توقيت القاهرة المحلي 16:07:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البازليك.. الانتصار للتراث والثقافة

  مصر اليوم -

البازليك الانتصار للتراث والثقافة

بقلم: عماد الدين حسين

هناك ظاهرة فى غاية الأهمية على هامش النقاش الذى جرى فى الأيام الأخيرة، بشأن إقامة كوبرى قرب كنيسة البازليك المواجهة لقصر البارون إمبان بمصر الجديدة، أو مشروع «عين القاهرة» فى الزمالك.
هذه الظاهرة هى انتقاض غالبية أهالى المنطقة والمثقفين والمهتمين للدفاع عن مكان أثرى وتراثى وثقافى، والأكثر لفتًا للنظر هو أن هذه الظاهرة تكشف جانبا مهما جدا، لم يلتفت إليه كثيرون، وهو أن المعارضين ــ ورغم أن غالبيتهم من المسلمين ــ قد دافعوا بحرارة شديدة عن أثر مهم هو كنيسة السيدة العذراء «البازليك».
وللموضوعية فإن أكثر من التفت لهذه النقطة كان السياسى الكبير عمرو موسى وزير الخارجية والأمين العام الأسبق للجامعة العربية، حينما قال بوضوح فى البيان، الذى أصدره تضامنًا مع المعترضين على المشروع: «تذوق الثقافة والفن والتراث والتاريخ أحد أهم مقاييس تقدم الأمم وتحضرها ووعيها وضميرها الجمعى. والحوارات والنقاشات التى دارت بين سكان القاهرة حول المشاريع الإنشائية والسياحية دليل على حيوية الثقافة والوعى والغيرة على المدينة وتراثها. هذا الحوار المجتمعى وغيره حول مناطق تراثية وتاريخية أخرى، دليل على صحة المجتمع وإيجابيته وثقافته وارتباطه بوطنه وبعاصمته التى تضم تراثا منقطع النظير».
ما قاله عمرو موسى أشار إليه عمرو السنباطى، النائب عن دائرة مصر الجديدة، حيث قال إن المشروع يمثل ضررا حضاريا كبيرا على المنطقة.
والنائب عن المنطقة ووكيل لجنة الإسكان بالبرلمان أيضا طارق شكرى قال: «موقفى هو التضامن الكامل مع مطالب سكان المنطقة بضرورة الحافظ على هذه المنطقة التراثية والتاريخية الفريدة من نوعها، وهذا الأمر يعتبر أهم من تحسين المرور، ولابد من الاستجابة لرغبات قاطنى المنطقة الأثرية الجديدة».
يقول شكرى أيضا: «أنا مهندس ورؤيتى أن مشروع الكوبرى لو وضع فى ميزان تحقيق الفائدة المرجوة، أمام الضرر المحقق، فهو ليس فى الصالح العام».
عمرو حسين عضو لجنة السياحة بمجلس النواب قال أيضا رغم أن «مشروع عين القاهرة له مردود سياحى إيجابى، لكن اختيار حديقة المسلة بالزمالك غير مناسب؛ لأنها حديقة تاريخية وتراثية، وبالتالى فالأفضل إقامة المشروع فى أى مكان آخر.. والتراث المعمارى الاستثنائى للمنطقة لا يمكن التنازل عنه، إلا اذا كانت هناك أهمية كبرى لشق محور قد يغيِّر من حياة الناس، وقد يسهل علينا الحياة.. كما أن المادة الثانية من قانون البناء تعتبر مصر الجديدة منطقة أثرية من الطراز «أ» ويحظر بناء أى إنشاءات فى الفراغات العامة والمفتوحة بالشوارع والميادين، ينتج عنها تداخل فى الصورة البصرية.
والنائبة سمر سالم قالت: إنه رغم أهمية المشروع وعوائده السياحية، إلا أن القائمين عليه تناسوا وتغافلوا عن الشكل الحضارى والتاريخى للمنطقة والذى تم تشويه معظمه».
ولم يقتصر الأمر على أعضاء البرلمان، أو الشخصيات العامة، ولكن مواطنين كثيرين كان لهم رأى مشابه، ومنهم أحد أبناء المنطقة وهو الصديق أحمد عبيد رئيس شركة «آر إم سى»، الذى بعث لى برسالة إلكترونية يقول فيها: «سكان مصر الجديدة عانوا كثيرا خلال العامين الماضيين لكنهم تحملوا ذلك بأسى شديد؛ لأنهم كانوا على يقين بأن منظومة الكبارى للصالح العام وللأجيال المقبلة، لكن إقامة كوبرى بهذا الحجم فى قلب المنطقة التراثية والتاريخية ليس له مبرر فى الوقت الحالى»، وختم رسالته بقوله: «أنا على يقين بأن القيادة السياسية سوف تتدخل للحفاظ على المنطقة التاريخية والفريدة من نوعها».
كل الآراء السابقة أراها تطورا مهما جدا، لأنها تشير إلى معنى غاية فى الأهمية وهو أنه، ورغم كل ثقافة العشوائيات والتكاتك التى تحاصرنا، فإن الوعى والاهتمام بالثقافة والآثار والتراث والحضارة لم يختف كما يعتقد كثيرون، وهو أمر مطمئن ومبشر.
والنقطة المهمة جدا هي ان غالبية المعترضين علي هذه المشروعات ،ليسوا من المعارضين للحكومة، بل ان غالبيتهم من المؤيدين لها ،وبعضهم نواب واعضاء في حزب مستقبل وطن ، ويستحيل القول انهم يسعون للمكايدة او التربص، وبالتالي علي الحكومة، ان تستمع لوجهة نظرهم بصورة موضوعية ،وتستجيب لمناشدتهم ،لان ذلك سيكون في مصلحة الجميع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البازليك الانتصار للتراث والثقافة البازليك الانتصار للتراث والثقافة



GMT 03:48 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

قلنا: تفكير.. قالوا: تحصين وتكفير

GMT 03:47 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

فتح ملف الصناعة (١) «القانون هو الحل»

GMT 03:45 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

حسام حسن غلط فى دوري!!

GMT 03:36 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

د. أسامة السعيد.. هل يصبح خليفة سعيد سنبل؟!

GMT 03:25 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

«الجن» برىء من الحرائق

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:09 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

«عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024
  مصر اليوم - «عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024

GMT 19:30 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

طريقة إعداد ورق عنب مع كوسا وريش

GMT 08:40 2014 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

التونة والدجاج تساعدان في زيادة خصوبة الزوجين

GMT 08:42 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريم البارودي تبدو أنيقة في بدلة وردية اللون

GMT 05:38 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور محمود الموجي يُبيّن أسباب رائحة الفم الكريهة

GMT 20:55 2014 الخميس ,14 آب / أغسطس

استقرار اﻷوضاع اﻷمنية في شوارع الأقصر

GMT 05:44 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مربى التفاح بالقرفة

GMT 16:29 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شركة سكودا تطلق الجيل الجديد من موديل سوبيرب

GMT 11:12 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

حمو بيكا يدعم طفلة مريضة سرطان ويقدم لها هدية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon