توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«بايدن» العجوز والحالمون بالتغيير

  مصر اليوم -

«بايدن» العجوز والحالمون بالتغيير

بقلم : مي عزام

(1)

شيخان، عمرهما تجاوز السبعين، يتنافسان على مقعد الرئاسة الأمريكية، لا ينقصهما الجلد والمثابرة والأمل!. حملة الرئاسة الأمريكية تحتاج قوة جسدية ونشاطًا وهِمّة، فالولايات ممتدة شمالًا وجنوبًا، شرقًا وغربًا، والمرشح عليه أن يتنقل بينها سعيًا لكسب أصوات الناخبين بمخاطبتهم مباشرة، كما يحتاج المرشح لثبات انفعالى أمام الضغوط النفسية وحملات التشهير التى يتعرض لها أثناء الحملة. كنت أتابع كلًّا من «ترامب» و«بايدن»، وأغبطهما على امتلاكهما هذا القدر من الروح القتالية وهما فى هذه السن المتقدمة، كلاهما يشعر بأنه مازال قادرا على القتال فى ساحة المنافسة الكبرى، وكلاهما مؤمن بأن له دورًا عليه أن يؤديه، وأن حياته لم تذبل شمعتها ومازال قادرا على إضاءة مساحات واسعة من العالم. ورغم اختلاف شخصيتيهما، فلقد نجح كلاهما فى كسب أصوات الملايين من الأمريكيين.. صنع ترامب خلال سنوات ولايته الأربع استقطابا حادا فى المجتمع الأمريكى، وصل أحيانا إلى حد المواجهة، هذا الاستقطاب هو الذى شحذ همة الناخبين وجعلهم يحرصون على التصويت بهذه الكثافة غير المسبوقة، رغم جائحة كورونا ومخاوف العدوى، ملايين من الذين أعطوا أصواتهم لـ«بايدن» فعلوها نكاية فى ترامب وليس إعجابا بالأول. شخصية «ترامب» الصدامية النرجسية غير المنضبطة صنعت أعداءً كُثرًا، ولكن فى نفس الوقت جعلت له أتباعًا مخلصين يؤمنون بأفكاره وأسلوبه فى الإدارة.

(2)

الشباب كانوا من الفئات التى صوتت بكثافة لـ«بايدن»، نسبة كبيرة منهم عزفوا عن التصويت فى انتخابات 2015، والتى أسفرت عن فوز ترامب على المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، هؤلاء شعروا بالخطر من استمرار حكم ترامب، الذى اتسم عهده بالبعد عن القيم التى ينشدونها واهتزاز مصداقية أمريكا فى العالم. شيخوخة «بايدن» لم تكن عائقًا أمام تصويت الشباب له، سيبلغ هذا الشهر 78 عامًا، ويعد أكبر الرؤساء الأمريكيين عمرًا، فقد استطاع أن يجذبهم بخطابه، ووعدهم بالمشاركة فى صنع القرار.. الانتخابات الأمريكية أثبتت للعالم أن تمكين الشباب ليس معناه اختيارهم للمناصب القيادية، التى قد تحتاج لنضج وخبرة، ولكن تبنى رؤيتهم وتنفيذها على أرض الواقع.. ومرحلة الشباب هى المرحلة الأكثر مثالية فى حياة الإنسان، حيث يميل إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والحرية والمساواة والشعور بالفخر الوطنى.. ولعل المقال الذى كتبه جو بايدن فى عدد مارس/ أبريل من مجلة «فورين أفيرز» يوضح رؤية بايدن التى خاطب بها الحالمين بالتغيير داخل أمريكا.

(3)

المقال بعنوان: «لماذا على أمريكا أن تقود من جديد؟».. وهو دليل مختصر لسياسة بايدن الداخلية والخارجية التى وعد بتحقيقها حال فوزه، وعد بتنظيم قمة عالمية من أجل الديمقراطية لتجديد الروح والهدف المشترك لدول العالم الحر، وركز على ضرورة التعاون بين دول العالم الديمقراطية للتغلب على نماذج الحكم التى تقوض الديمقراطية، ووعد بالعودة إلى اتفاقية المناخ ودعم الصناعات النظيفة، والانخراط بقوة فى حلف الناتو لكبح الطموح الروسى، كما تحدث عن العودة للملف النووى الإيرانى شرط التزام إيران بشروطه، كما أكد التزام بلاده بأمن إسرائيل وسعيه لوقف الحرب فى اليمن.

فى الداخل، ستكون لديه سياسة مختلفة تجاه المهاجرين، وذكرها تفصيلًا، ووعد برفع عوائق السفر إلى الولايات المتحدة، كما وعد بهيكله التعليم، ورفع الحد الأدنى للأجور، وعودة التأمين الصحى، والاستثمار فى البنية التحتية، لتستعيد أمريكا الريادة فى مجال الإبداع والذكاء الاصطناعى، وسيمنع الصين بمعاونة حلفائه من توسيع نفوذها وتصدير نموذجها فى الحكم. وعد بمحاربة الفساد فى بلاده والعالم، واتباع منهج الشفافية فى الحكم، واستعادة قوات بلاده من الخارج واستبدال فرق خاصة واستخباراتية بها.

وذكر بايدن أن تخلى القيادة الأمريكية عن العمل الجماعى فى مواجهة التهديدات الجديدة أضر بها، وأن على الرئيس الأمريكى القادم أن يخاطب العالم، ويعيد بناء الثقة فى القيادة الأمريكية، لأنها الدولة الوحيدة القادرة على قيادة الطريق نحو مستقبل أفضل.

المقال طويل، وأنصح بقراءته كاملًا لمعرفة الخطوط العريضة لسياسة بايدن، التى ركز فيها على كيفية استعادة أمريكا لمكانتها، وكذلك النظام العالمى الذى أسسته، ولم يتحدث عن ضرورة وحتمية تغيير هذا النظام الجائر الذى لم يعد صالحًا فى ظل المتغيرات العالمية ولم يحقق العدالة.. فهل بايدن فعلًا الرهان الرابح للحالمين بالتغيير فى العالم، أم أنه مجرد رئيس أمريكى آخر لا يفكر سوى فى مصلحة أمريكا ولو كان ذلك على حساب غيرها من الأمم؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بايدن» العجوز والحالمون بالتغيير «بايدن» العجوز والحالمون بالتغيير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt