توقيت القاهرة المحلي 08:47:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

أردوغان: الإسلام فى خدمة القومية

  مصر اليوم -

أردوغان الإسلام فى خدمة القومية

بقلم - نصر محمد عارف

ظاهرة غريبة تشهدها الحياة السياسية التركية، لم تكن تُعرف فى أى مكان فى العالم، وهى ظاهرة تحالف أحزاب أيديولوجية متناقضة فى عقائدها السياسية، وبينها عداء تاريخى مزمن، سواء للتاريخ القريب أو البعيد ... حزب العدالة والتنمية الذى يعلن أنه يقدم رؤية إسلامية, يسعى لاسترجاع الهوية الإسلامية لتركيا، والآخر حزب الحركة القومية الذى يتخذ العلمانية عقيدة مطلقة، والذى بنى شرعيته التاريخية على القضاء على كل الرموز الدينية لتركيا، من السلطنة، الى اللغة، الى الطربوش والحجاب، الأول يريد أن يعيد التاريخ التركى من خلال دعوى العثمانية الجديدة، والثانى يعلن التبرؤ من ذلك التاريخ، ويسعى للذوبان فى أوروبا.

وهنا يثور السؤال... هل هذا تحالف لاقتسام المنافع؟ وكيف تكون هناك منافع بين الأعداء الأيديولوجيين؟ أم أنه تحالف اضطراري؟ أم أن أحدهما يوظف الآخر؟ ومن يوظف من لتحقيق أهدافه؟ ... والمتأمل فى السلوك السياسى لحزب الحركة القومية بزعامة دولت باهجه لى الذى تأسس عام 1973، والذى يمثل امتداداً لحزب الشعب الجمهوري؛ الذى أسسه مصطفى كمال أتاتورك، وظل رئيسا له حتى وفاته 1938، المتأمل فى سلوك قيادة هذا الحزب منذ تحالفه مع أردوغان طوال عملية الانتقال من النظام البرلمانى الى النظام الرئاسي؛ يلاحظ أن حزب الحركة القومية يختفى خلف أردوغان لتمكينه من تحقيق كل أحلامه وأمنياته. وهذا السلوك من حزب الحركة القومية يستحيل أن يكون تحولاً أيديولوجيا، فلم يعلن الحزب تخليه عن العلمانية، أو تبنيه توجهات حزب العدالة والتنمية، وإلا لاندمج فيه، والحقيقة تقول إن هناك مقايضة للأيديولوجية بالسياسة، فقد تخلى حزب الحركة القومية عن المكاسب السياسية من أجل الحفاظ على الأيديولوجية، وعلى الجانب الآخر وظف حزب العدالة والتنمية الأيديولوجية الإسلامية من أجل تحقيق مكاسب سياسية؛ حتى وإن كانت هذه المكاسب السياسية سيكون ثمنها الإيديولوجية ذاتها، وبذلك تم توظيف الإسلام بكل حمولته الروحية والثقافية والتاريخية لخدمة القومية التركية الطورانية العنصرية، وكان أردوغان هو عراب تسخير الإسلام لخدمة المشروع القومى التركى، لذلك كان حزب الحركة القومية يقف خلف البيدق أردوغان، لأن كل ما يقوم به هذا الأحمق المطاع هو لخدمة المشروع القومى التركى الطورانى الذى كان بطله أبو الأتراك أتاتورك.

ففى سبيل نجاح هذا التحالف تعهد أردوغان بالمحافظة على إرث أتاتورك، وأصبح من المدافعين عن أتاتورك، ويضع صورته دائما بجوار صورة أتاتورك، ويجلس فى قاعة وفوق رأسه صورة بعرض نصف الحائط لأتاتورك، وفى الاحتفال بمرور 79 سنة على وفاة أتاتورك فى 10 نوفمبر 2017 تعهد أردوغان بالاستمرار على نهج أتاتورك. وبذلك يكون أردوغان قد تخلى عن تاريخ جميع الأحزاب التى أنشأها الإسلاميون فى تركيا، منذ عام 1970 حتى اليوم، فتاريخ حركة الإخوان فى تركيا التى خرج منها أردوغان، نشأ واستمر على شعار واحد هو معاداة أتاتورك، والسعى لهدم دولة أتاتورك، والعمل على القضاء على الكمالية العلمانية.

فمنذ عام 1970 حين نشأ أول حزب من رحم جماعة الإخوان التركية حزب النظام الوطنى على يد نجم الدين أربكان أستاذ أردوغان؛ كانت مبادئ الحزب ضد مبادئ أتاتورك وسياساته، وكان هدف الحزب القضاء على تلك المبادئ الكمالية والعودة بتركيا الى حضن الإسلام، وكذلك كان الحال مع الحزب التالى له وهو حزب السلامة القومى الذى نشأ فى 1973 بعد حل الحزب السابق، ثم حزب الرفاه، وحزب الفضيلة، وجميعها أنشأها أستاذ أردوغان نجم الدين أربكان، وأخيراً حزب العدالة والتنمية وحزب السعادة. كل تلك الأحزاب تكتسب وجودها من مخالفتها لمبادئ مصطفى كمال أتاتورك؛ ولكن الانتهازى أردوغان باع كل ذلك فى سبيل كرسى الرئاسة.

وإذا تأملنا فى المشهد التركى بدقة وعمق فسنجد فى ظاهر الأمور أن أردوغان يملك براعة سياسية، واستطاع أن يستخدم بعض الأحزاب العلمانية الكمالية، ويوظفها لمصلحته السياسية فى الوصول إلى كرسى الحكم، وأن رئيس حزب الحركة القومية ذلك الرجل الطاعن فى السن، يبدو بجوار أردوغان ضعيفاً مستسلماً، فيبدو من ظاهر المشهد أن أردوغان يستخدم دولت باهجه لى رئيس حزب الحركة القومية لتحقيق مكاسب سياسية. ولكن النظر العميق فى الأمور يقول لنا إن رئيس حزب الحركة القومية استطاع أن يفرغ كل برنامج أردوغان من محتواه، وأن يجبره على تمجيد أتاتورك، ومبادئ العلمانية، وأن يرغم أردوغان على مقايضة المبادئ بالمصالح، وبذلك لن يستطيع أردوغان تحقيق أيديولوجية الإخوان، وإنما تحقيق مجد شخصى، وسيحافظ حزب الحركة القومية على الأيديولوجية الكمالية التى صنعت تاريخ تركيا المعاصر، وينقذها من اكتساح الإسلاميين لها.

إنه صراع المبادئ والمصالح الذى عادة ما يتنازل فيه الإخوان عن المبادئ من أجل المصالح هو عنوان المشهد التركى، الذى أصبح فيه أردوغان وتابعوه من قيادات حزب العدالة والتنمية يوظفون الإسلام بكل قيمه وتاريخه ورموزه لتمرير المشروع القومى التركى. فتتم مخاطبة العرب بشعارات الإسلام من أجل إخضاعهم للهيمنة القومية التركية، ويكفى أن نلاحظ خريطة اهتمامات أردوغان وإدارته بكل ما هو تركى فى جميع بقاع العالم العربى من كركوك فى العراق الى سواكن فى السودان الى مساجد الجزائر التاريخية. إحياء للميراث التركى وليس للإسلام، فالإسلام عند أردوغان وسيلة لخدمة القومية التركية.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أردوغان الإسلام فى خدمة القومية أردوغان الإسلام فى خدمة القومية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:51 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
  مصر اليوم - تقرير يكشف أنغروك يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 23:59 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

هرمون الإستروجين والبروجسترون يؤثران على اللوزة الدماغية

GMT 10:54 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 22:58 2020 الخميس ,16 تموز / يوليو

إطلالة جذابة لـ هند صبري عبر إنستجرام

GMT 00:37 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ديكورات خارجية لمتعة الصيف حول المسابح

GMT 22:24 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

باريس سان جيرمان يهزم غامبا أوساكا بسداسية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt