توقيت القاهرة المحلي 23:43:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محمد صلاح يرد على سؤال زكى نجيب محمود!

  مصر اليوم -

محمد صلاح يرد على سؤال زكى نجيب محمود

بقلم : عماد الدين حسين

 فى عقد الثمانينيات كتب المفكر الكبير الراحل زكى نجيب محمود متعجبا من التغطية الإعلامية الواسعة النطاق لهدف علاء نبيل فى مرمى الجزائر باستاد القاهرة فى 6 يناير ١٩٨٤، وصعدنا به إلى نهائيات دورة الألعاب الأولمبية فى لوس انجلوس.

ونفس التعجب حدث بسبب تغطية واهتمام الجماهير والاعلام بهدف حسام حسن فى ١٧ نوفمبر ١٩٨٩ الذى صعد بمصر إلى نهائيات كأس العالم، التى أقيمت فى إيطاليا صيف ١٩٩٠.

المفكر والفيلسوف الكبير زكى نجيب محمود قال عبارته الشهيرة مسافرا: «كيف يمكن أن تكون قدم لاعب أهم من رأس مفكر؟!». وهو نفس التعجب والاستفهام الذى كرره كثيرون غيره.

أظن أن السؤال لو تم طرحه الان، فسوف تختلف الإجابة إلى حد كبير، والسبب أن تعامل الناس مع مباريات كرة القدم، اختلف تماما. وبالطبع لا ينبغى ان يكون هناك اهتمام بنشاط على حساب اخر، والافضل الا نقارن بين شيئين لا يمكن المقارنة بينهما.

اليوم لم تعد كرة القدم هى «لعب العيال»، كما كان يحلو للبعض القول!!، وصار احتراف أى لاعب فى أى فريق صغيرا كان أو كبيرا حلما يراود الكثير من الأسر فى العالم، بل إن الالتحاق بفريق كروى، أصعب بمراحل من الالتحاق بكليات القمة أو المكانة والنفوذ.

صارت كرة القدم صناعة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ولم تعد مجرد لعبة يشارك فيها ٢٢ لاعبا من الفريقين، بل عملية اقتصادية كبيرة ومعقدة. ونسمع ونقرأ عن مبالغ خيالية فى هذه الصناعة. ويكفى أن عملية انتقال اللاعب البرازيلى نيمار دى سيلفا العام الماضى من برشلونة إلى باريس سان جيرمان، تجاوزت المليار يورو، منها اكثر من 300 مليون يورو للشرط الجزائى فقط، وهو مبلغ يزيد عن ميزانيات بعض الدول!!

السؤال: هل يمكن لقدم لاعب كرة قدم أن تحدث كل هذا التأثير، هل يمكن لها أن تضبط العديد من المواعيد على توقيت ظهورها فى المباريات؟!، وكيف يمكن للاعب كرة أن يصبح أكثر تأثيرا من العديد من السياسيين بل والعديد من المؤسسات؟!
كل هذه الاسئلة وغيرها خطرت على ذهنى مساء أمس الثلاثاء، وأنا أتابع العديد من الزملاء والمعارف والأصدقاء، وهم يتحدثون عن ضرورة ضبط جدول مواعيدهم على مباراة النجم المصرى محمد صلاح مع فريقه ليفربول، ضد مانشستر سيتى فى بطولة الاندية ابطال أوروبا.

أحد الأصدقاء قال لى إنه ذهب إلى أداء واجب العزاء فى مسجد بالعجوزة مبكرا لضمان العودة للمنزل ليشاهد المباراة من بدايتها.

زميل آخر اضطر إلى تأجيل موعد الذهاب إلى الطبيب، ومجموعة اصدقاء اخرين ذهبوا لحضور أحد الأفراح بمنطقة العمرانية، واضطروا للاستئذان مبكرا، كى يلحقوا مشاهدة المباراة، ولأن المرور كان صعبا فى اتجاه مدينتى زايد وأكتوبر، فقد اضطروا لمشاهدتها على أحد مقاهى وسط البلد.

شخصيا ايضا عدلت كل مواعيدى يوم المباراة كى أشاهدها. ومن سوء حظى أننى لم ألحق إلا الشوط الثانى. حينما وصلت إلى شارع خيرت قرب ميدان السيدة زينب، سمعت تهليلا هستيريا من أحد المقاهى، وأدركت فورا أن محمد صلاح قد سجل هدفا.

ذهبت إلى المقهى وصدق حدسى، الناس ملأت المقهى كاملا، واحتلت أيضا الرصيف، وهو الأمر الذى تكرر فى العديد من مقاهى الشارع القريب من مجلسى النواب والوزراء ومربع الوزارات.

هذا المشهد لم يعد موجودا حتى فى مباريات الأهلى والزمالك. صارت المباريات التى يشارك فيها محمد صلاح، وأحيانا مباريات برشلونة وريال مدريد، تفرض ما يشبه حالة الطوارئ لدى الكثير من الأشخاص والبيوت.
صلاح تقريبا هو الشخص الذى يجمع عليه كل المصريين، وصار تأثيره فى الخارج، يفوق تأثير وأدوار العديد من الهيئات والمؤسسات.

لا أتحدث عن موهبته ومهارته الكروية، فهذا أمر يتناوله بصورة أفضل النقاد الرياضيون، أنا هنا أتحدث عن تأثيره فى المجالات الأخرى، التى تجعل العالم يتحدث عنه بانبهار وإعجاب.

إذا صناعة بطل واحد ناجح يمكنها أن تعزز من الصورة الإيجابية لمصر. فما بالكم إذا كان لدينا أكثر من محمد صلاح فى أكثر من مجال؟!

هل فكرنا فى صناعة أو تصنيع مثل هذه النوعية من الرموز والأبطال؟!

ندعو الله أن يحفظ صلاح ليستمر فى رفع اسم مصر فى العديد من المحافل الدولية.

نقلاً عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد صلاح يرد على سؤال زكى نجيب محمود محمد صلاح يرد على سؤال زكى نجيب محمود



GMT 22:38 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

هل سينتهي السرطان؟

GMT 22:35 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

المذبح والمجمع والعيد

GMT 22:32 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

فوق جبل عرفات

GMT 22:30 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

درجات ألمانيا.. وهيبتها!

GMT 13:28 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

خروف مسكوفي!

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:11 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

مدافع الأهلي ياسر إبراهيم يحتفل ببطولاته مع الفريق المصري

GMT 23:17 2020 الإثنين ,07 أيلول / سبتمبر

مؤشرا البحرين العام والإسلامي يقفلان على ارتفاع

GMT 01:16 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

مجد القاسم يطرح أحدث أغنياته الجديدة "أنا نادم" ‏

GMT 06:08 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

شريف إكرامي يرد على مدحت العدل

GMT 01:32 2020 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

فايلر طلب من مسؤلي الأهلي تأجيل قمة الدوري المصري

GMT 00:35 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

شيرين رضا أناقة ما بعد الخمسين بأسلوب بنات العشرين

GMT 20:29 2019 الجمعة ,05 تموز / يوليو

ننشر الأسعار الجديدة لتذاكر النقل العام

GMT 23:41 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مؤشر سوق مسقط يغلق منخفضًا الثلاثاء

GMT 09:52 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

إلينا سانكو تفوز بلقب "ملكة جمال روسيا" لعام 2019
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon