءات وتدابير وقائية فعالة، مثلها مثل دول العالم الثالث.

(2)

تأثير كورونا على الاقتصاد العالمى كان مدمرًا، وستظل تداعياته حاضرة فى 2021، التجربة كانت قاسية للغاية، توقفت مصانع وشركات عن العمل تمامًا، قطاع الطيران والسياحة والترفيه تضرر بشدة، تم تسريح أعداد كبيرة من العاملين فى مختلف المجالات، نجت الشركات والمؤسسات التى استطاعت أن تقدم خدماتها للعملاء من خلال عمل موظفيها فى المنزل، وسيكون لذلك تأثير على وضع خطط التشغيل والتوظيف خلال السنوات القليلة القادمة، ما يحتاجه العالم ليس مجرد تغيير فى هيكل العمل والهرم الوظيفى، العالم يحتاج لإعادة النظر فى أهلية النظام الرأسمالى الحالى، وهل هو كاف لتحقيق طموحات عامة الناس فى حياة كريمة آمنة، أم أنه يزيد الفجوة كل عام بين الفقراء والأغنياء ويساعد على تراكم الثروة فى يد قلة قليلة من أثرياء العالم على حساب المليارات من البشر وهو وضع يعوق هذا الاقتصاد نفسه بعد فترة ويؤدى إلى عدم استقرار وقلاقل؟!.

(3)

هل تغير أداء الزعماء والحكومات فى ظل الجائحة؟ تابعنا كيف اختلفت ردود الفعل بين الدول، قدمت حكومات مساعدات عاجلة للشركات والمصانع المتعثرة وكذلك للمواطنين الذين فقدوا وظائفهم، وخففت الأعباء عن المواطنين، فى حين لم تقدم دول أخرى أى نوع من أنواع الدعم، بل حاولت أن تعوض الخسائر التى تكبدها الاقتصاد القومى بفرض المزيد من الضرائب على المواطنين ورفع أسعار الخدمات المقدمة لهم، وتوقف الأمر على قدرة اقتصاد الدول على تحمل الخسائر الاقتصادية وتراجع أرقام النمو، معظم الحكومات استدانت بسبب جائحة كورونا لتسد العجز بين الإيرادات المتراجعة والمصروفات المتزايدة، ردود أفعال الحكومات سيكون لها رد فعل فى أى انتخابات تجرى بعد جائحة كورونا كما حدث فى الولايات المتحدة الأمريكية، كان من المفترض أن يكون للجائحة تأثير على ملف الحقوق والحريات فى العالم، وأن يكون هناك تحسن كبير، فى زمن الجائحة عادة ترق المشاعر الإنسانية وتصبح أكثر رهافة تجاه الآخرين ومعاناتهم، لكن للأسف هذا لم يحدث.

(4)

السياسة الدولية لم تتأثر على الإطلاق بجائحة كورونا، منطقة الشرق الأوسط ما زالت ملتهبة بالنزاعات والصراعات ومحاولات فرض السيطرة، ثلاث قوى إقليمية غير عربية تتصارع فى المنطقة على المصالح والنفوذ ودوائر التأثير، والعرب عاجزون عن الفعل يبحثون بيأس عن راعٍ ينتشلهم من مأزقهم الوجودى وغربتهم فى أوطانهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن وعام الجائحة نحن وعام الجائحة



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 17:12 2022 الثلاثاء ,11 كانون الثاني / يناير

بدلات كلاسيكية مميّزة للرجل لمختلف المناسبات

GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 03:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

هند براشد تكشف عن مجموعة تصميماتها لصيف 2017

GMT 14:28 2022 الخميس ,25 آب / أغسطس

صورة البروفايل ودلالاتها

GMT 06:57 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة رانيا يوسف تنعي الفنان هيثم أحمد زكي

GMT 07:13 2018 الأحد ,01 إبريل / نيسان

سيلينا غوميز تخطف الأنظار بإطلالتها المميزة

GMT 11:54 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد في مواجهة قوية أمام الأسيوطي في كأس مصر

GMT 12:13 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ميدو يؤكّد أنّ مدبولي وقّع لدجلة قبل الانتقال إلى الزمالك

GMT 03:31 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

توقعات ماغي فرح لبرج الأفعى الصيني للعام 2021
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon