توقيت القاهرة المحلي 22:12:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كرة القدم ومدحت شلبى.. والسياسة

  مصر اليوم -

كرة القدم ومدحت شلبى والسياسة

بقلم : عماد الدين حسين

 هل هناك علاقة بين الرياضة والسياسة؟! نعم العلاقة كبيرة جدا ولم يعد أحد فى إمكانه الفصل بين الاثنين، وتقريبا، لا يوجد نشاط على وجه الأرض يمكن فصله عن السياسة عموما.

سؤال آخر: وهل هناك علاقة بين مباراة كرة القدم الودية التى أقيمت ليل الجمعة الماضية بين مصر والبرتغال فى زيورخ السويسرية، وبين السياسة وأحوال المجتمع فى مصر؟!.

الإجابة هى: نعم. والذى جعلنى أسأل السؤال الأخير هو نقاط كثيرة أثارها المعلق التليفزيونى على اللقاء الكابتن مدحت شلبى.

الكلمات التالية، ليست خاصة بالنقد الرياضى، فهذا المجال له خبراؤه وأساطينه، خصوصا الصديق حسن المستكاوى، لكن هى ذات صلة بطريقة التفكير الشائعة إلى حد ما فى المجتمع المصرى.

المعلق كان موضوعيا إلى حد كبير، فى بداية المباراة وهو يخبر المشاهدين بالفرق الكبير فى المستوى بين فريق البرتغال أحد أبطال أوروبا وفريقنا القومى، ثم فعل الأمر نفسه حينما قارن مازحا بين أحمد فتحى وكريستيانو رونالدو وان ما يجمعهما هو ارتداء القميص رقم 7!.

عندما أحرز الموهوب محمد صلاح هدف التقدم لمصر نسى مدحت شلبى كل الموضوعية، وبدأ يتحدث عن منتخبنا الكروى باعتباره الأفضل عالميا، وكأنه يتحدث عن فرق إسبانيا أو ألمانيا أو البرازيل، وبدأ يحقر من شأن منتخب البرتغال وكأنه متذيل الترتيب العالمى. وتطور الامر إلى السخرية من رونالدو، بأنه «غلاوى» لمجرد أنه يجرى وراء كل كرة، ويحاول إحراز الأهداف لنفسه ولبلده؟!.. وإذا كان هذا «غلا» فما هو تعريف الجدية والإخلاص والدأب والمثابرة؟!. بهذا التعريف نتمنى أن يكون كل لاعبينا «غلاويين» لكى يحرزوا هدفين فى الوقت الضائع ويقلبوا الهزيمة نصرا!!!.

عندما كنا فائزين كان الفوز شىء مهم جدا وليس فى مباراة ودية، وبعد الهزيمة خلال ثلاث دقائق، قيل لنا إنها مجرد مباراة ودية لا قيمة لها.

أجد فى أحيان كثيرة طريقة مدحت شلبى مثيرة وجيدة، لكن لا أحبذ مبالغاته، خصوصا الموجهة للشباب صغير السن. هناك فارق دقيق جدا بين تحميس لاعبينا وجمهورنا، وبين تخدير الناس وخلط الأمور.

نحن واجهنا البرتغال سعيا وراء الاحتكاك بفريق قوى، وحتى إذا انتهت المباراة بفوزنا، فلم يكن يعنى ذلك، أننا أفضل منها. هى لها تاريخ تراكمى كبير فى كرة القدم. هناك حقائق فى عالم كرة القدم مثلما هناك حقائق فى عالم الاقتصاد والسياسة.

ذات يوم فازت الكاميرون على إيطاليا، لكن ذلك لم يغير خريطة القوى فى عالم كرة القدم. والأمر نفسه فعلته نيجيريا ضد منتخبات عالمية كثيرة.

لا يصح أن نحقر من البرتغال ورونالدو، لمجرد أننا تقدمنا عليهم بهدف. لأن حالنا طوال معظم فترات المباراة كان دفاعيا وأقرب إلى «حالة الخضة»، وتحسن هذا الأمر بنسبة كبيرة بعد هدف صلاح، ثم حدث الانهيار، فى الدقائق الأخيرة والسبب مرض مصرى نشترك فيه جميعا فى السياسة والاقتصاد وسائر المجالات اسمه غياب التركيز فى اللحظات الأخيرة!.

الأفضل أن نقول للناس الحقيقة، حتى لا يتم بناء آراء وتصورات على أسس غير صحيحة. كنت كمصرى أتمنى الفوز لفريق بلدى، وكادت يداى تلمسان السقف عندما أحرز صلاح الهدف، لكن بمنطق التعليق الذى سمعناه فإن ذلك كان سيعنى أن البعض سيتعامل مع الموضوع باعتبارنا أفضل من البرتغال.

هناك فارق كبير بين التحميس والتشجيع ورفع الروح المعنوية، وإشاعة الأفكار والمعلومات والآراء غير الواقعية، لأنها تتسبب فى كوارث لا حصر لها، وشىء من هذا القبيل كان السبب الأساسى وراء هزيمة 5 يونيو 1967.

لعبنا مباراة جيدة أمام البرتغال فى حدود إمكانياتنا، والحقائق هى التى تكلمت فى النهاية، فرونالدو الذى كان محاصرا طوال تسعين دقيقة أنجز المهمة فى دقيقتين فقط، لأنه أحد أفضل لاعبى العالم مع ليونيل ميسى.

لدينا لاعب عالمى كبير اسمه صلاح، ولديهم أكثر من صلاح، لديهم ترتيب عالمى وبطولات دولية كبرى، ونحن أصحاب بطولات قارية. علينا ألا نشجع منطق المبالغة والتباهى حرصا على المنطق والموضوعية وعلاج الأخطاء.

نقلاً عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرة القدم ومدحت شلبى والسياسة كرة القدم ومدحت شلبى والسياسة



GMT 21:54 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

عن الصناعة والقطاع الخاص!

GMT 21:51 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

مؤامرة التهجير

GMT 21:34 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

البشر والحجر!

GMT 21:24 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أهلا ببطل الكونفدرالية

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 10:57 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

مفاجآت كبيرة في فيلم "الست" لمنى زكي
  مصر اليوم - مفاجآت كبيرة في فيلم الست لمنى زكي

GMT 02:55 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نيللي كريم تتحدث عن ظهورها في فيلم "كازابلانكا"

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

دي ليخت بين مطرقة عمالقة أوروبا وسندان برشلونة

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

خبير أرصاد يُحذّر من استخدام الكمامات في العاصفة

GMT 12:42 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

خطرٌ يُهدد حياتك بسبب النوم أكثر أو أقل من 8 ساعات يوميًا

GMT 02:16 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

بدران يؤكد أن الموز يُخفّف حموضة المعدة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مباراة توتنهام ضد تشيلسي تخطف الأضواء في الدوري الإنكليزي

GMT 03:34 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مميزات استخدام ديكور الجدران الخرسانية في غرف النوم

GMT 21:44 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جديدة مثيرة في واقعة "مذبحة الشروق"

GMT 23:32 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

صخرة برشلونة مهددة بالغياب عن مواجهة فياريال

GMT 15:00 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

محمد الحنفى يؤكد انتظاره إدارة القمة منذ 3 سنوات

GMT 05:38 2018 الجمعة ,20 إبريل / نيسان

انطلاق أول رحلة لطائرة في الصيف "Stratolaunch"

GMT 10:06 2018 الجمعة ,13 إبريل / نيسان

هادجنز تتألق في تقديم مجموعة "سينفول كلورز"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon