توقيت القاهرة المحلي 05:12:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف يمكن فهم ما حدث لعنان؟

  مصر اليوم -

كيف يمكن فهم ما حدث لعنان

بقلم : عماد الدين حسين

صباح السبت الماضى كتبت فى هذا المكان مقالا بعنوان: «سباق انتخابات ثنائى.. أم ثلاثى؟»، تساءلت فيه هل سيكون السباق الانتخابى بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وسامى عنان وخالد على، أم بين السيسى وخالد على فقط؟

فى إحدى فقرات المقال قلت بالنص: «هل سيستمر عنان فى السباق الانتخابى أم لا؟.. استمعت إلى الصديق عبدالله السناوى وهو يتحدث للزميل أحمد عثمان فى قناة العربية صباح أمس مستبعدا أن يكمل عنان السباق لنهايته. شخصيا لا أملك معلومات ولكن تخمينى يكاد يوصلنى إلى نفس النتيجة التى توصل إليها السناوى ما لم تحدث معجزة».

هذا ما كتبته وللأمانة كانت عندى بعض الإشارات التى تقول إن عنان لن يصل إلى السباق النهائى لأسباب متعددة، وصباح يوم الاثنين الماضى كنت أناقش زملائى فى إدارة تحرير الشروق فى التصور النهائى للمرشحين وقلت لهم نصا: «أراهنكم على عزومة غداء لمدة أسبوع متواصل إذا دخل عنان الانتخابات».. وجميعهم أحياء يرزقون!!

مرة أخرى لم تكن عندى معلومات موثقة من مصادر رسمية بأن عنان لن يكمل السباق، لكننى قرأت مجموعة من المؤشرات والأخبار المتناثرة والحكايات المبعثرة والتصريحات الغامضة، والتهديدات المتعلقة بمحاربة الفاسدين، ثم وجدت كلام الصديق عبدالله السناوى لقناة العربية فاتكأت عليه.

أمس تم التحفظ على عنان، وإحالته إلى التحقيق بعد بيان القوات المسلحة أمس. هذا البيان وجه لعنان اتهامات مباشرة بالتحريض المباشر ضد القوات المسلحة، وإحداث الوقيعة بينها وبين الشعب، والتزوير فى المحررات الرسمية بما يفيد إنهاء خدمته فى القوات المسلحة على غير الحقيقة، وعدم الحصول على موافقة القوات المسلحة، أو اتخاذ ما يلزم من إجراءات لإنهاء استدعائها له.

من أى زاوية يمكن فهم تطورات القبض على عنان، تمهيدا لمحاكمته، بعد ان حلم البعض بوصوله لمنصب رئيس الجمهورية؟

الإجابة هى أنه لا يمكن فهم الأمر وقصره على المخالفات الدستورية أو اللوائح والقواعد والقوانين.
بالطبع هى محددات مهمة، لكنها لم تكن بمفردها هى التى قادت إلى التطورات الدراماتيكية التى شهدناها طوال الأيام الماضية، منذ إعلان سامى بلح من حزب «مصر العروبة» لترشح عنان، وانتهاء بالقبض على عنان أمس.

ظنى الشخصى أن عنان لم يقرأ المشهد السياسى فى مصر قراءة دقيقة، وهو نفس الخطأ الذى وقع فيه أحمد شفيق قبل انسحابه.

تقديرى أن شفيق يمكن أن نلتمس له عذرا كبيرا، لأنه كان مقيما فى الإمارات، منذ مغادرته القاهرة إلى أبوظبى منتصف يونيه عام 2013 عقب خسارته الانتخابات الرئاسية بفارق ضئيل أمام مرشح جماعة الإخوان الرئيس الأسبق محمد مرسى.

شفيق لم يرَ كل التطورات التى حدثت فى مصر، وتصور الرجل أن الحياة تجمدت فى مصر عند اللحظة التى غادرها فيها، ولم يتخيل أن غالبية المصريين التفوا حول عبدالفتاح السيسى الذى غامر وخلصهم من كابوس الإخوان.

لكن ما هو عذر عنان؟ الرجل مقيم فى مصر ويعرف إلى حد ما كامل الصورة والتحديات والظروف وكل شىء والمؤكد أكثر أنه يدرك أن التجربة الديمقراطية المصرية لا تشبه ما يحدث فى دول اسكندنافيا، أو غالبية بلدان الغرب!!

أقول ما سبق ليس ذما أو إدانة لعنان أو شفيق، ولكن أتحدث من زاوية سياسية وليست قانونية أو دستورية.

العقبات أمام عنان كانت كثيرة من أول ضعف التوكيلات، مرورا بالبلاغات الموجودة فى القضاء وبعضها يتحدث عن كسب غير مشروع واتهامات بالتزوير فى محررات رسمية، نهاية بعدم قراءة الواقع بشكل صحيح وتلك هى الخطيئة الكبرى التى وقع فيها.

سيقول البعض ولكنك تنسف اساس التعددية واللعبة الديمقراطية وتحاول التماس اعذار لاجراءات قد تكون انتقامية؟

والاجابة هى لا واطلاقا.. لكن من المهم ان نفهم الواقع الذى نعيش ونتحرك فيه، وكل الظروف المحيطة.

نقلا عن الشروق القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف يمكن فهم ما حدث لعنان كيف يمكن فهم ما حدث لعنان



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»
  مصر اليوم - أول تعليق من حماس على إعلان فلسطين دولة مستقلة

GMT 10:59 2024 الأربعاء ,22 أيار / مايو

وقت ممارسة الرياضة مهم لفقدان الوزن
  مصر اليوم - وقت ممارسة الرياضة مهم لفقدان الوزن

GMT 06:44 2024 السبت ,11 أيار / مايو

أفضل 10 وجهات سياحية دافئة للشتاء

GMT 02:42 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

جدول ترتيب الدوري الإيطالي عقب فوز ميلان على تورينو

GMT 23:03 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عائلة مشجع الزمالك تناشد مرتضى منصور لمساعدته

GMT 01:01 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اغسلي المفارش الهندي بالطريقة الصحيحة

GMT 21:30 2019 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

عاشور يؤدي جلسة في الجيم ومروان يواصل التأهيل في مران الأهلي

GMT 19:45 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

طائرة الأهلي تحقق الفوز ال83 على التوالي

GMT 14:15 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

هرتا برلين يُنهي تعاقده مع مدربه نهاية الموسم

GMT 23:57 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

تدشين مشروع لاكتشاف المواهب في الملاعب المصرية

GMT 09:23 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

طريقة إعداد وتحضير ماكرون فرنسي ملون
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon