توقيت القاهرة المحلي 08:25:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

8 ملاحظات على فيلم الممر

  مصر اليوم -

8 ملاحظات على فيلم الممر

بقلم: عماد الدين حسين

نشكو منذ سنوات طويلة من غياب أفلام كبرى، عن صراعنا العسكرى مع إسرائيل منذ عام ١٩٤٨ وحتى انتصار أكتوبر العظيم فى ١٩٧٣.

فيلم الممر كسر هذه الدائرة، وأعاد إلينا الثقة فى أنه بالإمكان إنتاج أفلام جادة، وتجذب وتشد المتفرجين من أول مشهد، حتى النهاية.

شاهدت الفيلم وسط كوكبة من الصحفيين والإعلاميين فى عرض خاص بمركز المنارة للمعارض مساء الإثنين الماضى بدعوة كريمة من إدارة الشئون المعنوية.

شاهدته بعيون المتابع الصحفى والسياسى، وليس الناقد السينمائى المتخصص. وخرجت بمجموعة من الملاحظات أوجزها فيما يلى:

الملاحظة الأولى: إن هذا الفيلم هو الأول من نوعه الذى يوجه نقدا واضحا لا لبس فيه لأداء القيادة فى مصر خلال حرب يونيو ١٩٦٧، خصوصا القيادة العسكرية، ويحملها مسئولية الهزيمة، هى وليس الجنود أو الضباط الذين كانوا متمسكين بالقتال حتى اللحظة الأخيرة، لولا أوامر الانسحاب. يقول أحد الجنود فى الفيلم: نحن انهزمنا قبل أن ندخل الحرب. وفى مشهد آخر يبدى قائد الكتيبة الرائد «أحمد عز» رفضه تسلم مجموعة من المجندين يرتدون الجلاليب، جاءوا إلى وحدته قبل الحرب بأيام، من دون أى تدريب أو تجهيز أو إعداد.

الملاحظة الثانية: أن الفيلم يحتفى بحرب الاستنزاف التى بدأت عقب الهزيمة مباشرة واستمرت ثلاث سنوات حتى بناء حائط الصواريخ عام 1970. يقول قائد الكتيبة «الحرب لم تبدأ فى ٥ يونيو، بل بدأت الآن»، يقصد العملية النوعية التى كلفته بها القيادة بتدمير أكبر معسكر للعدو فى قلب سيناء عقب الهزيمة بأسابيع قليلة.

الملاحظة الثالثة: أن الفيلم احترم عقول المشاهدين، ولم يتعامل مع صورة العدو الإسرائيلى بالصورة النمطية التقليدية التى شاهدناها فى معظم الأفلام المصرية التى أنتجت بعد حرب ١٩٧٣، وتظهر الجندى الإسرائيلى متخلفا، وغير متزن، وأشعث الشعر. فى هذا الفيلم كان هناك نوع من التوازن والمنطقية.

الملاحظة الرابعة: نجح إياد نصار فى خطف الأنظار، ومثل ببراعة منقطعة النظير دور الضابط الإسرائيلى قائد المعسكر الذى يتلذذ بإذلال الأسرى المصريين وهدم روحهم المعنوية وقتل بعضهم، وحتى عندما وقع فى الأسر أظهر الشخصية البراجماتية النفعية التى تجيد كل أنواع الخداع، وفى الوقت نفسه، يعرف تاريخ اليهود جيدا، وصراعهم مع المصريين والعرب والمسلمين.

الملاحظة الخامسة: أنه وفى مقابل هذه الشخصية الماكرة كانت شخصية «الضابط المصرى» مكتوبة بحرفية. فهو متحمس وقوى وغيور على وطنه ويتحرق شوقا للثأر من الهزيمة. هو مثقف ويجيد العبرية بطلاقة ويرد على الضابط الإسرائيلى فى كل الموضوعات من أول الأرض إلى الدين.

الملاحظة السادسة: أن الفيلم نجح بصورة كبيرة حينما ركز على معركة محددة فى الصراع العربى الإسرائيلى وهى مهمة تدمير موقع إسرائيلى فى قلب سيناء. لم يغرق الفيلم فى الخطوط العامة للصراع المعروفة للجميع، بل ركز على مجموعة محددة من البشر، تم تكليفهم بمهمة محددة. وركزعلى حياة ونفسيات أبطاله الضباط والجنود، خصوصا تأثيرات الهزيمة، وكيف أحبطت الجميع من أول كبار القادة الميدانيين إلى أصغر جندى مجند خصوصا نموذج عامر ابن أسوان الذى ترك وحدته يائسا من الهزيمة، وكذلك الجندى الذى رفض النزول من الجبهة، لأنه لا يستطيع أن يواجه والده بعد الهزيمة. الاثنان عادا مرة أخرى وشاركا بفعالية فى إنجاز المهمة.

الملاحظة السابعة: كانت هناك بعض الهنات فى كتابة وبناء الفيلم. من ذلك مثلا بعض المشاهد الخطابية المباشرة فى أكثر من موضوع، وكأنها «حصة تربية وطنية أو قومية فى مدرسة ابتدائية». هذا الأمر لا يصح فى فيلم يفترض أنه أنتج ليعيش طويلا. من ضمن المآخذ أيضا الغناء المستمر وبصوت مرتفع لأفراد المهمة خلف خطوط العدو، والمفترض أن يكونوا مدربين جيدا على الإخفاء والتكتم، حتى لو كانوا فى مكان معزول، والحمد لله أن هذه الهنات قليلة، ولم تؤثر على البناء الدرامى للفيلم.

الملاحظة الثامنة: أن هذا الفيلم سيدخل تاريخ السينما المصرية، فيما يتعلق بإعادة بث الروح الوطنية فى نفوس الشباب، وتعريفهم بجوهر الصراع مع العدو الصهيونى، الذى احتل أرضهم وأرض أشقائهم العرب، كما أن كتاب الفيلم التفتوا إلى نقطة جوهرية فى غاية الأهمية تتعلق بأبناء النوبة وسيناء، وقد نجحوا فيها نجاحا باهرا. وتستحق هذه الملاحظة المزيد من إلقاء الضوء فى مقالات قادمة إن شاء الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

8 ملاحظات على فيلم الممر 8 ملاحظات على فيلم الممر



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon