توقيت القاهرة المحلي 08:30:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يحدث في مصر الآن

  مصر اليوم -

يحدث في مصر الآن

بقلم - يوسف القعيد

أكتب عما جري لمحافظ المنوفية من زاوية الطريقة التي تدار بها مقدرات مصر الآن. تفاصيل كثيرة لن أتطرق لها، ليست لديَّ معلومات من الداخل حول ما جري لكني أقدم قراءتي للوقائع من بعيد التي تنطلق من حرصي علي محاولة الاطمئنان »أو القلق»‬ علي أمور بلدي وطريقة تصريفها، خصوصاً في مواجهة سرطان بلا نهاية اسمه: الفساد.

أهمية ما جري لمحافظ المنوفية أنه كان قبل ساعات من زيارة قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي للمنوفية، لمدينة السادات لافتتاح مشروعات إنتاجية جديدة، سواء في مدينة السادات أو في أماكن أخري من المنوفية تم افتتاحها عن طريق الفيديو كونفرانس.. ليست المرة الأولي التي يهتم فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي بالإنتاج وبالعمل وافتتاح المصانع وتعبيد الطرق، كل هذا يأتي تحت عنوان مبدئي هو تسيير حياة الناس وجعلها ممكنة ومتاحة، ومحاولة حل مشاكل حياتهم اليومية، حتي لو لم يتقدموا بشكاوي مما يعانون منه، وهو منهج في العمل الوطني عمره الآن يوشك أن يقترب من أربعة سنوات، هي فترة الولاية الأولي للرئيس عبد الفتاح السيسي.

زيارة الرئيس لا تنبت فجأة، ولا تتضح في لحظة خاطفة، تسبقها استعدادات كثيرة، ربما طالت بعض الوقت، ولا يذهب بال أحد إلي الإجراءات الأمنية التي تصاحب هذه الزيارات. لكني أقصد الاستعدادات والاطمئنان للمشروعات التي يفتتحها الرئيس، والتأكد من جدواها وأهميتها بالنسبة لحياة الناس اليومية، وهو الهم الأول والاهتمام الذي يسبق غيره من اهتمامات الرئيس السيسي، ويكفي أن نعرف الجهد الذي قام به اللواء محسن عبد النبي، رئيس الشئون المعنوية بالقوات المسلحة لتغطية الحدث إعلامياً وصحفياً، والجهد الخارق الذي قام به.. تمت الزيارة 15 يناير، يوم ذكري مرور قرن علي ميلاد جمال عبد الناصر، حرص الرئيس رغم برنامجه المزدحم ورحلته الطويلة إلي المنوفية »‬80 كيلو مترا» أن يوجه رسالة للمصريين، أهم ما جاء فيها فكرة التأكيد علي المنهج والدرب والطريق، والاستمرار فيما بدأ في مصر في خمسينيات وستينيات القرن الماضي. قبل الزيارة بـ 48 ساعة تحركت الرقابة الإدارية واتجهت للمنوفية وأحضرت محافظ المنوفية بعد مواجهته في مكتبه بالوقائع التي لديها والوثائق التي معها والتسجيلات التي بحوزتها، الأذونات التي تحملها من النيابة، مما يؤكد سلامة الإجراءات من الناحيتين القانونية والدستورية.. كانت التهمة التي توصلت إليها الرقابة الإدارية التي يقودها الوزير محمد عرفان بمهارة ويخرج من إنجاز إلي نجاح. حصول المحافظ علي رشوة 2 مليون جنيه لتسهيل استيلاء رجلي أعمال علي قطعة أرض بمدينة السادات قيمتها 20 مليون جنيه، تمت الإجراءات التي تثبت تورطه وسيره في إجراءات تقاضي الرشوة من الألف إلي الياء.

لا يعنيني أنه كان يستعد لزواج ثالث في حياته، وأنه كان محتاجاً لأموال ليؤسس بيت الزوجة الثالثة، فالفساد لا يحتاج لمبرر، وقرار قبول رشوة لا يمكن أن تحيط به أي ملابسات، فلا يوجد مبرر واحد أمام أي موظف عام في الحصول علي رشوة مهما كانت الظروف التي يمر بها.. كان افتتاح المشروعات صباح الإثنين، وصباح الأحد اليوم السابق كان المحافظ يتفقد الخيمة التي سيقام فيها الافتتاح في الزيارة التاريخية للرئيس السيسي لمحافظة المنوفية، وبعد أن تفقد الموقف عاد إلي منزله وتم استدعاؤه بعدها إلي مقر الرقابة الإدارية في القاهرة للتحقيق معه ومواجهته بالتهم المنسوبة إليه.. ولاحقاً ألقت الرقابة الإدارية القبض علي رجل أعمال بمدينة السادات، ورجل أعمال آخر إلي جانب القبض علي صحفي شهير بمحافظة المنوفية، تجمعه علاقة وثيقة بالمحافظ، وسبب القبض عليه التدخل لتسهيل عملية الرشوة.. إعجابي بذهاب الرئيس إلي المنوفية برغم هذه القضية المدوية يعني أنه لا يربط بين واقعة فساد محافظ وزيارته للمحافظة، ولا يؤجل افتتاحاته لمشروعات تقام من أجل الناس لتحاسب الدولة محافظاً فاسداً، وعمليات القبض عليه أو التحقيق معه لم تؤجل لما بعد زيارة الرئيس، حتي لو من باب المواءمة السياسية، سارت الزيارة في طريقها، وتمت عمليات المتابعة والملاحقة والقبض علي المحافظ، علي الرغم من التواكب الزمني الذي كان يمكن أن يدفع أي مسئول لتأجيل أحد الأمرين: إما إرجاء القبض علي المحافظ لما بعد الزيارة، أو تأجيل الزيارة، لكن هذه قضية، وتلك أخري، أو كما يقولون هذه نقرة وتلك نقرة أخري.

ألا تعد هذه الحادثة مؤشراً لمصر الولاية الثانية، والجديد الذي يمكن أن يفاجئنا به الرئيس خلال هذه الولاية. حيوا معي رئيس مصر الذي يعرف الطريق إلي ما تريده مصر، ويمضي فيه ولا ينظر لأي أمور أخري سواه.

نقلا عن الاخبار القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يحدث في مصر الآن يحدث في مصر الآن



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt