توقيت القاهرة المحلي 13:08:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السادس من أكتوبر غدًا

  مصر اليوم -

السادس من أكتوبر غدًا

بقلم : يوسف القعيد

قبل 45 عاماً تصادف يوم السادس من أكتوبر مع يوم سبت، وها هي الصدفة تعود. وكان السبت كلمة السر في اختيار اليوم. كجزء من خطة الحرب العبقرية. فيوم السبت أحد أعياد اليهود الذين لا يقتربون فيها من أي عمل. كنت يومها مجنداً في قواتنا المسلحة. وهي التجربة التي عبرت عنها في أكثر من رواية. أهمها رواية: الحرب في بر مصر، التي أصبحت فيلم: المواطن مصري.

كأن السبت القديم كان بالأمس. وكأننا في اليوم التالي له. رغم أن الحرب لم تبدأ وتنتهي في يوم. ولكنها استمرت طويلاً. ومازلنا ننعم بنتائجها الوطنية التي أهلت علينا. ونعيش نتائجها كحرب تحرير وطنية. ولعل سيناء وما يجري علي أرضها الآن. سواء التعمير والبناء. أو الحرب ضد التطرف والإرهاب. إن سيناء تصلح أن تكون عنواناً لنصف قرن من الزمان. سواء عندما كانت محتلة من العدو الإسرائيلي. أو عندما تم تحريرها. أو محاولات العدوان عليها المستمرة.

جيشنا العظيم الذي حرر سيناء. بل حرر مصر من مناخ النكسة. يحارب اليوم، بعد ثورة الثلاثين من يونيو، دفاعاً عن حرية القرار المصري، والإرادة المصرية، واختيارات المصريين لنمط حياتهم، وموقفهم من الدين، وطريقتهم في إعادة بناء واقعهم. وصولاً إلي مجتمع مأمول، حلمنا به سنوات طويلة. ونحلم الآن أن نسلمه للأبناء والأحفاد والأجيال القادمة.

في كل أكتوبر كانت إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، تنظم مسابقة أدبية وفنية للمصريين. يكتبون فيها عن الحرب وما جري فيها. وعن آثارها في المجتمع المصري. كنا نذهب ابتداء من الوقت الذي تولي الإدارة اللواء دكتور سمير فرج، الخبير الإستراتيجي، الذي أحرص علي قراءة كل ما يكتبه في صحافتنا المصرية. إلي أن تولاها اللواء محسن عبد النبي، وشهدت في أيامه نقلة نوعية كبيرة في مفهوم أداء الشئون المعنوية وخروجها إلي المجتمع المصري. إلي أن تولي محسن عبد النبي مسئوليته الجديدة، مديراً لمكتب الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وتبقي قضية أكتوبر الجوهرية التي كتبت عنها. وسأظل أتناولها وأشير إليها مادمت حياً. ألا وهي: توثيق ما جري في أكتوبر، عندما صار الكل في واحد. الجيش جيش الشعب، والشعب شعب الجيش. وأبدع المصريون ملحمة عظمي في الأداء الوطني. التحدي الحقيقي الذي يواجهنا هو استعادتها الآن.

أكتوبر 1973، يستحق التوثيق. ابتداء من اليوميات والتأريخ واستعادة الواقع الاجتماعي الذي كان موجوداً، وصولاً إلي رواية أكتوبر، ومسرحية النصر، وفيلم الانتصار الكبير. هذا الجهد لم يبدأ من فراغ. فعلي مدي 45 عاماً كتبنا ونشرنا وأبدعنا وأصبحت لدينا أفلام سينمائية وعروض مسرحية، وكتابات تبدأ من كتابات المحللين العسكريين، وتصل إلي إبداع الأدباء والفنانين.

أين كل هذا؟ كيف نجمعه ونضعه تحت عنوان كبير: عندما أصبح المصريون الكل في واحد. والواحد هو مصر. التي استعادت سيناء بعد ست سنوات من احتلال العدو لها. وكانت استعادة سيناء استعادة لمصر. فكل ذرة رمل من صحاري سيناء أصبحت تساوي جزءاً من وجدان مصر عندما عادت إلينا بعد أن حررناها بالدم.

 

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السادس من أكتوبر غدًا السادس من أكتوبر غدًا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل

GMT 05:07 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تكشف عن كمية القهوة لحياة صحية مديدة

GMT 11:21 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

وزيرة الصحة المصرية تؤكد حرص مصر على دعم لبنان ومساندته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon