توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجمهور مش عايز كده

  مصر اليوم -

الجمهور مش عايز كده

بقلم : مي عزام

(1)

«الجمهور عايز كده»، إجابة حاضرة وجاهزة للرد على كل من يتساءل عن تدنى مستوى الفن المصرى على وجه العموم، وكأن الجمهور شريحة واحدة لا تباين بينها فى المستوى الثقافى والفكرى، فى حال كانت العبارة صحيحة فعلى المنتجين إذن تقديم منتج مناسب لكل نوعية من الجمهور، التعامل مع الجمهور على اعتبار أنه شريحة واحدة، وكأنه قطيع، غير مناسب وغير منطقى.

(2)

كانت مصر تتميز بإنتاج المسلسلات الدينية التاريخية فى رمضان، كانت هذه المسلسلات تعرض على شاشة التليفزيونات العربية وتلاقى ترحيبا وتقديرا كبيرا، ولا أعرف لماذا توقفنا عن هذا الإنتاج المميز؟، الفراغ الذى خلفناه احتلته سوريا وإيران. هذه المسلسلات كانت جزءا من طقوس رمضان الروحية التى تربى عليها جيلى، مازال صوت ياسمين الخيام يرن فى أذنى وهى تشدو بتتر مسلسل «محمد رسول الله». السير الذاتية للنابغين من المصريين: أم كلثوم، قاسم أمين وطه حسين وغيرهم كانت مسلسلات ناجحة، لماذا توقفنا عن إنتاجها، لدينا اثنان من الحائزين على نوبل: نجيب محفوظ وأحمد زويل ألا يستحقان أن نقدمهما كقدوة لشباب اليوم بدل «الأسطورة» و«البرنس»!!.

أتذكر مسلسل «ليالى الحلمية»، وغيره من مسلسلات الكاتب القدير أسامة أنور عكاشة التى كانت تعبر عن المصريين بأطيافهم المختلفة، كان أبطالها يتحدثون بلساننا ويعيشون مثلنا وقيمهم نابعة من تجربتهم فى الحياة، حينها كانت الشوارع تخلو من المارة فى وقت إذاعة المسلسل.

(3)

أعجبنى مسلسل «الاختيار» لأنه حطم أكذوبة «الجمهور عايز كده»، فهو الأول من حيث المشاهدة، رغم أنه ليس مسلسلا كوميديا، ولا تظهر فيه نجمات شابات فاتنات، ولا ينقلك إلى حياة القصور والفيلات الفاخرة، كما أنه لا يدور فى حارة شعبية ويقدم مفردات يغازل بها جمهور الترسو، نجاح «الاختيار» يعود إلى أن أبطاله شبهنا، اعتمد المسلسل على ثنائية الخير والشر، حب الإنسان للخير والبطولة والإيثار، وكراهيته للشر والأذى، المسلسل قدم بطلا كقدوة، ومن عوامل نجاحه أيضا، إنتاجه الضخم الذى ساهم فى ظهور المعارك بين أبناء القوات المسلحة والإرهابيين وكأنها محاكاة للواقع، وهو ما أثار دهشة المشاهدين وإعجابهم وأنا منهم.

(4)

قدم «الاختيار» عملا فنيا جيدا يرسخ قيم البطولة والتضحية والإيثار والانتماء للوطن، فى حين قدم مسلسل «ب 100 وش» مجموعة من القيم والسلوكيات السلبية التى لا يليق ظهورها على الشاشة فى رمضان، والأخطر أنها فى إطار كوميدى، وهو ما سيجعل تقليد المراهقين والشباب لها موضة، ولا أفهم حرص مخرج العمل على ظهور أبطال مسلسله وهم يتجرعون الخمور حتى الثمالة فى معظم الحلقات التى شاهدتها، ولماذا إذن كانت الحملة على أغانى المهرجانات واتهامها بأنها تروج لشرب الحشيش والخمور!!، والعجيب أنه لم يخرج علينا أحد من نقابة المهن التمثيلية ينتقد هذا السلوك المشين. لست بصدد حكم أخلاقى على عمل فنى، لكننى بصدد الحديث عما يجوز لمصر أن تذيعه فى رمضان وما لا يجوز، مصر الأزهر يجب أن تكون قدوة لغيرها من الدول الإسلامية، وعلينا أن نعيد لرمضان وقاره وطقوسه الروحية، ولمصر قوتها الناعمة بما تقدمه من أعمال فنية ممتعة وفى نفس الوقت تحمل فى طياتها قيمنا وأخلاقنا الأصيلة وصورتنا عن أنفسنا، التى نريد تأصيلها فى الداخل وتصديرها للخارج.

(5)

الجمهور لا يريد الغث الرخيص التافه والسفيه، الجمهور يبحث عن التسلية والمتعة وهذا لا يتعارض مع الجمال والرقى والقيم، الأعمال الدرامية التى تحمل قيما أخلاقية تأثيرها يفوق كل ما نلقنه لأولادنا عن الأخلاق فى البيت والمدرسة والصواب والخطأ، وهى تساعد فى تحديد هوية المجتمع المصرى وخاصة ونحن فى مرحلة سيولة أخلاقية على مستوى العالم كله. وهنا أتساءل عن دور وزارة الثقافة ولماذا استرجعنا وزارة الإعلام!؟، إذا كان شعار الجمهور عايز كده سيظل مرفوعا فى الدراما المصرية.

كل عام وأنتم بخير.. ورمضان كريم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجمهور مش عايز كده الجمهور مش عايز كده



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt