توقيت القاهرة المحلي 17:59:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«بايدن» العجوز والحالمون بالتغيير

  مصر اليوم -

«بايدن» العجوز والحالمون بالتغيير

بقلم : مي عزام

(1)

شيخان، عمرهما تجاوز السبعين، يتنافسان على مقعد الرئاسة الأمريكية، لا ينقصهما الجلد والمثابرة والأمل!. حملة الرئاسة الأمريكية تحتاج قوة جسدية ونشاطًا وهِمّة، فالولايات ممتدة شمالًا وجنوبًا، شرقًا وغربًا، والمرشح عليه أن يتنقل بينها سعيًا لكسب أصوات الناخبين بمخاطبتهم مباشرة، كما يحتاج المرشح لثبات انفعالى أمام الضغوط النفسية وحملات التشهير التى يتعرض لها أثناء الحملة. كنت أتابع كلًّا من «ترامب» و«بايدن»، وأغبطهما على امتلاكهما هذا القدر من الروح القتالية وهما فى هذه السن المتقدمة، كلاهما يشعر بأنه مازال قادرا على القتال فى ساحة المنافسة الكبرى، وكلاهما مؤمن بأن له دورًا عليه أن يؤديه، وأن حياته لم تذبل شمعتها ومازال قادرا على إضاءة مساحات واسعة من العالم. ورغم اختلاف شخصيتيهما، فلقد نجح كلاهما فى كسب أصوات الملايين من الأمريكيين.. صنع ترامب خلال سنوات ولايته الأربع استقطابا حادا فى المجتمع الأمريكى، وصل أحيانا إلى حد المواجهة، هذا الاستقطاب هو الذى شحذ همة الناخبين وجعلهم يحرصون على التصويت بهذه الكثافة غير المسبوقة، رغم جائحة كورونا ومخاوف العدوى، ملايين من الذين أعطوا أصواتهم لـ«بايدن» فعلوها نكاية فى ترامب وليس إعجابا بالأول. شخصية «ترامب» الصدامية النرجسية غير المنضبطة صنعت أعداءً كُثرًا، ولكن فى نفس الوقت جعلت له أتباعًا مخلصين يؤمنون بأفكاره وأسلوبه فى الإدارة.

(2)

الشباب كانوا من الفئات التى صوتت بكثافة لـ«بايدن»، نسبة كبيرة منهم عزفوا عن التصويت فى انتخابات 2015، والتى أسفرت عن فوز ترامب على المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، هؤلاء شعروا بالخطر من استمرار حكم ترامب، الذى اتسم عهده بالبعد عن القيم التى ينشدونها واهتزاز مصداقية أمريكا فى العالم. شيخوخة «بايدن» لم تكن عائقًا أمام تصويت الشباب له، سيبلغ هذا الشهر 78 عامًا، ويعد أكبر الرؤساء الأمريكيين عمرًا، فقد استطاع أن يجذبهم بخطابه، ووعدهم بالمشاركة فى صنع القرار.. الانتخابات الأمريكية أثبتت للعالم أن تمكين الشباب ليس معناه اختيارهم للمناصب القيادية، التى قد تحتاج لنضج وخبرة، ولكن تبنى رؤيتهم وتنفيذها على أرض الواقع.. ومرحلة الشباب هى المرحلة الأكثر مثالية فى حياة الإنسان، حيث يميل إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والحرية والمساواة والشعور بالفخر الوطنى.. ولعل المقال الذى كتبه جو بايدن فى عدد مارس/ أبريل من مجلة «فورين أفيرز» يوضح رؤية بايدن التى خاطب بها الحالمين بالتغيير داخل أمريكا.

(3)

المقال بعنوان: «لماذا على أمريكا أن تقود من جديد؟».. وهو دليل مختصر لسياسة بايدن الداخلية والخارجية التى وعد بتحقيقها حال فوزه، وعد بتنظيم قمة عالمية من أجل الديمقراطية لتجديد الروح والهدف المشترك لدول العالم الحر، وركز على ضرورة التعاون بين دول العالم الديمقراطية للتغلب على نماذج الحكم التى تقوض الديمقراطية، ووعد بالعودة إلى اتفاقية المناخ ودعم الصناعات النظيفة، والانخراط بقوة فى حلف الناتو لكبح الطموح الروسى، كما تحدث عن العودة للملف النووى الإيرانى شرط التزام إيران بشروطه، كما أكد التزام بلاده بأمن إسرائيل وسعيه لوقف الحرب فى اليمن.

فى الداخل، ستكون لديه سياسة مختلفة تجاه المهاجرين، وذكرها تفصيلًا، ووعد برفع عوائق السفر إلى الولايات المتحدة، كما وعد بهيكله التعليم، ورفع الحد الأدنى للأجور، وعودة التأمين الصحى، والاستثمار فى البنية التحتية، لتستعيد أمريكا الريادة فى مجال الإبداع والذكاء الاصطناعى، وسيمنع الصين بمعاونة حلفائه من توسيع نفوذها وتصدير نموذجها فى الحكم. وعد بمحاربة الفساد فى بلاده والعالم، واتباع منهج الشفافية فى الحكم، واستعادة قوات بلاده من الخارج واستبدال فرق خاصة واستخباراتية بها.

وذكر بايدن أن تخلى القيادة الأمريكية عن العمل الجماعى فى مواجهة التهديدات الجديدة أضر بها، وأن على الرئيس الأمريكى القادم أن يخاطب العالم، ويعيد بناء الثقة فى القيادة الأمريكية، لأنها الدولة الوحيدة القادرة على قيادة الطريق نحو مستقبل أفضل.

المقال طويل، وأنصح بقراءته كاملًا لمعرفة الخطوط العريضة لسياسة بايدن، التى ركز فيها على كيفية استعادة أمريكا لمكانتها، وكذلك النظام العالمى الذى أسسته، ولم يتحدث عن ضرورة وحتمية تغيير هذا النظام الجائر الذى لم يعد صالحًا فى ظل المتغيرات العالمية ولم يحقق العدالة.. فهل بايدن فعلًا الرهان الرابح للحالمين بالتغيير فى العالم، أم أنه مجرد رئيس أمريكى آخر لا يفكر سوى فى مصلحة أمريكا ولو كان ذلك على حساب غيرها من الأمم؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بايدن» العجوز والحالمون بالتغيير «بايدن» العجوز والحالمون بالتغيير



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 09:48 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا ضيفًا على فولهام في الدوري الإنجليزي

GMT 23:11 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

البورصة العراقية تغلق التعاملات على تراجع

GMT 10:11 2020 الإثنين ,24 آب / أغسطس

عبد السلام بنجلون يتعافى من كورونا

GMT 20:36 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

حصيلة وفيات كورونا في المكسيك تتخطّى 40 ألفاً

GMT 21:47 2019 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

باسم مرسى يشعل السوشيال ميديا بصورة مع زوجته وابنته

GMT 20:14 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة 4 وإصابة 6 في انقلاب سيارة واشتعالها على طريق السويس

GMT 01:10 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

بلجيكا أول المتأهلين إلى نهائيات كأس أمم أوروبا

GMT 20:17 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

8 لاعبين في "أشرس صراع" على الكرة الذهبية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon