توقيت القاهرة المحلي 12:45:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

٣ حكايات عن التدخين والإدمان

  مصر اليوم -

٣ حكايات عن التدخين والإدمان

بقلم: عماد الدين حسين

قبل أيام قليلة تلقيت اتصالا من أحد الأصدقاء. كان غاضبا وحزينا، والسر أنه اكتشف أن ابنه البكر الذى لم يتجاوز الـ ٢١ عاما، قد صار مدخنا. سر حزنه أنه جلس مع ابنه مئات المرات، ليحذره من أضرار التدخين، لكن كل هذه النصائح ذهبت أدراج الرياح بسبب شلة أصدقاء السوء، الذين جعلوه مدخنا، لا يستطيع الإقلاع بسهولة.

الأب قال إنه أكثر من يعرف أضرار التدخين لأنه ظل مدخنا ١٥ عاما متواصلة، لكنه تمكن من التوقف، وصارت صحته جيدة رغم أن عمره تجاوز ٦٥ عاما.

الابن متفوق فى دراسته، ومستقبله واعد، لكنه لا يدرك خطورة التدخين على كل نواحى حياته، بل بدأ يشعر بالإرهاق، وفى الأيام الأخيرة لم يكن قادرا على أن «يأخذ أو يشم نفسه» خلال السباحة، وقبل التدخين كان يستطيع السباحة لوقت طويل من دون توقف.

فى نفس الأسبوع الذى سمعت فيه قصة ابن صديقى قابلت صنايعى سيارات أعرفه منذ شهور. كان غاية فى الاكتئاب، وحينما سألته عن السبب، قال إن ابنه وعمره «٣١ عاما» قد حكم عليه بالسجن عشر سنوات، بتهمة حيازة وتعاطى مخدرات وهيروين.

هو قال إن ابنه كان مدمنا بالفعل، وجسمه كله «مشكشك من الإبر»، لكن أكرمه الله وتمكن من الإقلاع عن الإدمان، وبدأ فى العمل محصلا بإحدى الشركات.

وذات يوم كان يركب ميكروباصا، ولدى مروره بأحد الأكمنة الأمنية، تم فحص الركاب، ووجد الضابط معه أموالا كثيرة المفترض أنها أموال الشركة. الوالد متأكد من أن ابنه تاب وأقلع، لكن الحكم القضائى واضح بالإدانة.

قلت للأب ربما عاد ابنك للإدمان مجددا من دون علمك. وحاول أن تستأنف على الحكم بمحامٍ جيد.

العبرة من هذه الحكاية أن طريق الإدمان نهايته كارثية والخسارة فيه مؤكدة فى كل الأحوال.

هذا الشاب متزوج ولديه خمسة أطفال جميعهم صغار جدا. فأى مستقبل ينتظرهم، إذا استمر والدهم فى السجن بسبب لعنة إدمان المخدرات؟!

القصة الثالثة لصديق صعيدى أعرفه من أيام الجامعة، كان مدمنا على التدخين بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، كان يأكل السجائر ولا يشربها فقط!! يدخن على معدة فارغة، ولا يأكل بانتظام، وإذا أكل فإن معظم ما يتناوله من أكل الشارع. حياته بكاملها كانت غير صحية بالمرة. والنتيجة المحتمة أنه أصيب بكل أمراض القلب خصوصا الضغط والكوليسترول المرتفع، ثم أصيب بالسكر وبعدها جاءت الإصابة الصعبة بالسرطان، هو أجرى عملية قلب مفتوح، ثم استئصال جزء من الرئة المصابة بالورم. وبالتالى لم يكن هناك مفر من التوقف عن التدخين. استمر مقلعا حوالى عامين أو ثلاثة، وبدأ يشعر بالراحة النسبية مقارنة بالسنوات الصعبة السابقة.

المفاجأة المحزنة أنه عاد قبل شهور للتدخين. لم أصدق ذلك حينما سمعت هذا الخبر الحزين. اتصلت به مرارا وكذلك فعل كل الأصدقاء المشتركين.

يقول إن حالته النفسية السيئة، هى التى دفعته للعودة للتدخين، ووعد كل أصدقائه وأسرته بالتوقف، لكنه لم يفعل حتى الآن.

قصة هذا الصديق عبثية ولا يمكن تصنيفها إلا تحت عنوان «الانتحار الطوعى العمدى».

القصص الثلاثة السابقة وللمصادفة عرفتها جميعا خلال الأسابيع الأخيرة، تداعت إلى ذهنى، وأنا أستمع إلى الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى، ورئيس صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، خلال العرض الذى قدمته، أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم الثلاثاء قبل الماضى «١٦ فبراير»، عن نتائج المسح القومى الشامل لتعاطى وإدمان المخدرات. وهى نتائج تستحق التأمل والدراسة، حيث كشفت أن ٢٨٪ من المصريين مدخنون و٦٪ يتعاطون المخدرات.

سأحاول إن شاء الله العودة لاحقا لقراءة أكثر تفصيلا فى هذه النتائج، لعلنا نتمكن من تسليط الضوء على هذه المأساة وإقناع المدخنين والمدمنين خصوصا الشباب بخطورتها وضرورة التوقف عنها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

٣ حكايات عن التدخين والإدمان ٣ حكايات عن التدخين والإدمان



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة

GMT 00:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول
  مصر اليوم - غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon