توقيت القاهرة المحلي 22:16:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المئوية

  مصر اليوم -

المئوية

بقلم - سمير عطا الله

اليوم مئوية جمال عبد الناصر. مصر تتذكر وتترحم. العرب يتذكرون ويتساءلون: هل كان رجلاً أم وعداً، أم أنه أيقظ الوعود وغاب مبكراً؟ وعد عبد الناصر بالنصر، ووعد بالوحدة الكبرى، ووعد بإزالة الاستعمار، ووعد بالسد العالي، ووعد بتحرير فلسطين، ووعد بالاشتراكية.

كان خطيباً ساحراً، يقدم وعده بصورة مقنعة ومشوقة، وطبعاً صادقة. على المرء أن يسعى إلى الخير جهده، وما عليه أن تتم الرغائب، قال الشاعر. وما كان على الوعود أن تتحقق ما دامت النيات صادقة، لذلك خرجت الناس تطالبه بالعودة عن الاستقالة، رغم تبنيه مسؤولية النكسة. وحمّلت الناس سوريا مسؤولية الانفصال المدمر لكل حلم بالوحدة، وليس سلوك الجانب المصري.

أقام عبد الناصر مع الجماهير العربية علاقة مبنية على الحلم، لا على الحساب. شاهده الناس يخسر حرب 1956، لكنه يطرد الاستعمار البريطاني. وشاهدوه يخسر حروبه العربية، لكنه يبني السد العالي. وشاهدوه يحارب جميع العالم العربي: سوريا والعراق والمغرب وتونس والأردن والسعودية، على اختلاف الأنظمة، جمهورية وملكية وقومية واشتراكية. ومع ذلك، اعتبر أهم رائد للوحدة. أثقلت الاشتراكية في تقشفها على المصريين، فحولوا الأمر إلى نكات، وقبلوا الوعد بالغد الأفضل. الواقع لم يكن مهماً كثيراً. وضع اليمين واليسار في السجون، واتهمهما معاً بالعداء للحرية. ويوم غاب، خرج خمسة ملايين مصري في وداعه. لقد تركهم مبكراً، وأخلف بشروط العقد. وعدهم بأنه سوف يظل بينهم في القاهرة والإسكندرية وبورسعيد، يساررهم في أمور الأمة، ويروي لهم ماذا حدث مع الجزع إيدن، وكيف يتآمر عبد الكريم قاسم، وماذا كتب له الملك حسين. لقد غاب الرجل الذي نقل شؤون الحكم والدولة والكرامة والأحلام والامبريالية إلى الشارع والصعيد ومصانع حلوان.

من قال له إنهم سوف يحاسبونه ذات يوم؟ فقد خسر سيناء مرتين، لكن المهم أنه بقي، وخسر معركة الغذاء، واعتبروا ذل الطوابير مزحة. وفقدوا حرياتهم وأحزابهم، لكنهم وجدوا في خطبه السلوى والسلوان. أعطى عبد الناصر المصريين حلماً دائماً. كل يوم كان يقدم لهم حلماً جديداً. وكانوا يتقبلون الحلم والخيبة بالحماس نفسه. لا وقت للحساب والتدقيق. جاءهم في مرحلة تحمل علامات وآثار الاستعمار، ثم رأوا زعيمهم جالساً بين نهرو وتيتو رافعاً راية عدم الانحياز. من يمكن أن يستبدل بالحلم الحقيقة؟

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المئوية المئوية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

غادة عبد الرازق تنافس فى رمضان 2025 بمسلسل جديد
  مصر اليوم - غادة عبد الرازق تنافس فى رمضان 2025 بمسلسل جديد

GMT 12:03 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:35 2021 الأربعاء ,28 تموز / يوليو

محمد جمعة ينشر البوستر الرسمي لمسلسل "الحرامي 2"

GMT 02:11 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

مجدي عبد الغني يؤكد على عدم إلغاء " الدوري"

GMT 20:28 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن حوار بين سكيلوتو وتيفيز بنهائي "ليبرتادوريس"

GMT 20:05 2018 الإثنين ,18 حزيران / يونيو

علي ربيع يتعاقد على بطولة مسلسل لرمضان 2019

GMT 02:29 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

المدير الرياضي ليوفنتوس يطالب بالابتعاد عن ديبالا

GMT 22:48 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بنات سنيريا" يُتوجن بلقب بطولة الريشة للفردي والزوجي

GMT 02:48 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.8 درجة يقع قبالة الساحل الشرقي لليابان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon