توقيت القاهرة المحلي 20:15:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إسرائيل وإثيوبيا والنيل.. الشيطان يعظ!!

  مصر اليوم -

إسرائيل وإثيوبيا والنيل الشيطان يعظ

بقلم: عماد الدين حسين

هل هناك دور لإسرائيل فى تشجيع إثيوبيا على التعنت فى قضية سد النهضة، أم أن ذلك مجرد هواجس ومخاوف فى عقول بعض المصريين؟!
المؤكد أن من مصلحة إسرائيل الاستراتيجية أن تكون مصر ضعيفة دائما، حتى لا تتصدى لمشروعها الاستيطانى الاستعمارى فى المنطقة.
لكن وفى نفس الوقت، وحتى نرى الأمور على حقيقتها، فمشكلتنا مع إثيوبيا أكثر تعقيدا من اختزالها فى «العامل الاسرائيلى» فقط، بحيث يعتقد الناس، أنه لو اختفت إسرائيل، فسوف يتم حل مشكلة المياه مع إثيوبيا بأكملها، وليس فقط مشكلة سد النهضة.
ننسى أن مشكلة المياه بين مصر وإثيوبيا موجودة قبل قيام إسرائيل أصلا وذرعها عنوة فى المنطقة عام ١٩٤٨. بل إن الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل قال فى حواراته مع الإعلامية لميس الحديدى على قناة سى. بى. سى قبل وفاته، إن الغرب وبعد أن تصدت مصر للحملات الصليبية فكر فى عمل هندسى يتم بموجبه تحويل نهر النيل ليصب فى المحيط الأطلنطى، بدلا من إكمال طريقه إلى مصر، وأرسل خبراء لمنابع النيل لبحث تنفيذ هذه الفكرة الجهنمية!!
هل هذا يبرئ إسرائيل؟!
إطلاقا ولكن هى محاولة لوضع الأمور فى إطارها الطبيعى.
وهل معنى ذلك أن إسرائيل لا تسعى للإضرار بنا فى هذه القضية أو غيرها؟!
الإجابة أيضا هى لا، وما دفعنى لكتابة هذا الكلام اليوم، رسالة وجدتها على جروب لمجموعة من الخبراء والمتخصصين تتحدث عن ندوة مهمة نظمتها السفارة الإثيوبية فى تل أبيب نهاية شهر أكتوبر الماضى، وحضرتها السفيرة الإثيوبية فى تل أبيب وكذلك سفيرا غانا وجنوب السودان واستمرت ساعة وربع الساعة، وكان من أهم المتحدثين فيها الدكتور حجاى ايلرخ المتخصص فى الشئون الأفريقية بجامعة تل أبيب ومؤلف كتاب «الصليب والنهر.. مصر وإثيوبيا والنيل».
السفيرة الإثيوبية دينا اليمو تحدثت عن وجهة نظر بلادها المعروفة، وقالت إن الوقت حان لتأمين حصة عادلة من مياه النيل لبلدها».
لكن الكلام الأهم جاء على لسان الإسرائيلى إيلرخ، ومن بين ما قاله، إن «فكرة الحقوق التاريخية فى النيل لاتزال تسيطر على عقل المصريين، وهم يتجاهلون إثيوبيا عبر التاريخ رغم أن ماء النيل ينبغ من أراضيها. وسد النهضة زلزال مدمر ضرب مصر، وعقل المصريين لا يستوعب بعد أن مرحلة جديدة فى التاريخ تبدأ الآن بوجود سد النهضة، ولن يكون ممكنا بعد الآن استمرار اعتماد المصريين التاريخى على النيل فى حياتهم الاقتصادية، وسوف نرى قريبا بحيرة السد العالى وهى تفرغ تماما من المياه خلال سنوات قليلة، ولن تولد كهرباء من السد العالى وحينها سوف تنتظر مصر المياه الآتية من إثوبيا»!!!.
يضيف إيلرخ أنه مهما طالت المفاوضات فهى لا تعنى الكثير لأن السد موجود أصلا، وسيتم الملء، وستتحكم إثيوبيا فى النيل، وأنه مثلما كان السد العالى هو مشروع ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ فى مصر، فإن سد النهضة هو «مشروع الحضارة الحالية فى إثيوبيا».
فى نفس الندوة التى انعقدت عبر الإنترنت تحدث نائب رئيس الشئون الأكاديمية فى معهد هرتزل الإسرائيلى الدكتور عريف هايفرى، وهو أيضا من تلاميذ إيلرخ وقال إن على مصر أن تستوعب الواقع الجديد وتؤمن أن من حق إثيوبيا استخدام حصتها من النهر داعيا مصر إلى شراكة جديدة تستخدم التكنولوجيا الإسرائيلية، واستثمار محتمل من الولايات المتحدة سوف يكلف مصر ٧٠ مليار دولار لتحلية ٦ مليارات متر مكعب من مياه البحر سنويا.
هذا أهم ما ورد فى الندوة التى نشرها الموقع الروسى «سبوتيك» فى ٣٠ أكتوبر الماضى، ولم أجد لها رواجا فى وسائل الإعلام المصرية والعربية.
ما قاله الخبيران الإسرائيليان يكشف بوضوح عما تحلم به إسرائيل، وربما عما تفعله لمساعدة إثيوبيا كما جاء فى العديد من التقارير الإعلامية، لكن الأهم أن الذى سيحبط كل هذه الأحلام أو الأوهام أو المؤامرات، هو أن نستخدم كل ما نملكه من إمكانات ومقدرات وموارد، كى نجهض الخطة الإثيوبية الشريرة الرامية إلى تحويل سد النهضة إلى محبس للتحكم فى حياة ومستقبل أكثر من مائة مليون مصرى يعتمدون تماما على مياه النيل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل وإثيوبيا والنيل الشيطان يعظ إسرائيل وإثيوبيا والنيل الشيطان يعظ



GMT 03:48 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

قلنا: تفكير.. قالوا: تحصين وتكفير

GMT 03:47 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

فتح ملف الصناعة (١) «القانون هو الحل»

GMT 03:45 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

حسام حسن غلط فى دوري!!

GMT 03:36 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

د. أسامة السعيد.. هل يصبح خليفة سعيد سنبل؟!

GMT 03:25 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

«الجن» برىء من الحرائق

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:09 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

«عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024
  مصر اليوم - «عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024

GMT 11:37 2024 السبت ,02 آذار/ مارس

أطفالنا بين القيم والوحش الرقمي

GMT 17:27 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تيري هنري يُتابع المنتخب المكسيكي قبل ودية بلجيكا

GMT 17:47 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

زيدان يطالب إدارة ريال مدريد بالتعاقد مع سون نجم توتنهام

GMT 15:35 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

معلومات عن جاك اندرو بعد وفاته بسبب كورونا

GMT 06:10 2020 الإثنين ,30 آذار/ مارس

تعرف على حالة الطقس المتوقعة في مصر الاثنين

GMT 01:48 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

شريف عامر يحاور أسرة مصرية صينية بـ"كمامة" على الهواء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon